العديد من الموظفين طالبوا في شكاواهم تم تقديمها الى وزارة الخدمة المدنية وكذلك وزارة العمل , التحقيق في تجاوزات إساءة استخدم الأنظمة , واللوائح ، كشكاوى نقل تعسفي ، واضطهاد عند تعبئة استمارات تقويم الأداء الوظيفي ، أو عدم الترقية ، أو قرارات خاطئة صدرت من رؤساء ضد مرؤوسيهم ، تمحورت جميعها حول ما يعرف ب " الرهاب الإداري " . وهذا المفهوم من التسلط , هو نمط إداري , يساعد - بلا شك - على انتشار الظواهر الإدارية السلبية , ولعل من أبرزها : تأجيج روح الصراع بين أطراف العمل , - وبالتالي - انحرافه عن الهدف الذي من أجله نشأ , مع أن الحياة قائمة على مواجهة التحديات , التي تقف في وجه التقدم . أعتقد أن سوء الفهم في معنى الإدارة , أحد الأسباب الرئيسة في تفشي هذه الظاهرة , - إضافة - إلى فقدان العديد من المهارات , والسمات , والخبرات , التي يحتاجها المدير ؛ ولتحقيق القدرة على إدارة العمل - بمفهومه الصحيح - , لا بد أن تتوافر لدى المدير الناجح , معرفة مهارات العلاقات الإنسانية , والخصائص النفسية , والشخصية , واستغلالها بطريقة تحفز الموظف , وتستثمره , وتساعده على نموه المهني , والشخصي , ورفع روحه المعنوية ؛ لتحقيق الأداء المميز , وتحييد الجوانب السلبية قدر الإمكان. من جانب آخر فإن نجاح الإدارة في تعاملها مع موظفيها , سينعكس على إنتاج العمل , وتحقيق أهدافه . ومن المهم - حينئذ - التأكيد على التعامل مع الموظفين , باعتبارهم جزءا من العمل ؛ لبناء القدرة التشغيلية لديهم . فالعنصر البشري , يشكل حيزا مهما في توجيه العمل الإداري . التسلط ظاهرة قديمة في تاريخ البشر , والواقع غير المرضي له نتائجه , وآثاره السلبية , - ولذا - فإن العمل على إيجاد حلول سريعة ؛ لحسم ظاهرة التسلط , وفض نقاط التصادم , والتأكيد على تفعيل إدارة الأزمات السلبية مطالب مهمة فالإدارة علم , وفن , لا تحتاج إلى سياسة التسلط , وهي مرتبطة ارتباطا وثيقا بالإنسان . والمدير الناجح , هو من يساهم في إنجاح الطاقم الذي يرأسه , عن طريق تذليل الصعوبات المحتملة بأفكار إيجابية , - لاسيما - وأن المعطيات التي تشكل محيط العمل , لا تكاد تستقر على حال , بل هي في تغير دائم , وهذا ما يجعل أي عمل إداري , يحتاج إلى إدارة ناجحة , تدفعه إلى الأمام دون الخلط بين تسيساته الشخصيه وفرضها في بيئة عمله. [email protected]