تصب في مقر غرفة مكةالمكرمة يوميا آلاف الرحلات ذهابا وعودة للمشاركة بفعالية “فوانيس مكية” التي اختتمت أعمالها السبت محققة أكثر من 22 ألف زائر خلال 11 يوما من الفعاليات والمعارض والأعمال المتنوعة، اهتمت بجميع أفراد المجتمع المكي وزار مكةالمكرمة. الزحام اللافت دفع للاستعانة بعدد من رجالات المرور، إضافة إلى مجموعات من شباب الكشافة للتنظيم الأوضاع وتدفق السيارات بشكل متواصل على مداخل غرفة مكةالمكرمة خلال أوقات الفعالية. وبحسب الأمين العام لغرفة مكةالمكرمة فإن متوسط حضور فعالية “فوانيس مكية” يصل إلى 2000 زائر يومياً غير العارضين وأصحاب المواقع وعربات الأطعمة المتنقلة، وتتزايد الأعداد في أيام العطلة الاسبوعية، لتنقسم جموع الزوار بين أركان الفعالية في المسرح والمطاعم والمتحف والمعارض والألعاب بدءً من “عِشاءات مكة” حتى ينادى باقتراب فجرها. وقال إن فعالية “فوانيس مكية” التي تنظمها غرفة مكةالمكرمة للعام الثاني على التوالي هدفت إلى للترويج للعديد من المظاهر الأثرية بمكةالمكرمة، ومظاهرها التجارية والعمرانية القديمة من خلال عدد من الأنشطة المجتمعية المختلفة، تستهدف الأطفال والكبار من أهالي مكةالمكرمة وعائلاتها وزوارها. وأشار إلى أن حضور تاريخ مكةالمكرمة في جوانب متعددة من الفعالية زاد من أهميتها خاصة لدى فئة الأطفال والزوار، إلى جانب العديد من الفعاليات والأنشطة الثقافية والتراثية المرتبطة بتاريخ المدينة المقدسة وحضارتها ومشاهدها التي كانت عليها خلال الفترات الزمنية الماضية. الأسواق الشعبية كان لها جانب مضيئ لعراقة مكةالمكرمة، إضافة إلى عدد من المنافذ “البوثات” المخصصة للحرف اليدوية التي ينتجها سكان المنطقة، والصناعات المنتمية إلى المشغولات اليدوية القديمة التي تديرها مجموعة من نساء مكة، ومنها الأساور والقلائد والأصداف، والحلويات بأنواعها. وتركز أنشطة الفعالية على إحضار الترفيه وربط التاريخ والمعالم المكية بواقع الأهالي من خلال المتحف التراثي الذي جمع في معروضاته مختلف الأدوات المستخدمة في الحياة اليومية لأهالي مكة. كما قدم المسرح الخاص بالفعالية عددا من المسابقات والفعاليات التي تستهدف الأطفال وعائلاتهم، وتقدم لهم الفقرات الترفيهية والتثقيفية من خلال فرق متخصصة في المجال تعمل على إشراك الحضور في نشر الوعي المجتمعي، واستعادة ماضي مكة وتاريخها القديم. وشكل برنامج “التاجر الصغير” إضافة مهمة في فعالية “فوانيس مكية” لما يقوم به من دور هام في ترسيخ مفهوم التجارة وأسسها في نفوس الصغار، وتعويدهم عليها وربطهم بمجالات التجارة والصناعة في وقت مبكر. الكثير من قصص النجاح والتحدي كانت تطل من نوافذ عربات الطعام المتحركة ال “فودتركس”، فجميعها تحمل قصص متنوعة لإصرار الشباب والشابات على اقتحام مجالات العمل بأشكال حديثة، وتذوق طعم النجاح من العمل اليدوي المباشر مع الجمهور. في منطقة الألعاب، يتوسد مكتب أنيق مفروش بعناية تلفت الأنظار، لكن بالتدقيق على المكون الخارجي لهذا المكتب يتضح أنه عبارة عن حاوية بضائع للشحب عبر السفن “كونتينر”، مهندس هذه الفكرة هو الاستشاري إيهاب عدنان مساوى عضو اللجنتين التجارية والصناعية بغرفة مكةالمكرمة. يقول: “بدأت الفكرة منذ أن قررت إيجاد مساحة عرض في الفعالية، فخاطبت جهات تصنع أكشاك العرض “البوثات”، لكني وجدت أن المبلغ كبيراً لصناعة كشك يتم التخلص منه عقب الفعالية، فرأيت إمكانية الاستفادة من العدد الكبير من الحاويات “الكونتينر” التي املكها ولا استفيد منها، فبدأت التخطيط والتنفيذ الذي لم يستغرق سوى 8 ساعات”. ويواصل: “بتكلفة قليلة جدا أنتجنا مكتباً أنيقاً يمكن الاستفادة منه بشكل متكرر، بل حاز على اعجاب كثير من الزوار، وبدأ الطلب يتواتر، ويمكن تحويله إلى مشروع استثماري، خاصة وأن الحاوية مصممة بشكل يعزل الحرارة والمياه، ويحقق الأمان والعزل في اصعب الظروف”. وأشار إلى أمكانية الاستفادة من الحاويات المعدلة ونقلها إلى مواقع أخرى، خاصة وأن الحاوية قابلة لتكون على أكثر من دور وتتوسع أيضا لاستخدامات أخرى، مبينا أنه سبق أن صمم حمامات متنقلة في المواسم وحققت نجاحا لافتا، ويمكن الاستفادة منها كدورات مياه متنقلة في موسم الحج، أو كمكاتب متحركة أمام المواقع الخدمية عوضا عن المكاتب الموجودة على السيارات.