الديكتاتوريّة العثمانية ، والفارسية ، بين أحضان ثديي الدوحةالقطريَّة ، فهذه الأخيرة ، هي المعنيّة بالخيانة والغدر ، فأصبحت كاشفة صدرها ، ليرضع منها الديكتاتور الأردُغاني ، والخُميني ، ويفردا عضلاتهما على دول الإقليم .. لقد كشَحَ الحمدان عورةَ قطر ، فلم تعُد دوحتها مستورة ، بل أصبحت الأموال القطريّة ، هي من تُدير الأدوار العدائية التركيَّة والفارسيّة . إنَّ أكثر النّاس خيانةً ، هو ذلك الذي يُعطيك ظهره ، وأنت في أمس الحاجه إلي قبضة يده اليمنى.. ولكن حينما يأتيك الغدر من أقرب الناس إليك ، ويُوصم بالعار والشنار والغدر والخيانة ، فيأتيك الجواب منه ، بأن لهُ وِجْهة نظر.. ولكن الكذب يستطيع أنْ يدُور حول الأرض ، في انتظار أنْ تلبس الحقيقة حِذاءها ، إنها الخيانةُ العُظمى ، فهي لا تُنسى ، فإنَّ للخيانةِ طعْماً لا يتذوقهُ إلّا الخائِنون ، وللخيانةِ رائحة لا يشُمّها إلّا الصادِقون المُخْلِصُون! لقد تركتُم أيُّها الحمدان ، حديقتكم الغنيَّة بأشجارها وظِلالِها ، وطِيبِ ثمارها، وسافرتُم إلى الصحراء بحثاً عن المِخلب والنّاب ، فلن تجدوا فيها غير الوحوش الكاسرة ، والذِّئاب المُترقبة ، فلم تنالوا عنب اليمن ، ولا بلح الشام ، بل نِلْتُم انعدام الثقة فيكم ، من الغريب ، قبل القريب ؛ لأنّكم اشتريتُم ثِقة القريب ، وأردتُم بيعها على الغريب ، والغريب أنّ الخيانة تنْشَأْ من الثِقة ، ولكِنَّ أكذب الكذِب الخِيانة! إنَّ الحُرُوب الثقافيَّة المُعلّبة ، التي تصدُر من تركيا وإيران ، لهِيَ السُّم في الدَّسم ، وعلينا أنْ لا نُروِّج لها من خلال إعلامنا وقنواتنا ، وألّا نترك الحبل على الغارب ، بل نواجه الفِكر بفكرٍ مُغايرٍ له ، حتّى نطمئن على شُعوبنا من التعاطف من جهة ، وتشرُّب الفِكر المدسُوس من جِهةٍ أُخرى. هَؤُلاءِ الخونة – حُكُومة قطر الحاليَّة- باعوا وطنهُم ، بل باعوا الإنسان القطري الحُر ، ولا تزال المادة تغشى عيون القطريين ، ويتعامون عن الحقيقة المُرَّة ، عن وطنهُم المسلوب ، مِنْ أكثر من جِهة ، فالخيانة ، هي الجريمة التي يدفعُ ثمنها من لمْ يقترفوها ، إنهُم المواطنون القطرِيُّون أنفُسَهُم ، فأنْ يطعنك أحدُهُم في ظهرِك أمر طبيعي ، لكن أنْ تلتفت- أيُّها القطري – لِتجِدُه أقرب النّاس إليك ، فهذِهِ كارثة !! يقول الشاعر: وسوءُ ظنّك بالأدنينِ داعيةٌ❄لأنْ يخُونك من قد كان مُؤتمنا ! لا تسألني عن الخِيانة ، فأنا لا أعتقد أنَّ هُناك كلمات قادرة على وصفها ، فأرجوكم .. أقنعوني بأي شيئ إلّا الخِيانة ؛ لأنها تُحطِّمُ القُلُوب ، وتنزعُ الحياةَ من أحشاء الرُّوح. الخائنُ من عادته اختلاق الأعذار ، فهو يخلق لنفسه ، ألف عُذْر ؛ ليُقْنِعَ نفسهُ بأنهُ فعل الصَّواب. لذا .. فنحنُ نبذل – في بعض الأحيان- مجهوداً جبَّاراً ، لكي نقتل الخِيانة في مهدها ، وسوف نتمكن من ذلك في آخر المطاف ، خاصَّة وأنَّ الخائن دائِماً يكره الجميع ، وهواءُ الخِيانة يدْلِفُ إلى كُل المنازل ، ما دام البابُ مفتوحاً ، وتلك طبيعة ضِعاف النفوس ، الذين شعارهم ، يقول: بفلوسنا نعمِّر رُوسنا ، ونهدِم أوطاننا ، فمن يُكافئ النّاس بالمكر ، كافؤوهُ بِالغدْر ، ولن يطولُ يومَ الغاضِبين ، فمقُولة الملك فيصل – يرحمه الله- لأحد أبنائه مشهورة ، عندما أوصاه ثلاثاً: لا تغضب . لا تغضب . لا تغضب ، فإذا غَضِبْت فلا تسامح!!