احتفلنا يوم الخميس الموافق 21 ديسمبر بذكرى البيعة الثالثة لتولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز الحكم، والاحتفال بهذه المناسبة في المملكة له خصوصيته حيث تتجدد في كل سنة هذه الذكرى بكل ما لها من دلالة شرعية وما تشكله من خصائص للهوية الوطنية السعودية. لقد تولى خادم الحرمين الشريفين الحكم على أساس البيعة التي تعنى التزام المبايع بشروطها المعروفة سلفا، والمفصلة في كتب فقه أصلها القرآن والسنة. وأهم هذه الشروط أن يقوم المبايع بالحفاظ على حفظ دين الناس وأرواحهم وأموالهم وأعرافهم، والحفاظ على الأمن والعدل وحفظ المعاش وتنميته وصيانة كرامة الفرد والمجتمع. وقد أسهم الملوك، منذ عهد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه إلى اليوم، في الحفاظ على تطور وأمن البلاد واستقرارها، وقد شكلت البيعة حصنا منيعا وجدارا عصيا أمام كل التغيرات التي عرفها العالم ، وواقيا صلبا لما عرفته المنطقة العربية من هبوب رياح الثورات، حيث ظلت المملكة في عهد حكامها، في منأى عن كل المخاطر والتهديدات. وكما يتجدد عهد البيعة كل سنة، يتجدد معها العطاء والإنجازات، فمنذ أن تسلم الملك سلمان -أيده الله- مقاليد الحكم، والمملكة محليا تسير نحو الإصلاح والتطوير ومحاربة الفساد والإرهاب بكل أنواعها وأشكالها، وتبوأت إقليميا وعالميا مكانة وزنا بين دول العالم. إن الانجازات في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهد الأمين كبيرة وكثيرة جدا ولا يمكن حصرها في مقال، لكن الثقة والوفاء والمحبة الكبيرة التي وحدت وجمعت الشعب السعودي صفا واحدا مع قيادته، تبقى اكبر إنجاز يذكر فيشكر،والقادم بإذن الله أكبر وأكثر. وبهذه المناسبة العزيزة على الجميع، نجدد البيعة ونهنئ خام الحرمين وولي عهده الأمين وكافة أفراد الشعب الوفي، وكل عام والوطن في ظل قيادته الحكيمة في تقدم وأمن واستقرار.