توجت جمعية البر بمكةالمكرمة الفائزين بجائزتها للتميز في العمل الاجتماعي حيث أعلن الأمين المساعد لرابطة العالم الإسلامي رئيس اللجنة الإشرافية على جائزة البر لأعمال الاجتماعية المتميزة معالي الدكتور عبدالرحمن عبدالله الزيد فوز الشيخ محمد سراج عطار يرحمه الله في فرع الجهات الداعمة للجمعية وفوز شمسه متعب الغفاري عن فرع "ترمل ونجاح" البالغة 100 ألف ريال، وذلك على منصة مسرح الغرفة التجارية بمكة. جاء ذلك ضمن احتفال جمعية البر بمكةالمكرمة بالفائزين بجائزتها للعمل الاجتماعي المتميز وللأيتام المتفوقين وتكريم الداعمين لها، تحت رعاية أمين رابطة العالم الإسلامي عضو هيئة كبار العلماء معالي الشيخ محمد بن عبدالكريم العيسى وحضور غفير من رجالات مكة. وحجبت اللجنة الإشرافية للجائزة فرعها الثالث المتعلق بالأبحاث في مجالات البر وأنواعه لعدم تقدم أي باحث ببحث يتماشى مع الاشتراطات التي وضعتها الجائزة. مسيرة العطاء وقال الأمين المساعد لرابطة العالم الإسلامي رئيس اللجنة الإشرافية على جائزة البر لأعمال الاجتماعية المتميزة معالي الدكتور عبدالرحمن عبدالله الزيد إن البر جامع لكل خصال الخير ومما يزكي الإنسان بذل الإنسان وقته ونفسه لصالح مجتمعه وتعد بابا من أبواب الخير الذي يضاعف الله أجره، مؤكدا أن الجمعية انشئت لتقدم خدماتها ورعايتها المستدامة من ذوي الحاجات في أم القرى وتوفير الحياة الكريمة لهم وتجاوز مرحلة الحاجة إلى الانتاج كما تدعم كافة أعمال البر. وبيّن الزيد أن الجائزة تحفز على العطاء وتحريك التنمية الاجتماعية شاملة فرع الجهات الداعمة من مؤسسات وشركات وأفراد والثاني الجهات المستفيدة من محتاجين وأرامل ومطلقات والتي حازتها أرملة هذا العام وثالث فروعها الأبحاث العلمية، مضيفا أن الجائزة أداة تشكل القدرات من خلال المنافسة بين الأفراد والمؤسسات وتسليط الضوء على الحالات الاجتماعية وتعزيز مكانة البحث العلمي. أصالة المنبع والقى إحسان صالح طيب كلمة المكرمين في الاحتفال السنوي مبينا أنها تعبير صادق عن المشاعر التي يكنونها لهم، معيد ذاكرته إلى أيام الصبا حيث كانت جهود بسيطة تدير العمل الخيري في مكة، مثنيا على ما بذله الشيخ صالح جمال من جهود يغبط عليها رحمه الله حيث كسب قلوب الناس وثقتهم في إيصال تبرعاتهم إلى المحتاجين والمعوزين، مؤكدا أن جمعية البر سبقت إنشاء وزارة الشؤون الاجتماعية حيث انشئت عام 1371ه تحت مسمى صندوق البر وحول بعد انشاء الوزارة للاستفادة من دعم الدولة رعاها الله. ولفت طيب إلى ما كانت تتمتع به الجمعية من أسبقية في الأهداف بفضل الله ثم نظرة المؤسسين لها حيث أقاموها على ستة أهداف: مواساة المنكوبين ومساعدة الأسر ومساعدة طلبة المدارس ومساعدة المرضى ومكافحة التسول. احتفاء سنوي وقال رئيس مجلس إدارة جمعية البر بمكة الدكتور طارق صالح جمال في كلمته إن الجمعية ماضية في تكريم داعميها ومبادلتهم البذل والعطاء ومساعدة المستفيدين من الجمعية عبر أكثر من ثمان وعشرين برنامجا، مبينا أن الاحتفال السادس على التوالي في تكريم الأيتام المتفوقين التي بدأت بفكرة من أحد اعضاء الجمعية العمومية، كما ابتكرت الجمعية جائزة العمل الاجتماعي المتميز في دورتها الأولى بمقترح من مديرها العام الأستاذ محمد قاري، مقدما جزيل الشكر والعرفان لعائلة الشيخ عبدالسلام عطار يرحمه الله من أجل جهودهم المباركة ودعمهم اللامحدود ولكل من اسهم في دور من أدوار الجمعية من داعمين وشركاء وموظفين. تكريم الأيتام وفي كلمة الأيتام المتفوقين قال المهندس ماجد القحطاني إني قد وقفت أمامكم قبل خمسة أعوام وكنت حينها ضمن مكرمي الجمعية في