حذر مختصون طبيون من صوالين الحلاقة التي لا تقوم بتعقيم الأدوات المستخدمة فيها، مؤكدين أنها تمثل الدور الأكبر في الإصابة بأخطر أنواع فيروس الكبد الوبائي (سي) الذي ينتقل عن طريق الدم مباشرةً، ويؤدي إلى تليف حاد في الكبد. جاء ذلك خلال اليوم العلمي الطبي الذي نظمته كلية الطب بالطائف البارحة، ضمن الحملة التي تقوم بها لنشر الوعي الصحي. وناقشت الفعاليات ثلاث أوراق عمل تناولت أنواع التهاب الكبد الوبائي الذي يعد من أكثر الأمراض الوبائية انتشاراً في العالم. وأوضح عميد الكلية الدكتور عبدالحميد الغامدي أن الورقة الأولى تناولت التهاب الكبد الوبائي (أ) وهو مرض فيروسي حاد يصيب الكبد وينتقل عن طريق الأغذية والمياه الملوثة وينتشر في الأماكن المكتظة التي تفتقر إلى وسائل النظافة والتعقيم في الطعام، كما ينتقل عن طريق الدم ومشتقاته، مبيناً أن المصاب يشعر بألم في الجزء العلوي من البطن مع ارتفاع في درجة الحرارة واصفرار الجلد وملتحمة العين ولا يتحول هذا النوع إلى حالة مزمنة بل تختفي الأعراض بعد أيام قليلة. وأفاد بأن ورقة العمل الثانية تطرقت إلى التهاب الكبد الوبائي (ب) الذي معظم المصابين به لا يظهرون أية أعراض ولكن في مرحلة ما يظهر عليهم اصفراراً في الجلد وملتحمة العين وارتفاعاً حاداً في إنزيمات الكبد، ويمكن اكتشاف هذا الالتهاب عن طريق فحص الأجسام المضادة له في دم المصاب، موضحاً أن هذا المرض ينتقل عن طريق نقل الدم ومشتقاته وسوائل الجسم ويظهر لدى الأطفال الذين يولدون من أمهات يحملن فيروس هذا المرض. وقال: "إن إحصائيات وزارة الصحة تظهر أن 1% من سكان المملكة دون سن العشرين يحملون فيروس هذا المرض وهي من النسب القليلة مقارنة بالدول الأخرى، وهذا يؤشر إلى المجهود الكبير الذي تبذله وزارة الصحة في مكافحة هذا المرض وتوفير الرعاية الصحية للمواطن من خلال فرض التطعيم على جميع المواليد وعلى الطلاب في المرحلة الابتدائية". وأبان الدكتور الغامدي أن ورقة العمل الثالثة تحدثت عن التهاب الكبد الوبائي (سي)، مفيداً بأن المشكلة في هذا الالتهاب أن المصابين لا يظهرون أي أعراض تذكر على مدى سنوات، ويتم اكتشافه بطريق الصدفة عند تحليل أنزيمات الكبد والتي تظهر ارتفاعاً عالياً في مستوياتها، ويتحول هذا المرض إلى الحالة المزمنة والذي يكون المريض حاملاً لهذا الفيروس. وأشار إلى أن هذا النوع ينتقل عن طريق الدم مباشرة ولا ينتقل عن طريق سوائل الجسم، ويؤدي إلى تليف حاد في الكبد، لافتاً الانتباه إلى أن صالونات الحلاقة التي لا تقوم بتعقيم الأدوات المستخدمة تمثل الدور الأكبر في نقل هذا المرض. وخلص عميد كلية الطب بالطائف إلى أن أوراق العمل أوصت بعمل فحص الكبد الوبائي للأطفال منذ الولادة وعلى ضرورة عمل هذا الفحص للحوامل للتأكد من خلوهن من هذا المرض والتشديد على زيادة الرقابة على صالونات الحلاقة للتأكد من نظافة وتعقيم الأدوات المستخدمة.