أجرى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مقابلة مع قناة “CBS” الأمريكية، تحدث خلالها عن عدد من القضايا التي تخص المملكة والأوضاع الإقليمية والدولية، وتطرق للحديث عن إيران والشأن اليمني وقضية المواطن جمال خاشقجي. وفيما يلي أبرز ما جاء في تلك المقابلة: العلاقة بين المملكة والولاياتالمتحدة – العلاقة بين المملكة والولاياتالمتحدة الأميركية علاقة متينة وقوية وتعود لعقود طويلة، وهي علاقة قائمة على ثوابت سياسية واقتصادية وعسكرية وأمنية تصب لمصلحة البلدين والشعبين الصديقين. – من الطبيعي أن تواجه العلاقة بين المملكة والولاياتالمتحدةالأمريكية تحديات، ولكن البلدين استطاعا تجاوزها دائماً، والمضي لمستقبل أفضل، لأن العلاقة أكبر دائماً من أي موضوع قد يشكل تحدياً راهناً. – علاقة المملكة مع الولاياتالمتحدة تقوم على أسس ثابتة، ولا يمكن لأحد التأثير عليها بالنظر لحجم المملكة الكبير والمؤثر. الهجمات على المنشآت النفطية والعلاقة مع إيران – الهجمات على المنشآت النفطية لم تكن مجرد هجمات على قلب الإمدادات النفطية السعودية، وإنما هجوم على قلب إمدادات النفط العالمية والاقتصاد العالمي ككل، وهو ما يحتم اتخاذ موقف عالمي وجماعي حازم ورادع لإيران. – المملكة لا تسعى لأي حرب، ولكن إذا أجبرت عليها فهي جاهزة وعلى أهبة الاستعداد، متسلحة بقدراتها وشعبها ومعها حلفاء أقوياء لمواجهة أي مخاطر، وكل الخيارات مطروحة. – على النظام الايراني أن يعي أنه ما لم يغير قناعاته ويوقف أعماله العدائية فإن الضغط الدولي سيستمر، وأي تصعيد آخر سيكون رد الفعل عليه مختلفاً تماماً. – المملكة التزمت ضبط النفس لأنها وضعت اعتبارات ومصالح العالم في الحسبان، وستستمر في التنسيق مع حلفائها وأصدقائها، لأن الاعتداء لم يكن فقط على المملكة وإنما على الاقتصاد العالمي. – أرامكو أثبتت مرونتها وكفاءتها العالية في التعامل مع الأحداث، وجميع السعوديين يفتخرون بها، وكذلك عملاؤها حول العالم. – الإنتاج السعودي للنفط عاد إلى مستواه الطبيعي في زمن قياسي، وهذا إنجاز كبير يثبت كفاءة أرامكو وكفاءة المملكة وأبنائها. – إيران لم تعتدِ على المملكة فقط بل اعتدت على اقتصاد العالم، وما تعرضت له المملكة حدث عالمي أدانه المجتمع الدولي، وسيضع خطاً فاصلاً يمنع الإيرانيين من تجاوزه مستقبلاً. – إدانة الهجوم من نحو 100 دولة وأكثر من 10 منظمات رسمية وعشرات الأحزاب والتجمعات ومئات الشخصيات الدولية، يعني أن مكانة المملكة وأهميتها لا يمكن التقليل منها، كما أن الخاسر الأكبر من كل ما حدث هو النظام الإيراني وأدواته. – كرامة المملكة تعلو فوق كل الاعتبارات، وأمنها خط أحمر، وفي الوقت ذاته فإن أمن واستقرار المملكة ومواطنيها على رأس الأولويات. – أي محاولات إيرانية جديدة بالسلوك ذاته لن تمر بسهولة، كما أن ما جرى لم تطوَ صفحته بعد، والمجتمع الدولي متفاعل الآن أكثر من أي وقت مضى، والكل لديه قناعة تامة بأن الضغط على إيران يجب أن يستمر، والعقوبات يجب أن تُشدد. – المملكة نجحت في التصدي لأكثر من 200 صاروخ باليستي وأكثر من 200 طائرة بدون طيار، وهذا تحد كبير لم يسبق لأي دولة حتى الولاياتالمتحدة التعامل معه، ناهيك عن التعامل معه بنجاح. الشأن اليمني – المملكة أكبر داعم لليمن في العالم، ودعم المملكة للشرعية منع تحول اليمن إلى عراق جديد في المنطقة، ومنع تحول اليمن إلى موطئ للإرهاب. – بإمكان الحوثيين إن أرادوا أن يتحولوا من مليشيا إلى مكون سياسي ينسجم مع أشقائه في اليمن إذا تخلوا عن تبعيتهم لإيران. – المملكة ترحب بالسلام دائماً ومستعدة للوصول إلى حلول سياسية إذا أثبت الحوثيون جديتهم وتوقفوا عن الدوران في فلك إيران وخدمة أجنداتها. – المملكة بدورها الإقليمي والدولي وقفت إلى جانب اليمن وتدعم حكومته الشرعية، وأنقذته من براثن الإرهاب والفوضى، وذلك لتحقيق الأمن للمنطقة برمتها وليس للمملكة فحسب. قضية مقتل جمال خاشقجي – من جديد تؤكد المملكة حرصها على تحقيق العدالة في ما يتعلق بقضية المواطن جمال خاشقجي ومواصلتها ذلك حتى النهاية. – مقتل جمال خاشقجي جريمة بشعة وحريصون على عدم تكرارها، ولذلك أنجزنا إصلاحات هيكلية عميقة في المؤسسات الأمنية والاستخبارية تمنع تكرار مثل هذه الجريمة. التحقيقات والمحاكمات جارية، ولن يفلت من العقاب أي شخص ثبتت بحقه التهم مهما كان منصبه. الإصلاحات الداخلية في السعودية – المملكة قطعت شوطاً كبيراً في الإصلاح وأمامها الكثير لتحقيقه، وتدعو أصدقاءها، سواءً من تتفق أو تختلف معهم لزيارة المملكة ورؤية الإنجاز الذي تحقق على الأرض بأنفسهم. – المملكة أمامها مستقبل واعد ورؤية طموحة تسعى إلى تحقيقها بقدرات أبنائها، وآخر ما تسعى إليه الحرب. – المملكة مستمرة بالتطوير الشامل في كل المجالات لتكون في مكانها الطبيعي، ويتمثل ذلك في الكثير من الفرص وتمكين الشباب وخلق مناخ استثماري جديد يعود بالنفع على الوطن والمواطن. قضية الموقوفات – الموقوفون والموقوفات لم يوقفوا بسبب مواقف سياسية أو حقوقية، وإنما لارتكابهم جرائم تمس الوطن والمواطن بالدرجة الأولى، ومثل هذه القضايا تحدث في أي دولة في العالم، والتحقيقات القضائية متواصلة من أجل العدالة لجميع الموقوفين. – يجب احترام القانون، والمحاكمات والتحقيقات جارية في قضايا الموقوفين، والعدالة ستأخذ مجراها. – المملكة تحرّم التعذيب، وأي تهمة تثبت في هذا الأمر ستواجه بمحاسبة قوية، والتحقيق جار حول هذه الاتهامات. – لم تعرف المملكة ونظامها السياسي والأمني أي اعتداء أو تعذيب أو ترهيب لموقوفين أو سجناء أو ذويهم، ومحاولات ترويج الأكاذيب في هذا الإطار هدفها إعلامي للتأثير على المجتمع من قبل جهات معادية.