المرحلة الثانوية وبدعم الجمعية حققت بعد فضل الله ثم جهود والدتي هذا المنجز المتميز المتمثل في نيل درجة البكالريوس في الهندسة بتقدير ممتاز وتحقيق مرتبة الشرف، مضيفا أن الجمعية ماضية في دعمي حتى أنال وظيفة أحقق من خلالها دخلا مناسبا لأسرتي، مثنيا على التكريم الذي تبنته الجمعية شاكرا للداعمين جهودهم المباركة. دور تكاملي والقت الدكتورة وفاء محمد منذر كلمة القسم النسائي بالجمعية مؤكدة فيها على أن الجمعية رعت دور المرأة واعتنت بها مسارعة في صنع أنموذجها الخاص، وذلك لقناعة مؤسسي الجمعية بذلك الدور وأهمية الرسالة التي تقدمها الجمعية للمستفيدين والمستفيدات من مختلف الأعمار، مشيرة إلى أن الأداء في العمل الخيري تحول إلى دور أكبر وأشمل أدى إلى شراكات مع القطاع الخاص والعام للوصول إلى الاحترافية وتحقيق الإبداع. واختتم الحفل بتكريم أربعة وعشرين يتيما ويتيمة من المتفوقين في المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية، والفائزين بجائزة العمل الاجتماعي وتكريم الداعمين والرعاة. "شمسه الغفاري" اشعاعة التضحية في احتفاء البر حققت السيدة "شمسه متعب الغفاري" جائزة جمعية البر بمكة للعمل الاجتماعي المتميز عن فئة المستفيدين فرع "ترمل ونجاح" ، نظير تضحياتها في سبيل ابنائها الذين اعتنت بتعليمهم حتى نالوا مراتب الشرف. شمسه التي تسطع في ربيعها الخمسيني ترمّلت وهي ترعى خمسة أبناء كان أكبرهم يناهز آنذاك السبعة أعوام، لكنها جالدت من أجل تميزهم وتحصيلهم العلمي والدراسي، حيث توج أكبر ابنائها بالنجاح في الكلية التقنية كما ظفر ابنها الثاني هذا العام بنيل درجة البكالريوس في قسم الهندسة بامتياز مع مرتبة الشرف. رعت جمعية البر أيتام "شمسه" منذ وصولها إلى الجمعية، فحققت بفضل الله ثم بتعاون القسم النسائي بالجمعية مع متطلباتها وابنائها كل ما تحققه العائلات، مؤكدة في حديثها أن الجمعية أخذت بيدها وقدمت لها الدعم المادي والمعنوي حتى وصل ابناؤها معها إلى هذه المراتب، موجهة الشكر لهم على متابعة ابنائها وتكريمهم طوال مراحل تفوقهم المختلفة محفزين لهم ومشجعين وآخذين بأيديهم إلى تحقيق ما يطمحون له ان شاء الله. "محمد سراج" وهج العطاء في الخفاء من بين الأعمال المقدمة للفوز بجائزة جمعية البر للأعمال الاجتماعية في دورتها الأولى برزت أعمال الشيخ محمد سراج عبدالسلام عطار رحمه الله متوهجة بخدماتها المتميزة لتحقق الفوز بفرع الجهات الداعمة للجمعية. فكل من يتجه إلى الحرم المكي قادما من جدة ستصافح عيناه أحد المعالم البارزة على الخط السريع "مشروع قرية السراج للأيتام"، والذي يحتضن دار ضيافة الأيتام واليتيمات مع مركز لغسيل الكلى على مساحة 98 ألف متر مربع. نشأ محمد سراج عطار في كنف والديه بمنطقة المدارس قرب الحرم المكي، وتعلم في مدارس مكة وبرز كأحد الأوائل الذين حصلوا الثانوية من مدرسة تحضير البعثات فابتعث للقاهرة للدراسة بجامعتها، ودرس فيها حتى فاجأته الأقدار بوفاة والده في حادث سير ليقطع دراسته ويعود لتولي شؤون أسرته. واستطاع سراج كما يطلق عليه ابناء جيله أن يكون على قدر المسؤولية فرعى إخوته وأسرته حتى برز على مستوى كبار رجال الأعمال بمكة، واشتغل بعضوية إدارة غرفة جدة ثم شركة الجفالي وشركة الاسمنت العربية، حتى فرّغ نفسه لخدمة وطنه كقنصل فخري في المكسيك منذ العام 1975م وحتى وفاته عام 2004م. أصبح "محمد سراج" مفخرة من مفاخر ابناء مكة تاركا خلفه أعمالا جليلة من البر في جمعيات متعددة بمكةوجدة، كان يصلها ببره في الخفاء فكانت له ذكرا وعمرا من العطاء يمتد إليه أجرها ولا ينقطع في أرض القداسة ومضاعفة الحسنات.