ازدادت المخاوف العالمية من فيروس كورونا المستجد، مع اكتشاف المزيد من حالات الإصابة "المتكررة" للمريض الواحد، في أكثر من بلد، مما شكل علامة استفهام لا تزال إجابتها غير واضحة للعلماء. وأعلنت اليابان، الجمعة، عن أول حالة إصابة لشخص بفيروس كورونا، مجددا، بعد شفائه أول مرة، وهي المرة الأولى التي يتم فيها تسجيل مثل هذه الحالة "المتكررة" خارج الصين. وأكد المسؤولون في مدينة أوساكا، غربي اليابان، أن امرأة تعمل كدليل سياحي أصيبت مرة أخرى بفيروس كورونا الجديد، مما زاد من المخاوف بشأن طريقة الإصابة وانتشار العدوى. وقال مسؤول في الهيئة الوطنية للصحة في الصين، إنه لم يثبت ما إذا كان هؤلاء المرضى قادرون على نقل العدوى إلى آخرين، وفق ما ذكرت وكالة رويترز. ويقول الخبراء إن هناك عدة طرق يمكن أن يصاب بها المرضى بالفيروس مجددا، بعد خروجهم من المستشفى، أحدها يكمن في عدم إنتاجهم خلال فترة النقاهة، ما يكفي من الأجسام المضادة لتكوين مناعة ضد فيروس كورونا، فيصابون مرة أخرى. أما التفسير الثاني فهو احتمال أن يكون فيروس كورونا هاجعا، أو في طور السكون، داخل جسم الشخص المصاب، مما يعني أن كل من يصاب به، ممكن أن تتكرر إصابته. ويرى خبراء صحة آخرون، أن السبب في "انتكاسة" المرضى، تكمن في الاختبارات "الناقصة"، التي يخضعون لها للتأكد من شفائهم قبل خروجهم من المستشفيات. وقال نائب مدير مركز الأمراض المعدية في مستشفى "ويست تشاينا"، لي شيشانغ، إن المستشفيات اعتمدوا على فحص الأنف والحنجرة عند اتخاذهم قرار إخراج المريض من المستشفى أو إبقائه، إلا أن اختبارات جديدة عثرت على الفيروس في الجهاز التنفسي السفلي. من جانبه، قال أستاذ الطب في جامعة "إيست أنجليا" البريطانية بول هانتر، الذي يتابع عن كثب تفشي المرض، إنه على الرغم من أن المريضة في أوساكا (التي عاودها المرض) من المحتمل أن تكون قد انتكست، فإنه من المحتمل أيضا أن الفيروس لا يزال طليقا في جسمها منذ الإصابة الأولى، لأنه لم يتم اختبارها بشكل صحيح قبل خروجها من المستشفى. يشار إلى أنه في الصين، توجد مجموعة من المعايير التي يجب أن تنطبق على المريض قبل السماح له بالخروج من المستشفى، وهي أن تكون نتيجة تحاليله سلبية (بمعنى أنه لا أثر للفيروس في التحاليل)، ولا تظهر أية أعراض للمرض عليه، وعدم وجود أي مؤشرات غير طبيعية في نتائج الأشعة التي يخضع لها. وفي إحصائية صادمة، قال نائب رئيس مركز مكافحة الأمراض في مقاطعة قوانغدونغ جنوبي الصين، سونغ تي، إن نحو 14 بالمئة من المرضى الذين خرجوا من المستشفيات في المقاطعة، أثبتت إصابتهم مرة أخرى وعادوا إلى المستشفيات للخضوع للمراقبة. وأشار سونغ في الوقت نفسه إلى أن "الخبر الجيد" هو أن هؤلاء المرضى لم ينقلوا العدوى إلى أي من الأشخاص الذين خالطوهم. وتابع: "يمكن أن نستنتج من هذا، أنه بعد إصابة شخص بهذا النوع من الفيروس، فإن جسمه سينتج أجساما مضادة. وبعد إنتاجها لن يكون معديا". يشار إلى أن الصين سمحت لنحو 36,117 بالخروج من المستشفيات، أي ما يعادل 46 في المئة من المصابين بكورونا في البلاد، وفقا لهيئة الصحة الوطنية.