عندما يعمل أي شخص عمل ويتقنه يثاب عليه وينال الرضى والشكر والعرفان ، فما بالك بالعمل المقرون بالدين والشرع فمن خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يجني القائم على هذا العمل عظيم الأجر وينال رضى الله سبحانه اولا ورضى خلقه من بعده . كيف لا وهو معول بناء في هذا المجتمع المسلم المترابط كيف لا وهو يقوم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أي فضل أعظم من هذا الفضل وأي عمل أروع من هذا العمل وأي مجتمع سيكون فيه الأمر بالمعروف . ولكن !! يجب أن يعيي الجميع أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس حكرا على جهاز معين وليست وظيفة يتقاضى عليها شخص ما راتب محدد .. بل هي أسمى بكثير من ذلك . هي دين وشرع وأمر من الله سبحانه ، قال تعالي ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ ) . وهنا يتضح جليا أن الدور مناط بالجميع ومهمة الجميع ( عن أبي سعيد الخدري قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من رأى منكم منكرا فليغيره بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه ، وذلك أضعف الإيمان . رواه مسلم ) . ولكن من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر لا بد وأن يكون قدوة حسنة في التعامل والتوجية والعلم الشرعي والنفسي والإجتماعي حتى لا ينقلب العمل الجميل الذي يقوم به الى وبال ومنفر للناس وذلك لا يكون الا بالجهل أو التسرع أو الأسلوب الخاطيء من قبل "بعض الأمرين بالمعروف والناهين عن المنكر " الذين يقومون باستغلال السلطة والنفوذ بشكل خاطيء مما يتسبب في نكسة تعيد هذا العمل الجليل للوراء خطوات كثيرة وتشوه الوجه الحسن لهذا العمل . ومن الأخطاء الشائعه التي يقوم بها بعض المجتهدين أن توجهه فقط هو نهي عن المنكر بأي طريقة وبأي وسيلة كانت وهذا شيء يثاب عليه ولكن يجب أن يعي أن الأمر بالمعروف قد قدم على النهي عن المنكر في الكتاب والسنة ... كل ذلك لحكمة أرادها الله سبحانه وتعالي حيث أن الجانب اللين والكلمة الطيبة غالبا ما تكون أقوى بكثير من أستخدام الأساليب العنيفة والكلام الجارح . من هنا كان المجتمع المحافظ يدافع عن تلك الأسود والتي عملت وما زالت تعمل الكثير والكثير خدمة للدين والمجتمع ولمحاربة الرذيلة واجتثاث بذور الفساد قبل أن تكبر وحتى لا تغرق السفينة . همسة : قال لقمان الحكيم لإبنه ( يابنى لا تتعلم مالا تعلم حتى تعمل بما تعلم ). ________________________________________________ سليمان بن عبدالرحمن المقبل