صور من الحرم المكي بنظرة سريعة للمصلين بالمسجد الحرام بمكة المكرمة , وانت تشاهد تلك الاذرع وقد ارتفعت لخالقها , واولئك المتعلقين باستار الكعبة , وتلك العبرات التي سالت من العيون , ومن كل صوب , وعلى كل لون , وبكل اللغات انهم يدعون من لا تختلط عليه الاصوات , يرجون رحمته ويخافون عذابه , جاءوا يريدون المغفرة وقبول الدعاء . وعندما تشاهد الطائفين بالبيت الحرام , وتسمع لهج دعاءهم , وتحس اقبالهم وتضرعهم , يطوفون بالساحة الارضية "الصحن" رغم الزحام , ويطوفون بالدور الثاني رغم التعب وطول المسافة , وهذا يحمل طفله , وذاك يدفع عربة بها امه او والده , وتلك عجوز اتعبها المسير , وذاك شيخ اظناه الطواف , وهو صابر متحمل يقول : "لعلي لا القاه بعد عامي هذا" كلهم هنا لهدف واحد ومن اجل غاية واحدة مهما اختلفت الطرق . واذا اقيمت الصلاة فصف المصلين صفوفا لا حصر لها خلف امام واحد مأتمين به يتابعونه في شكل يبعث في نفس المؤمن الطمأنينة , ويلقي في قلوب الذين كفروا الرعب , فهم يصلون محتسبين ان صلاتهم تعدل مائة الف صلاة , فاللهم تقبل منا ومنهم انك سميع مجيب . ثم اذا اقترب وقت اذان المغرب , ورأيت تلك "السفر" قد مدت , ووزعت عليها انواع التمور , ورأيت من يوزع التمر والماء والقهوة وبعض الاطعمة المسموح بها مجانا لوجه واحد كريم , ضاربين اروع الامثال في تكافل المجتمع ووحدة الصف كالجسد الواحد . حتى اذا رفع نداء الحق معلنا "الله أكبر" نعم اكبر من كل شيء رأيت كيف يسكن الناس في اماكنهم يتعبدون الله بالفطور . ما اجمل هذه الصور فكم يحس المسلم بالفخر باسلامه , ثم يحس بالفخر كونه "سعودي" ينتمي للبلد الذي شرفه الله بعمارة وخدمة الحرمين , عندما يشاهد ما يبذل من تنظيم وتوجيه ونظافة وسقاية وأمن وغيره , فنسأل ان يحفظ لنا خادم الحرمين وولي عهده والنائب الثاني , ويجزيهم خير الجزاء بكل زائر للحرمين , وأن يديم علينا أمننا واستقرارنا . سعود بن عبدالله الضحوك [email protected] السوالف السابقة : نحمد الله .. أن بلغنا رمضان بالشكر تدوم النعم يسلم راسك .. يا بو متعب أول جمعة في رمضان نحن مع القرآن .. في ومضان رحلت ... يا أبا يارا وقفة مع فيضانات باكستان نساؤنا وشبابنا مع صلاة التراويح لحظة قبيل اذان المغرب رومانسية رمضانية بين الزوجين .. في رمضان وقفة بعد مرور العشر الأولى مبروك .. فاز الشيطان عليك يا قاطع موفقون في شهر الصوم الله يهديه نورّت يا أمير اسئلة في منتصف الشهر