أدى الاقتراح الأمريكي برفع براءات الاختراع عن اللقاحات المضادة لفيروس كورونا (كوفيد -19)، إلى جدل عالمي بين مؤيد ومعارض، في الوقت الذي حذرت فيه منظمة الصحة العالمية من موجة جديدة للوباء ستفتك بأفريقيا نتيجة لبطء عمليات التطعيم. وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن، وافق أول أمس على اقتراح بالتنازل عن قواعد الملكية الفكرية للقاحات إلى منظمة الصحة العالمية، ما يسمح للدول الفقيرة بإنتاج اللقاح لنفسها. وتحظى الأدوية الطبية واللقاحات بحماية فكرية، تحت مسمى براءة الاختراع، وذلك لحفظ حقوق المطور ومنع تعرضها للنسخ، ويُمنح مالكو براءة الاختراع الحق في الاستفادة من اكتشافاتهم لكسب الأموال، وعلى صعيد اللقاح يستحوذ الابتكار والبحث على التكلفة الأعلى مقارنة بالتصنيع. وحذر المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لأفريقيا، أن القارة السمراء لم تعد تمثل سوى 1 % من جرعات اللقاحات التي يتم إعطاؤها في العالم. بين مؤيد ومعارض وبالرغم من أن الاقتراح الأمريكي كان له أصداء إيجابية واسعة عالميًا، إلا أنه وجد معارضة من بعض الأطراف مثل ألمانيا التي حذرت من أن حماية الملكية الفكرية هي مصدر الابتكار ويجب أن تبقى كذلك في المستقبل، وأشار وزير صحتها ينس سبان، إلى أن مقاومة الوباء تعتمد على زيادة إنتاج اللقاحات وليس رفع براءات الاختراع. الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين لم يتردد في إعلان تأييده لهذا الاقتراح، وأكد أن بلاده التي صادقت مؤخرا على استخدام لقاح "سبوتنيك لايت" الذي يقتصر على جرعة واحدة "ستدعم نهجًا من هذا النوع". من جهته أعرب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، عن تأييده التام لرفع الملكية الفكرية عن اللقاحات المضادة لفيروس كورونا بعد أن كان متحفظاً في البداية. واعتبر رئيس منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن الاقتراح الأمريكي "قرار تاريخي"، مبينًا أنه سيزيد بشكل كبير إمدادات نظام كوفاكس لتقاسم اللقاحات مع الدول الفقيرة. كذلك رحبت رئيسة منظمة التجارة العالمية، نغوزي أوكونجو إيويالا، بهذه المبادرة والتي لقيت دعمًا من الهند وجنوب إفريقيا، باعتبار أنها تهدف إلى تسريع إنتاج وتوزيع اللقاحات في البلدان الأكثر تضررًا من الجائحة. وأبدت رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لايين، استعدادها لمناقشة أي اقتراح يعالج الأزمة بشكل فعال وعملي. أما الاتحاد الأفريقي فقد دعم الدعوة الأمريكية بوقف براءات الاختراع الخاصة بلقاحات كوفيد-19، مؤكدًا أن التاريخ سيتذكر تلك المبادرة الأمريكية. وطالب رئيس البنك الدولي، ديفيد مالباس، الدول الغنية بتسريع الإفراج عن فائض اللقاحات إلى الدول النامية التي تواجه الآن حاجات أكبر. وفق "أخبار 24". ورحب أيضًا التحالف العالمي للقاحات والتحصين "جافي" بتأييد التنازل عن حقوق الملكية الفكرية للقاحات، وحث واشنطن على مساعدة الشركات المصنعة في نقل المعرفة لتعزيز الإنتاج العالمي. شركات الأدوية شركات الأدوية كان لها موقف معارض واضح تجاه المقترح الأمريكي، لأنهم قد يخسرون العائدات المادية إذا تم تجريدهم من حقوق براءة الاختراع، مدعين أن الوصول المجاني للملكية الفكرية لا يكفي لزيادة إنتاج اللقاح على الفور. وأوضحت المختبرات الألمانية "بايونتيك" أن رفع براءات الاختراع لن يؤثر على المدى القصير أو المتوسط في زيادة الإنتاج، وبذلك لا داعي لتلك الخطوة، كذلك رفض رئيس شركة فايزر الأمريكية، ألبرت بورلا، فكرة رفع براءات الاختراع. أما موديرنا فقد تنازلت عن حقوق براءة الاختراع الخاصة بها في أكتوبر الماضي، وأكدت عدم وجود شركات قادرة على تصنيع لقاح مماثل بسرعة والحصول على الموافقة عليه.