اللواء التركي: يسعون للفوضى ونحن لهم بالمرصاد ثمّن خبراء في الامن والاستراتيجية الضربات القوية والموفَّقة للاجهزة الامنية في المملكة لخلايا الفكر الضال، والتي كان آخرها ما تم الاعلان عنه مؤخراً من سقوط 19 خلية تضم 149 إرهابياً، يحملون مخططات إجرامية قابلة للتنفيذ ضد الآمنين في ربوع الوطن، وأشاد الخبراء بالنجاح الكبير الذي حققته أجهزة الأمن في تصدِّيها لتنظيم القاعدة الإرهابي، وتميّز صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية النائب الثاني لرئيس مجلس الورزاء، ومساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بالعمل على عدة محاور في مواجهة الإرهاب بحزم وشدة في ضرب الخلايا الإرهابية في المواجهات، والتعامل الإنساني الراقي مع المعتقلين، خصوصاً من سلّم نفسه لأجهزة الأمن طواعية وأسرهم، بجانب البراعة في تنسيق الأمن الخارجي، مما جنَّب دولاً كثيرة وقوع العديد من الهجمات الإرهابية. قيادة ذكية يؤكد خبير سياسي أن النجاح الذي حققته قوى الأمن في ضرب القاعدة وهزيمتها، يعود لأسباب عدة يأتي في طليعتها تولي قيادة أمنية يقظة وذكية ولها تجربة ثرية في العمل الأمني تتمثل في شخص الأمير محمد بن نايف مكّنها من تحقيق تلك الانتصارات. وبيَّن أن ثقة ولاة الأمر في قدراته ودعمه المطلق، جعل منه قامة يُنظر إليها بإكبار في جميع الأوساط عندما يكون الحديث عن الإرهاب وإرهاصاته وتداعياته. وأضاف: "لقد استطاع الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية بحنكة ورويّة وشجاعة وتحدٍّ أن يبني أجهزة أمنية قادرة وكفؤة في مواجهة تحدِّيات الإرهاب، وإيقاظ خلاياها في أكثر من مكان. وهذا بحد ذاته عمل جبار تولاه بالدعم والرعاية رجل الأمن الأول صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز. لهم بالمرصاد من جانبه قال اللواء منصور بن سلطان التركي المتحدث الأمني بوزارة الداخلية إن المزاعم التي تغذي الفكر المنحرف والتي يتم ترويجها عبر الانترنت تتطلب تضافر كافة الجهود لمواجهة هذه الآفات والوقاية منها على أساس من المعرفة بأسباب استهداف شبابنا ومحاولة توجيهه لتحقيق أهداف الفئة الضالة أو إشاعة الفوضى في المجتمع أو النيل من قدرته، وهذه المعرفة تنبع من أن المملكة تمثل نموذجاً مشرّفاً للدولة الإسلامية وقدوة لكثير من دول العالم الإسلامي. وأشار اللواء التركي إلى أن الإرهاب حاول كثيراً أن يحدث فوضى في المملكة وعندما فشل في ذلك بسبب الضربات الأمنية الموجعة لتنظيماته انسحب إلى الخارج، ولكنه لا يزال يستهدف شبابها وأمنها، ولا تزال التنظيمات الإرهابية تحاول التغرير بالشباب السعودي واستدراجهم إلى أماكن مضطربة خارج البلاد لتدريبهم على ارتكاب عمليات إرهابية ضد أهلهم بعد ذلك إلا أن يقظة رجال الأمن كانت لهم بالمرصاد ونجحت في التصدّي لهذه المخططات بكل قوة حتى أضحت التجربة السعودية نموذجاً يُحتذى به دولياً في مكافحة الإرهاب وشدّد المتحدث الأمني بوزارة الداخلية على أهمية دور الأسرة في حماية الناشئة والشباب من آفات الغلو والتطرف. أحدث التقنيات ويرى الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور ضياء رشوان أن "القاعدة" بدأت تطوير خطابها الإعلامي المرئي والصوتي وظهر أول شريط للقاعدة في السابع من أكتوبر 2001، وبدأت تتوالى الأشرطة بعد ذلك، وحققت من خلالها رسالتها، ولكن بسبب الضغط من الجانب الآخر توقفت تلك الطريقة ولم تجد أمامها خياراً سوى الشبكة العنكبوتية، وجنَّدت لإعلامها مجموعة من الخبراء والتقنيين وقدَّمت مضموناً إعلامياً ذا