لا يضع الشباب في حسبانهم عندما يستقلون سياراتهم وينطلقون بأقصى سرعة، عواقب ما قد يحدث ولا ينتبهون إلا بعد فوات الأوان، عندما يصبحون أسرى لكرسي متحرك يقضون عليه ما تبقى من حياتهم، نادمين على لحظة تهور. قال "عبد الرحمن الرشيد"، أحد ضحايا السرعة الجنونية، لبرنامج "الثامنة" بقناة "MBC" إنه لم يحصل على رخصة قيادة، وكان يقود بسرعة جنونية، ما أدى إلى فقدانه لصحته. وذكر "فهد النتيفي"، ضحية أخرى لحوادث السرعة، قدت سيارتي بسرعة 170 كيلو مترا في الساعة، وانفجر الإطار وأصبحت الآن قعيدًا على كرسي متحرك. و وفق "مزمز" أضاف "راكان"؛ ضحية ثالثة لحوادث السرعة،: حياتي أصبحت قاسية بسبب جلوسي على كرسي متحرك، فقد تغير تخصصي الدراسي بسبب عدم تهيئة المكان لحالتي الآن، وأفكر عدة مرات قبل خروجي لأي مكان بسبب عدم مناسبته لوضعي الحالي. وقال "طارق الحدادي"، الذي أصيب جراء حادث مروري: السرعة والتهور هما السبب الرئيس في إصابتي، حيث قام أحد المتهورين بدهسي أثناء عبوري للطريق ولم أكن قائدًا للمركبة بسرعه هائلة ولم أفحط، كل ما حدث أنني كنت أمشي على رجلي فتم دهسي من قبل مركبة مسرعة.. أنا ضحية من ضحايا السرعة. وشدد "يزيد الوافي"، الذي أصيب في حادث مروري، على أنه لا يستطيع قيادة السيارة بعد الحادث الذي أصابه والذي شكل له حاجزًا من الخوف، قائلا: الشباب أصم لا يسمع للنصيحة وقليل منهم الذين ينقادون للتوعية، وقليل منهم فقط يتجاوب مع التجارب وحملات التوعية. وطالب بإيجاد عقوبات رادعة للمتهورين في القيادة، قائلاً؛ إن من أمن العقوبة أساء الآدب، أنا مؤمن بأن ما أصابني من قدر الله ولا مفر من هذا القدر، ولكن هناك أسباب للوقوع في الحوادث، ليس هناك عقوبات رادعة.. كما أن هناك مجاملة قبلية من بعض أفراد المرور لعدم معاقبة المخالفين. ومن جانبها، قالت والدة "يزيد"، ضحية للسرعة الجنونية: أنا فخورة بابني وهو شاب طموح ومتفائل، لم تكن الإعاقة نهاية حياته، وقد وصل إلى مرحلة متقدمة بالإصرار والتحدي. وطالبت الشباب أن يترفقوا بالآباء والأمهات، قائلة: لم نخلق في هذه الدنيا عبثا، وأقول للآباء والأمهات هذا ليس دلالا، ولكن هذا طريق سهل للتهلكة، وأنا كنت أمانع في اقتناء يزيد ابني للسيارة في سن مبكرة. وكشف تقرير للبرنامج عن "إرهاب الشوارع"، حيث يموت في المملكة الآلاف سنوياً بسبب الحوادث المرورية، وأكد أنه في عام 2011م، ذهب أكثر من 4255 شابا ضحية للعمليات الإرهابية في العراق، بينما 7153 شابا ذهبوا ضحية للحوادث المرورية في السعودية، وهو ما يفوق ضحايا حرب الخليج، بمعدل 17 حالة وفاة يوميًا وحالة وفاة كل 40 دقيقة. وأوضح التقرير، أنه في العام 2001م كان عدد ضحايا الحوادث المرورية 4000، ومن المتوقع أن يصل في العام 2019م إلى 9600 شخص.