يعاني المهتمون بالثقافة والحراك الثقافي في بلادنا من ندرة الصفحات الثقافية المتخصصة في المجال الثقافي في صحافتنا المحلية ، وعدم وجود ملاحق ثقافية تهتم بما يُطرح في ساحتنا الثقافية من إصدارات أدبية أو قصصية أو روائية أو حتى متابعة إخبارية للفعاليات والبرامج الثقافية التي تُقام هنا وهناك ، رغم التخمة التي نجدها في الآونة الأخيرة من الإصدارات الثقافية المتعددة ، وخاصة في مجال الكتابة الروائية التي شهدت غزارة في الإنتاج منذ مطلع الألفية الثالثة حيث أكد المتابعون أن هذه الفترة شهدت إنتاج أكثر من 200 عمل روائي تنوعت في الأساليب وأظهرت لنا عدد من الأسماء الشابة ، في مقابل 10 روايات تم إصدارها قبل هذه الفترة وعلى مدى ثمانية وعشرون عاماً منذ بدء مرحلة النشأة للرواية السعودية على يد/عبد القدوس الأنصاري في عام 1930م الذي أصدر روايته (التوأمان) التي تشكل البداية التاريخية للرواية السعودية حتى مطلع الألفية الثالثة التي ذكرناها والتي حملت غزارة في إنتاج هذا المشهد الأدبي ، إضافة لغزارة الإنتاج في مجال الدواوين الشعرية والإنتاجيات المتعددة ، وغيرها من البرامج والفعاليات من ندوات ومحاضرات وأعمال مسرحية وغيرها ، كل ذلك لم يشفع للمهتمين بالحراك الثقافي عند القائمين على صحافتنا المحلية لزيادة عدد الصفحات الثقافية أو حتى تثبيت صفحة يومية للثقافة أو إصدار ملحق ثقافي أسبوعي إلا عند بعض المؤسسات الصحفية أحياناً ، بل أن أحد الزملاء الصحفيين ، وهو رئيس صفحة ثقافية يقول لي أن أول صفحة يفكرون في إلغاءها عند وجود إعلان تجاري هي الصفحة الثقافية . في مقابل زيادة في عدد الصفحات الرياضية والإصدارات والملاحق المتخصصة في المجال الرياضي ، ويتحجج القائمون على تلك المؤسسات أن الصفحات والملاحق الرياضية هي السبب في زيادة عدد المبيعات لإصداراتهم الصحفية وهي التي يهتم بها القاري أكثر من غيرها . لذا نجد أن جيل اليوم من أبنائنا وشبابنا ثقافتهم الرياضية تفوق ثقافتهم الأدبية والثقافية بمراحل ، حتى أنك لو طرحت سؤالاً على أحد الشباب وقلت له ، من هو طه حسين ؟ أو ماذا تعرف عن حمزة شحاته ؟ فلن تجد إجابة في مقابل لو سألته من هو رونالدينو ؟ أو رونالدو كريستاينو ؟ لأجابك وبسرعة عن أسمه بالكامل وعمره وموطنه والنادي الذي يلعب فيه ورقم قميصه ، ومقدار الصفقة المالية التي أنتقل من خلالها إلى أي نادي آخر ... إلخ ... ، وهذه المعلومات قد يجيبك عليها طفلاً وليس شاباً . فلا تلومونه لأنه يطالع في إصدارتنا الصحفية في المشهد الرياضي أكثر بكثير من المشهد الثقافي ، فهل أصبحت الصحافة سبباً في الثقافة . م مثل القناة الثقافية بمكة معد ومقدم البرامج بالقناة مستشار إعلامي لجمعية المسرحيين السعوديين بمكة عضو اللجنة الإعلامية بنادي مكة الثقافي الأدبي