التيار الصدري يثمن مبادرة خادم الحرمين الشريفين، التي تؤكد حرصه على وحدة وسيادة العراق كشف مصدر قيادي في الائتلاف الوطني العراقي بزعامة عمار الحكيم، رئيس المجلس الأعلى الإسلامي، عن ضغوط يتعرض لها كل من المجلس الأعلى وشخصيات قيادية في الائتلاف الوطني من إيران من أجل عدم الترحيب بمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، والساعية لجمع الأطراف العراقية السياسية في الرياض تحت مظلة الجامعة العربية، لحل أزمة تشكيل الحكومة العراقية. إلى ذلك، أعلنت رئاسة إقليم كردستان ترحيبها بالمبادرة التي ثمنها أيضا التيار الصدري. ورغم أن التحالف الكردستاني والتحالف الوطني العراقي بقيادة نوري المالكي قد رفضا في وقت سابق دعوة الملك عبد الله إلى الاجتماع، وأصدرا بيانا مشتركا بذلك، فإن رئاسة إقليم كردستان وجهت شكرها وتقديرها إلى الحكومة السعودية «لاتخاذها خطوات تهدف إلى إرساء أسس المصالحة الوطنية في العراق»، وأن المبادرة «من الممكن أن تكون خطوة مكملة لجهودها السابقة في هذا المجال». وقال فؤاد حسين رئيس ديوان رئاسة الإقليم في تصريح صحافي «إن إقليم كردستان يقدر ويحترم مبادرة خادم الحرمين الشريفين وأي محاولة أخرى تدعم العراق وشعبه للخروج من الأزمة الراهنة، كما نشكر الحكومة السعودية على دعمها لمبادرة الرئيس مسعود بارزاني، التي هي مبادرة عراقية ووطنية حظيت بترحيب كبير من لدن القوى والأطراف العراقية نظرا لانطباقها مع حاجة العراق، حيث إنها انطلقت وتخطو الآن خطوات مهمة باتجاه تشكيل الحكومة العراقية القادمة»، مشيرا إلى «أن مبادرة الملك عبد الله بن عبد العزيز لها أهميتها، خاصة أنها في تصورنا تشكل الإطار الصحيح للعمل من أجل بناء قواعد ثابتة للمصالحة الوطنية في البلاد، وأن إقليم كردستان يبدي شكره لحكومة خادم الحرمين الشريفين لاتخاذها خطوات بهذا الاتجاه في السابق، ومن الممكن أن تكون هذه الخطوة تكملة لجهودها السابقة». من جهته أكد المركز الإعلامي للهيئة السياسية للتيار الصدري بزعامة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، في بيان صحافي أن «التيار الصدري يثمن مبادرة خادم الحرمين الشريفين، التي تؤكد حرصه على وحدة وسيادة العراق، والإسراع بحل أزمة تشكيل الحكومة العراقية بحضور الجامعة العربية». وأضاف البيان قائلا إن «الهيئة السياسية تنتظر تفاصيل أوفى عن مبادرة ملك المملكة العربية السعودية التي هي نابعة من روح المسؤولية للم الشمل العراقي». وأكد المركز الإعلامي للهيئة السياسية للتيار الصدري أن «اللقاء الذي جمع الدكتور إياد علاوي زعيم القائمة العراقية برئيس الهيئة كرار الخفاجي أمس تضمن مناقشة مبادرة الملك عبد الله بن عبد العزيز لحل أزمة تشكيل الحكومة العراقية، وكذلك الأوضاع السياسية التي تمر بها البلاد». وبذلك تكون جميع الأطراف السياسية العراقية قد أبدت ترحيبها بمبادرة خادم الحرمين الشريفين باستثناء ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي، رئيس الحكومة المنتهية ولايتها، الذي اعتبر أن هذه المبادرة «جاءت متأخرة»، حسب تصريحات صحافية لسامي العسكري، عضو ائتلاف المالكي. لكن مصدرا قياديا في الائتلاف الوطني قال إن «ائتلاف المالكي وحزب الدعوة الإسلامية استجابا للتأثيرات الإيرانية التي مارستها ومنذ صدور المبادرة قبل يومين على الأطراف المتعاونة معها (إيران) لعدم الترحيب بالمبادرة والحيلولة دون المشاركة فيها». وأضاف المصدر الذي فضل عدم نشر اسمه بسبب «الحوارات السياسية الجارية حاليا ضمن مبادرة مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان، ولا نريد التسبب في وضع العراقيل في وجه المباحثات»، وأن «إيران دخلت حالة إنذار منذ أن تم الإعلان عن مبادرة العاهل السعودي وجندت كل طاقتها للضغط على الأطراف العراقية المتعاونة معها لعدم الترحيب بالمبادرة السعودية أو تفعيلها بل إفشالها، لهذا جاء بيان ما أطلق عليه بالتحالف الوطني، الذي في الحقيقة هو لا يضم سوى ائتلافي المالكي والصدريين، والتحالف الكردستاني متعجلا وغير مدروس لإرضاء إيران، لكننا نلاحظ تراجع موقف رئاسة إقليم كردستان والتيار الصدري، وترحيب الدكتور عادل عبد المهدي، القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي بالمبادرة التي كان قد رحب بها الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس جلال طالباني منذ يوم صدورها». وعبر المصدر القيادي في الائتلاف الوطني عن أسفه «لانجرار بعض القيادات العراقية وراء القرار الإيراني الذي يريد إبعاد العراق عن حاضنته العربية وإضعاف موقفه من أجل تجزئته»، مشيرا إلى أن «ذلك لا يعبر عن أي موقف وطني يخدم البلد والشعب العراقي». واعتبر المصدر القيادي أن مبادرة الملك عبد الله «كريمة وصادقة وتعبر عن حرص الإخوة في السعودية على مصالح بلدنا وشعبنا، وهذا رأينا باستمرار، وقد دفعت باتجاه إصدار بيان عن الائتلاف الوطني بهذا المعنى للترحيب فورا بالمبادرة والعمل من أجل تفعيلها، كوننا بلدا عربيا ومؤسسا للجامعة العربية وتربطنا علاقات متينة بإخواننا العرب، لكن للأسف الضغوط الإيرانية حالت دون ذلك وصدرت تصريحات صحافية متحفظة، خاصة من قبل المجلس الأعلى الذي نعرف موقفه وموقف رئيسه السيد عمار الحكيم على إدامة العلاقات مع السعودية وبقية الإخوة العرب»، منبها إلى أن «السيد الحكيم تعرض ويتعرض باستمرار لضغوط إيرانية من أجل تغيير موقفه وتأييد ترشيح المالكي لرئاسة الحكومة، واليوم الضغوط تصب باتجاه إبعاده عن محيطه العربي بشتى الطرق». وأشار المصدر القيادي في الائتلاف الوطني إلى أن «المالكي سيعمل ضد تحقيق المبادرة اعتقادا منه بأنه بات قاب قوسين أو أدنى من رئاسة ثانية للحكومة القادمة، وأن المبادرة السعودية ستبعده عن هذا المنصب، من غير أن يحسب حساب مبادرة بارزاني التي لن تنصبه رئيسا للحكومة العراقية وتهمش ائتلاف العراقية، بزعامة إياد علاوي، الرئيس الأسبق للحكومة العراقية والمجلس الأعلى الإسلامي». 7