تحدث خلال الحمل الكثير من التغيرات الفيسيولوجية في جسم المرأة الحامل استعدادا لحمل وتغذية ونمو الجنين. تشمل هذه التغيرات جميع الأعضاء في الجسم. وتؤثر هذه التغيرات بصورة كبيرة على نوم الحامل كما أن السيدة الحامل قد تعاني من بعض اضطرابات النوم خلال الحمل. * ما تأثير الحمل في النوم؟ يحدث خلال الحمل العديد من التغيرات والأعراض التي تؤثر في النوم. فآلام الساقين وأوجاع العضلات، والغثيان، والشعور بالحموضة، وحركة الجنين كلها أمور تؤثر في جودة النوم. وقد أظهر استفتاء في الولاياتالمتحدة أن 78 في المئة من الحوامل يشكون من زيادة اضطرابات النوم خلال الحمل. وللتبسيط يمكن تقسيم تأثيرات الحمل إلى ثلاث مراحل: الأشهر الثلاثة الأولى: وخلالها يزيد هرمون البروجيستيرون في الدم. ويمكن تلخيص التأثيرات في التالي: 1. زيادة في النعاس وكثرة النوم مقارنة بفترة ما قبل الحمل. وقد تزداد مدة النوم بنسبة 20%. 2. زيادة الرغبة في التبول خلال الليل مما يؤثر في استمرارية النوم بالليل وبالتالي قد يزيد من زيادة النعاس بالنهار. الأشهر الثلاثة الثانية (4-6): ويستمر خلالها ارتفاع مستوى هرمون البروجيستيرون ولكن بصورة أبطأ. ويمكن تلخيص التأثيرات في التالي: 1. يتحسن النوم مقارنة بالثلث الأول ولكنه يظل أسوأ من فترة ما قبل الحمل. 2. تقل الرغبة في التبول مما يؤدي إلى بعض الاستقرار في النوم. الأشهر الثلاثة الأخيرة (6-9): وخلال هذه الفترة تعاني الكثير من السيدات من اضطرابات النوم. 1. أظهرت بعض الاستفتاءات أن 97 في المئة من الحوامل يعانين من اضطرابات النوم في نهاية الحمل. 2. وخلال هذه الفترة تزداد الرغبة في التبول بالليل بسبب ضغط الجنين على المثانة مما يؤدي إلى تقطع النوم. 3. كما أن الكثير من السيدات يعانين من احتقان الأنف مما يؤدي إلى صعوبة في التنفس خاصة بالليل مما قد يؤثر في النوم. اضطرابات النوم خلال الحمل: الشخير وتوقف التنفس اثناء النوم: وخلال الحمل قد تظهر بعض اضطرابات النوم التي لم تكن موجودة سابقًا. فقد أظهرت إحدى الدراسات أن 30 في المئة من الحوامل اللاتي لم يكن يعانين من الشخير يظهر لديهن الشخير للمرة الأولى خلال الحمل. وإذا كان احتقان الأنف وانسداده شديدين فقد يؤدي ذلك إلى انسداد مجرى التنفس العلوي وتوقف التنفس مما قد يسبب تقطع النوم وزيادة النعاس أثناء النهار، وقد يسبب نقصًا في مستوى الأكسجين أثناء النوم وزيادة ضغط الدم الحامل. إذا كانت الحامل تعاني من الشخير وزيادة النعاس فإنها تُنصح بمراجعة الطبيب. وفي دراسة تعتبر الأكبر حتى الآن نشرت في مجلة "النوم" عام 2013 وأجريت على حوالي 1700 سيدة حامل، يعاني 35% منهن من الشخير (أكثر من 3 ليال بالأسبوع)، أظهرت أن للشخير آثارا جانبية على الحمل والجنين، وبينت الدراسة أن الأمهات اللواتي عانين من الشخير قبل وبعد الحمل كن أكثر عرضة (بنسبة 70%) لولادة مواليد ناقصي الوزن (في العشر المئوي الأدنى للأوزان مقارنة بالسيدات اللواتي لا يشخرن). كما أن احتمال حاجتهن للعملية القيصرية ازداد بنسبة 200% (الضعف). أما بالنسبة للسيدات اللواتي ظهر عندهن الشخير بعد الحمل، فقد زادت نسبة الحاجة لعملية قيصرية إسعافية أو مجدولة مقارنة باللواتي لم يشخرن، وقد استمرت هذه الزيادة بعد السيطرة على العوامل المختلفة التي قد تؤثر على الحمل، ولتشخيص توقف التنفس أثناء النوم، لا بد من إجراء تخطيط للنوم وفي حال التأكد من وجود توقف تنفس ونقص للأكسجين أثناء النوم، فإن العلاج يتكون في الأساس من استخدام جهاز التنفس المساعد (السيباب). وبمشيئة الله يقلل العلاج من احتمال ولادة مواليد ناقصي الوزن، ويقلل من حاجة المواليد للتنويم في غرف العناية الحرجة بحديثي الولادة. وفق "الرياض". متلازمة حركة الساقين غير المستقرة (تململ الساقين): كما أن الحامل تكون أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة حركة الساقين غير المستقرة وهي عبارة عن احد اضطرابات النوم، وتتميز بأحاسيس غريبة وغير مريحة في الساقين يمكن أن تحدث في أي وقت من اليوم، ولكنها عادة ما تحدث بكثرة قبيل النوم وينتج عنها رغبة شديدة في تحريك الرجلين أو حتى المشي، ونتيجة لذلك يجد المصاب صعوبة في النوم ومن ثم الأرق. وتصيب هذه المتلازمة 15 في المئة من الحوامل. ويزداد احتمال الإصابة عند السيدات اللواتي يعانين من نقص الحديد. لذلك فإن تناول أقراص الحديد أثناء الحمل تقلل من ظهور هذه الأعراض. * ما النصائح التي يمكن أن توجه للحامل؟ تُنصح الحامل في الثلث الأخير من الحمل بالنوم على الجنب الأيسر، حيث إن ذلك يسهل تدفق الدم للجنين والكليتين. كما تُنصح بتجنب النوم على الظهر لفترات طويلة. الإكثار من شرب السوائل بالنهار والتقليل منها بالليل. ممارسة الرياضة بانتظام. إذا كانت الحموضة تسبب مشكلة للحامل عند النوم فإنها تُنصح باستخدام الوسائد لرفع الرأس عند النوم، وكذلك تجنب الحمضيات والتوابل. تناول وجبات خفيفة متكررة خلال اليوم يجعل المعدة ممتلئة مما قد يقلل من الإحساس بالغثيان والحموضة. مرحلة ما بعد الولادة: بعد الولادة، تعاني الأم عادة من تقطع النوم بسبب كثرة استيقاظ رضيعها مما ينعكس سلبًا على نشاطها خلال النهار وقد يسبب لها الاكتئاب. وتُنصح الأمهات بأخذ غفوة في الأوقات التي يغفو فيها رضيعها، كما أن مشاركة أفراد العائلة في العناية بالرضيع قد يخفف من حجم المشكلة.