تبقى القلاع الأثرية والحصون شاهدًا على تراث المنطقة الجنوبية وتعد من أهم المعالم التراثية فيها. حيث اقتضت حاجة سكان جبال السروات منذ زمن بعيد بناء تلك القلاع والحصون لذلك ما زالت حتى وقتنا الحاضر شاهدة على عصور مضت تعود لأكثر من نصف قرن من الزمان , فلا تكاد تخلو قرية ،أو هجرة في محافظات المنطقة الجنوبية من الحصون التي بنيت حول محيطها الجغرافي . وعلى رغم ما اعترى تلك الحصون من تساقط بسبب العوامل الجوية أو التدخل البشري إلا أنها ظلت شامخة كشموخ تلك القمم التي بنيت عليها مؤكدة عظمة أولئك الرجال الذين قاموا بتشييدها وفق طراز هندسي معماري رائع فبقيت معالم حضارية ، شامخة تختزل التاريخ ، وتحتفظ بالذكريات ، وهي شاهدةٌ على العصر رغم مرور حُقب الزمن . ويعد بناء الإنسان لهذه القلاع والحصون أحد أهم الشواهد على الحضارة العمرانية ومراحل تطورها فعلى الرغم من قلة الامكانت وعدم وجود الآلات المتطورة إلا أن سكان تلك المناطق شمروا عن السواعد وتعانوا على بناء تلك الحصون التي نستلهم منها براعة الأجداد في الهندسة المعمارية وخبراتهم في تصميم وتنفيذ المباني الحجرية منذ العصور القديمة فالمشاهد لتلك القلاع والحصون تتملكه الدهشة من روعة المكان ودقة العمارة . فقد بُنيت بشكل معماري وهندسي بارع حيث استخدم في بناءها مواد من البيئة المحلية ، كالحجارة الكبيرة ذات الشكل المستطيل وجذوع الأشجار الكبيرة التي تستخدم في سقف الطوابق، والأبواب والنوافذ التي تتوزع عادة في جميع الجهات ثم يتم زخرفتها بأحجار شديدة البياض يطلق عليها المرو لتزيد المبنى رونقاً وجمالا. وغالباً ما تبنى تلك القلاع والحصون على قمم الجبال ،أو حدود القرى حيث تمثل أبراج للمراقبة من أجل النواحي الأمنية في الحروب والمنازعات . لذلك يجب على هيئة الآثار والسياحة الاستفادة من هذه الحصون عن طريق ترميمها وتسميتها بأسماء الأسر التي ارتبطت بهذه الحصون والقلاع حتى يكون هناك مرجع سياحي وتأريخي لهذه الحصون التي كانت في يوم من الأيام تمثل ( وزارة الدفاع ) في وقتنا الحاضر، وحتى يعرف الجيل الحالي كيف عاش أباؤهم وأجدادهم حيث تبقى القلاع والحصون القديمة قصص حنين صامتة فالحصون والقلاع القديمة ببساطتها وساحاتها الترابية ومبانيها الطينية والصخرية ستبقى ذكريات للماضي ودروس للمستقبل عاش خلف أبوابها همم عانقت القمم!!