اتهم الرئيس الأفغاني حميد كرزاي القوى الغربية التي جاءت به على رأس البلاد بالتدخل في شؤونها الداخلية، مهددا بأن ما أسماه "تمرد طالبان" قد يتحول إلى مقاومة مشروعة إذا استمر هذا التدخل. وأصدر كرزاي هذه التهديدات في مسعى للسيطرة على لجنة الطعون الانتخابية التي اتهمته بالتزوير. وهاجم كرزاي القوى الغربية التي جاءت به أساسا على رأس البلاد بعد احتلالها لأفغانستان عام 2001، رغم أن قوات الجيش والشرطة التابعين له يدعمون القوات الأجنبية في معاركها ضد المقاومة وهجماتها التي يسقط فيها مدنيون أفغان. وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" في عددها الصادر يوم الأحد إن كرزاي حذر أثناء لقاء خاص مع حوالى 70 نائبا أافغانيا أمس السبت من أن "تمرد طالبان قد يتحول إلى حركة مقاومة مشروعة إذا استمر الأجانب في التدخل في الشؤون الأفغانية". وصرح كرزاي في الاجتماع أنه قد يضطر إلى الانضمام بنفسه إلى "التمرد" إن لم يلق دعم البرلمان في سعيه إلى السيطرة على هيئة مراقبة العملية الانتخابية. وتتلقى حكومة كرزاي دعما ماليا بمليارات الدولارات من الدول الغربية التي تحتل البلاد بقوات قوامها 126 ألف عسكري. واتهم كرزاي السبت الغربيين بالوقوف وراء عمليات التزوير في الانتخابات الرئاسية والمحلية الأخيرة. وأثار كلامه رد واشنطن التي دعته إلى الانضباط، كما تحادث ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون الجمعة حيث حاول تخفيف التوتر مؤكدا تصميمه العمل إلى جانب الولاياتالمتحدة. وقالت كابولوواشنطن لاحقا إن الإشكال انتهى. ويتوقع أن تؤدي هذه التصريحات الجديدة إلى المزيد من التوتر بين الجانبين مجددا، خاصة مع اتهامات مراقبي الانتخابات الدوليين كرزاي بتزوير الانتخابات، وتيقن الولاياتالمتحدة من دعم كرزاي للفساد بنفسه. وبالرغم من حث الرئيس الأميركي باراك أوباما كرزاي على تطهير حكومته من الفساد، إلا أن الإدارة الأمريكية دعمت ولازالت حكومة كرزاي ولم تلق بالا للتزوير الذي تمخض عن إعادة انتخابه في أغسطس الماضي. وقال خمسة نواب ممن حضروا الاجتماع أمس مع كرزاي بأن كرزاي أمضى الحيز الأكبر من اللقاء في انتقاد النواب الذين يرفضون مساعيه للسيطرة على لجنة الطعون الانتخابية التي تتولاها الأممالمتحدة. وقال أحدهم ل"وول ستريت جورنال": "قال (كرزاي) إن السبب الوحيد الذي يؤدي إلى مواصلة طالبان وغيرهم من المتمردين حربهم مع الحكومة الأفغانية هو أنهم يرون أن للغربيين الكلمة الأخيرة دائما وفي كل مجال". وأكد النواب الخمسة أن كرزاي صرح أمام النواب بأن "تمرد طالبان سيتحول إلى مقاومة" إذا "واصلت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها الإملاء على الحكومة ما عليها فعله". ويسعى كرزاي للسيطرة على لجنة الطعون الانتخابية من خلال جعل تعيين أعضاءها منوطا به. وتلك اللجنة وهي واحدة من لجنتين انتخابيتين فيما يسيطر كرزاي بالفعل على الأخرى. وتقاوم طالبان الاحتلال الأمريكي للبلاد والحكومة الأفغانية الموالية للاحتلال، فيما يدعم الاحتلال الحكومة رغم فسادها في محاولة للسيطرة على البلاد.