كشف رئيس الاتحاد السعودي لرياضة الصم بالمملكة ونائب رئيس الجمعية السعودية للإعاقة السمعية سعيد بن محمد القحطاني عن وجود ثلاث حالات "بنات" من الصم حاولن الانتحار، مرجعا ذلك لزيادة الضغوط الأسرية التي كان يمارسها الأهل عليهن وإحجامهم عن تزوجيهن، إضافة إلى منعهن من ممارسة حياتهن الطبيعية وزيارة صاحبتهن، مشيرا إلى أن تلك الحالات اثنتان كانت بمنطقة جازان والأخرى بالمنطقة الشرقية من على جسر الملك فهد. وأوضح خلال حضوره تدشين البرنامج الصيفي لصم المنطقة الشرقية تحت شعار"الصم يدا بيد نبني الغد" وتكريم أمين عام نادي الصم بالشرقية مساء أمس الأول بقاعة الجوسق بالدمام، مشاكل الترجمة في المحاكم وأقسام الشرطة وبعض الدوائر الحكومية الأخرى قائلا "هناك قضايا تنظر بها المحاكم البعض منها وصل لحد القصاص والسبب سوء الترجمة، مستشهدا بقضية الأصم الذي ضرب العاملة المنزلية وبعد يوم توفيت، واستمرت المداولات في القضية قرابة السنتين والنصف ثم حكم عليه القصاص بالقتل الشبه العمد، لافتا القحطاني بوجود خطأ في الترجمة ولم يقبل النقض في الحكم إلا بعد مطالبات وتبين أخيرا بأن الخطأ كان في سوء الترجمة. وأكد القحطاني أن هذه الحادثة دعتهم لإنشاء لجنة للمترجمين تحت مظلة الاتحاد السعودي لرياضة الصم مشكلة من ست وزارات منها وزارة التربية والتعليم ووزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الإعلام ووزارة الداخلية بالإضافة للجامعات السعودية ولم يتبق سوى إيجاد مندوب وزارة الداخلية والتي ستنطلق في غضون شهر، وزاد القحطاني بأنه تم حتى الآن تسجيل 75 مترجما من الرجال و68 من النساء متمنيا التسجيل ممن يجد في نفسه القدرة على الترجمة. وذكر القحطاني المعوقات التي تواجه المعوقين عامة والصم خاصة أهمها التعليم العام والجامعي وعدم وجود الدعم الثابت للأندية وعدم وجود مبان ومقرات لبعض الأندية، منوها إلى أن هناك ثلاثة أندية للصم في جدة والرياض والدمام واثني عشر مركزاً للصم بالإضافة إلى ثلاثة مراكز نسائية تضم 88 ألف أصم وصماء بالمملكة، متمنياً أن تتوفر المراكز النسائية بعدد المراكز الرجالية في المستقبل القريب. وطالب الجهات ذات العلاقة الإسراع في عملية تسليم الأراضي والميزانيات للاندية، مؤكدا بأنهم رفعوا أيضا للمقام السامي طلباً بإنشاء خمسة أندية أخرى للصم وهي قيد الانتظار، وعن صعوبة الحصول على أراض لمقرات الأندية، أوضح القحطاني بأن الصعوبة تكمن ليس في إيجاد المقر وإنما في الاشتراطات الدولية التي يجب أن يكون عليها المقر وتكون متوفرة بها، وذكر أهمها ان يكون النادي داخل الأحياء ووسط المدينة ليخدم اكبر شريحة ممكنه ولا يحيط به شوارع عامة او سريعة مرجعا السبب إلى كثرة الحوادث على الطرق السريعة خاصة بان الأصم لا يسمع أبواق السيارات. وفي مجال التوظيف كرر القحطاني مطالبه بتوظيف المعاقين بما فيهم الصم وإيجاد مقرات تناسب مواهبهم وقال: نعمل منذ 1395ه على توظيفهم بحسب قدراتهم وإمكانياتهم في الوظائف المدنية بعد إعفائهم من الاختبارات التحريرية والاكتفاء بالاختبارات العملية. وأبان القحطاني أنهم خاطبوا ديوان الخدمة المدنية باستحداث وظائف للمعوقين ومنهم الصم في الدوائر الحكومية وصدرت الموافقة عليها، حيث ان هناك وظائف من المرتبة الأولى وحتى العاشرة لحملة شهادات الثانوية والجامعية، مشددا على تعاون الجهات الحكومية بتفعيل هذا القرار، مبديا أسفه بأن اغلب الموظفين في مراكز الصم غير معاقين وهذا ينافي الأنظمة والاتفاقيات العالمية منها "اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة الصادر من الأممالمتحدة".