في جولة تفقدية قام بها المدير العام للتعليم بمنطقة مكةالمكرمة الأستاذ محمد بن مهدي الحارثي صباح اليوم الأحد 21/7/1436ه لمدرسة الصولتية، التقى خلالها مدير المدرسة أحمد الزهراني ومنسوبيها، وتأتي هذه الزيارة ضمن الزيارات اليومية التي يقوم بها المدير العام للمدارس لتفقد البيئة المدرسية والاطلاع على سير الدراسة. وقد التقى الحارثي بطلاب المدرسة، كما اطلع على بعض السجلات التاريخية للمدرسة التي يمتد تاريخ إنشائها إلى أكثر من قرن. يشار إلى أن مدرسة الصولتية ذات تاريخ طويل حيث أسس هذه المدرسة الشيخ محمد رحمت الله الذي جاء إلى مكةالمكرمة عام 1274ه من الهند، وأذن له بالتدريس في الحرم المكي، ولم تكن هناك مدرسة منهجية في مكة فأسس أول مدرسة على نفقته الخاصة وبمفرده في المسجد الحرام، إلا أن وجود مدرسة في محيط الحرم لا يؤدي الغرض المنشود من حيث تنظيم الدراسة كما كان يتطلع الشيخ محمد رحمت الله وذلك على غرار مدارس الهند الإسلامية العريقة وغيرها من المدارس الإسلامية المنتشرة في ذلك العهد في بعض البلدان العربية، وقام أحد أمراء الهنود المهاجرين والمقيمين في مكةالمكرمة وتبرع ببعض الأماكن من داره وانتقلت مدرسة الشيخ رحمت الله إلى هذه الدار مشكلة نواة مدرسة مستقلة على نهج جديد، والتحق عدد كبير من الطلبة من أهل مكةالمكرمة حتى ضاقت أماكن الدار بالطلاب فعاد الشيخ ونقل نصف طلابه إلى المسجد الحرام، وترامت أخبار هذه المدرسة الجديدة وعلمت بالأمر امرأة ثرية من الهند تسمى صولت النساء كانت قد قدمت في موسم الحج عام 1289ه وأرادت إقامة رباط فاستشارت الشيخ رحمت الله في ذلك فعرض عليها بأن مكة مليئة بالأربطة ولكن ليس بها مدرسة يتعلم فيها أبناء المسلمين، فحبذت الفكرة، وتبرعت بقسط وافر من مالها الخاص وشيدت المدرسة في حي الخندريسة بحارة الباب جوار المسجد الحرام في عام 1290ه، وانتقل الطلاب بمدرسة الشيخ رحمت الله إلى هذه البناية الجديدة للدراسة، وتخليداً لذكرى هذه المرأة واعترافاً لجميلها أطلق مؤسس المدرسة اسم الصولتية عليها، وكانت المدرسة في البداية مقصورة على نشر العلوم الدينية واللغة العربية ومحو الأمية وغرس الفضائل في نفوس النشء الحديث، ثم أدخلت المدرسة علوماً أخرى مثل العلوم الاجتماعية والعلوم الرياضية