أبرمت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي اليوم الاتفاقية الأولى من نوعها، حيث جرت مراسم توقيعها في مقر الرئاسة بين الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي ورئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدكتور عبدالرحمن السند، والتي تهدف إلى زيادة الفاعلية والتعاون بين الرئاسة والهيئة للتركيز في المقام الأول على تظافر الجهود بينهما في سبيل تقديم الخدمات والأنشطة المشتركة التي تصب في مصلحة الحرمين الشريفين وقاصديهما،وفق ما يتطلعون له ولاة الأمرالذين لا يألون جهدا في الاهتمام والعناية والرعاية بالحرمين الشريفين. وبدأ الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس كلمته بالشكر للرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على حرصهم للتعاون مع العاملين في رئاسة الحرمين الشريفين ، مثمنا الدور الذي يقوم به رجال الحسبة في سبيل رفع شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في هذه الدولة المباركة التي تتميز عن غيرها من دول العالم بإقامة هذه الشعيرة العظيمة تحت رعاية وتوجيهات من ولاة الأمر حفظهم الله. وقال تأتي هذه الاتفاقية انطلاقا من توجيهات ولاة الأمر في الاهتمام بشعيرة الأمر بالمعروف وحرص رئاسة الحرمين الشريفين في الاستفادة من خبرات رجال الحسبة بحكم التخصص وبحكم درايتهم وعنايتهم بهذا الجهاز . وأضاف يجب عدم الالتفات للأخطاء الفردية من قبل القائمين على الحسبة فالواجب ارشادهم لا توبيخهم وخصوصا وسائل الإعلام التي يجب عليها أن تراعي هذا الجهاز لما يقوموا به من أحياء لشعيرة ركيزة اعتبرها العلماء الركن لسادس للإسلام. وأكد أنه إيمانا من الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في أداء مهمامها على أكمل وجه في جانب إرشاد وتوعية الحجاج المعتمرين وإيمانا بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حرصت الرئاستان لإرساء الاتفاقية والشراكة بينهما في سبيل إعلاء كلمة لا اله الا الله محمد رسول الله إلى جانب تحقيق التعاون والتكامل في ما يحيط بالمجتمع . وذكر السديس أن أهداف الاتفاقية تتركز في ترسيخ شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المقام الأول بين العاملين ونشر ثقافة إرشاد الحجاج والمعتمرين وفق أعلى المعايير وإقامة الندوات وتفعيل دور أئمة الحرمين في مجال الحسبة بالإضافة إلى الاستشارات والعناية بتنمية المهارات البحثية في مجال الحسبة وفي مجال الحرمين الشريفين. إلى جانب التعاون بين الطرفين في اقتراح وتنظيم المؤتمرات والندوات وورش العمل التي تخدم أهداف كل منهما ،بالإضافة إلى الاهتمام بالبحوث والمجلات العلمية ذات العلاقة. وتعزيز مبدأ الحسبة على أصول السلف الصالح، داعيا رجال الحسبة إلى التسلح بالعلم والمعرفة والقول اللين والسير على نهج الكتاب والسنة ونهج السلف الصالح واحترام القوانين والأنظمة في هذا البلد الطاهر الذي اعتنت خير عناية بهذه الشعيرة العظيمة. وأكد أن من ضمن الاتفاقية بين الرئاستين التعاون والتدريب لفهم مقاصد الحسبة المبنية على الشريعة الإسلامية السمحة. لافتا إلى أنه سيتم تكوين فرق عمل لمتابعة هذه الاتفاقية لتطبيقها على أرض الواقع والاستفادة منها في القريب العاجل وفتح آفاق التعاون بين الرئاستين بما يخدم الحرمين الشريفين وقاصديهما، مشيرا إلى أن الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي لديها إدارة تعنى بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمسجد الحرام تؤدي عملها على أكمل وجه من خلال إرشاد وتوجيه الزوار من معتمرين وحجاج،لافتا إلى أن هذه الاتفاقية ستكون بمثابة التطوير للقائمين بهذه الشهيرة والرفع من أدائهم بالشكل المأمول والمطلوب. سائلا الله عز وجل أن يحفظ على هذه البلاد المباركة أمنها وأمانها واستقرارها وولاة أمرها ويمدهم بالصحة والعافية ويجعلهم ذخرا لهذا البلد العظيم. من جانبه أوضح الدكتور عبدالرحمن بن عبدالله السند رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أن المملكة قائمة على القرآن وسنة نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام وهي تنفرد بإقامة هذه الشعيرة ولا سيما في المسجد الحرام ومسجد رسوله وتسخر كل أمكاناتها لرعاية ضيوف الرحمن كي يؤدوا مناسكهم بكل يسر وسهولة. مشيرا أن هذه الشعيرة ركيزة أساسية في كل بقعة من هذه البلاد وذلك إيمانا من ولاة الأمر حفظهم الله بعظم هذه الشعيرة العظيمة. وأشار السند أنه لايزال جهاز الحسبة منذ عهد المؤسس المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله والمملكة تهتم بهذا الجهاز خير اهتمام . مثنيا على الدور التي تقدمها رئاسة شؤون الحرمين في الاهتمام بزوار الحرمين الشريفين في مجال الحسبة من خلال إدارة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمسجد الحرام التي تقدم كل ما بوسعها في سبيل توجيه وإرشاد الحجاج والمعتمرين للطريق الصحيح والسليم. وقال :"هذه الاتفاقية بين الرئاستين فعلت وطبقت منذ زمن، قبل أن تنطلق اليوم وهناك روابط مشتركة في مجال الحسبة في جميع الأصعدة من أهمها الإرشاد والتوجيه"، لافتا إلى أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبق وأن وزعت أكثر من ملايين النسخ من الكتب والمطويات التوعوية آخرها كان في حج العام الماضي وذلك تعاونا مع رئاسة الحرمين . واختتم حديثه قائلا :" ينبغي على الجميع بالتمسك بكتاب الله وسنة رسوله وعدم الاكتراث للهجمات الشرسة من أعداء المملكة من الخارج. وأضاف " يجب أن ندافع عن عقيدتنا ووحدتنا وولاة امورنا وأن لا نكترث إلى تلك الهجمات المعادية لدين الله وسنة رسوله عليه أفضل الصلاة والسلام ،والدعوات المغرضة فنحن اليوم في أمس الحاجة لمواجهة كل الأعداء وأصحاب الفكر الضال في سبيل الحفاظ على أمننا واستقرارنا".