جودة عالية. ويوضح أن هناك الكثير من الأجهزة الأمنية الغربية وبخاصة في الولاياتالمتحدةالأمريكية اهتمت منذ فترة مبكرة بما يسمى بالحرب الإلكترونية، وهناك أيضا حتى في إسرائيل اهتمام بهذا، وهناك العديد من التقارير التي تنشرها المعاهد المتخصصة والأجهزة الأمنية الأمريكية تحديداً عن التقدم في هذا المجال، رأينا العديد من المواقع التي أغلقت، مشيرا الى يقظة الاجهزة الامنية السعودية، والاخذ بأحدث تقنيات العصر، وعمل ضربات استباقية لعناصر القاعدة، احدثت بها شللاً رباعياً، ويبدو من نجاح الاجهزة الامنية ما حدث من ضبط مواقع إنترنت تستخدم في الدعم اللوجستي لتنظيم القاعدة. تعاون دولي بدوره، يرى الخبير الدكتور سامي السيد أن القاعدة تدرك جيداً أهمية الإعلام في توصيل رسالتها للعالم اجمع وفي تحقيق التكامل لدورها العسكري، وتتطور هذه الرسالة بالتطوّر العسكري أو التراجع للقاعدة، فالرسالة الإعلامية تعبّر اشد التعبير عن الحالة العسكرية، مشيراً الى ان الاجهزة الامنية السعودية تطوَّرت كثيرا في كشف الخلايا النائمة، بل وتعاونت في كشف مخططات دولية، خاصة فيما يتعلق بمسألة الطرود المفخخة التي كادت تودي بحياة الآلاف من البشر، وكل هذا يصب في صالح هذه الاجهزة التي تتفوَّق على تنظيم القاعدة. مخططات التنظيم فيما يرى الدكتور محمود الشريف أستاذ الاعلام بعدد من الجامعات العربية أن الدور الإعلامي للقاعدة ما زال محط اهتمام الكثير خاصة الخبراء، فمنه يمكن الاستدلال على الطبيعة العسكرية للتنظيم، مشيراً إلى وجود الكثير من المراكز المتخصصة في تحليل خطاب الرسالة الإعلامية التي تقدِّمها القاعدة سواء من خلال النت أو لقطات الفيديو أو الحوارات الصحفية، مشيداً بيقظة رجال الامن السعوديين في كشف مخططات التنظيم قبل وقوعها، مؤكدا ان هذا يدل دلالة كبيرة على ان اخطار التنظيم تتجاوز حدود الدول، ويضيف إن القاعدة أثبتت تقدُّمها في استخدام التكنولوجيا الحديثة للإعلام من حيث إنشاء المواقع والمنتديات والإذاعات التي تبث من خلالها رسالتها لأي مكان في العالم وفي أي زمان كان. إعلان الإفلاس من جانبه، يرى محمد أبو رمان الباحث المتخصص في شئون الجماعات الإسلامية أن القاعدة تجاوزت التنافس الإلكتروني والنجاح في خوض الحرب الإعلامية النفسية مع أكثر الأجهزة الأمنية والإعلامية مهنية وتقنية ودُربة، بل تمكّنت من تطوير قدراتها الأمنية على الشبكة الافتراضية لتصبح أبرز أسرار نجاحها في الصمود والتواصل والتحايل في جهادها الإلكتروني. وقال إنه منذ الإعلان عن تأسيس الجبهة العالمية لقتال اليهود والصليبيين عام 1998 زاد عدد مواقع القاعدة الإلكترونية من 12 موقعاً في ذلك الوقت إلى أكثر من 6 آلاف موقع، وهذا يدعونا الى التعاون الدولي لمواجهة هذا التنظيم، وحسناً فعلت المملكة، بكشفها خلايا التنظيم حتى تعلن إفلاسه. نجاح كبير وأشار عبد العزيز بن صقر رئيس مركز الخليج للأبحاث إلى أن القاعدة بدأت مسيرتها في توظيف تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات من استخدام آلة الفاكس في بث ونشر بيانات التنظيم وتصريحات قياداته، حتى ظهر مصطلح "حرب الفاكس" كإشارة إلى الاستخدام الواسع للتنظيمات المتطرفة لآلة الفاكس وعدم قدرة الأجهزة الرسمية في السيطرة على هذه الوسيلة المستحدثة في الاتصالات، إلا أنه والحق يقال ان الاجهزة الامنية السعودية قدَّمت لنا انموذجاً فريداً في كيفية التعامل مع هذا التنظيم على كافة الاصعدة، فهي تواجهه امنياً وفكرياً وعقلياً، ونجحت في جميعها مما يؤكد قوة ومتانة اجهزة الامن السعودية.