قال وزير الخارجية المصري نبيل فهمي في حديث نشرته صحيفة الأهرام يوم الأربعاء إن العلاقات بين الولاياتالمتحدة ومصر "في حالة اضطراب" يمكن أن تؤثر على الشرق الأوسط كله. وأضاف فهمي في تصريحات أدلى بها بعد أسبوع من تجميد بعض المساعدات الأمريكية لمصر "نحن الآن في مرحلة حساسة تعكس حالة اضطراب في العلاقات ومن يقول غير ذلك ليس صادقا في قوله." وقال مسؤولون أمريكيون إن الخطوة التي اتخذتها الولاياتالمتحدة تعكس عدم رضا واشنطن عن المسار الذي تسلكه مصر منذ عزل الجيش الرئيس المنتخب محمد مرسي المنتمي لجماعة الاخوان المسلمين في الثالث من يوليو تموز إثر احتجاجات شعبية حاشدة. وانتقدت مصر قرار الولاياتالمتحدة الاسبوع الماضي ولمحت إلى أنها قد تلجأ لدول أخرى -ربما روسيا- للحصول على مساعدات عسكرية. ومصر هي ثاني أكبر متلق للمساعدات الامريكية بعد اسرائيل وقد عمل جيشها مع واشنطن عن قرب على مدى عقود. وقال فهمي "امتداد مرحلة عدم الاستقرار سينعكس سلبا على المنطقة بأكملها بما فيها المصالح الأمريكية." وأضاف أن الوضع الراهن ليس نتيجة قرار الولاياتالمتحدة تعليق المساعدات وحسب. وقال "الحقيقة إن المشكلة تعود لما قبل ذلك بكثير وسببها أن اعتماد مصر على المساعدات الأمريكية طوال ثلاثين عاما جعلنا نختار البديل السهل ولا ننوع خياراتنا كما أن توفير هذه المساعدات على مدى ثلاثة عقود دفع الولاياتالمتحدة إلى المبالغة في الافتراض خطأ بأن على مصر التماشي دائما مع سياساتها وأهدافها. وأدى ذلك إلى سوء تقدير من كليهما بمصالحهما واضطراب العلاقات كلما اختلفا حول مواقف محددة." وتخشى الولاياتالمتحدة من احتمال أن يلجأ الجيش المصري لدول اخرى للحصول على مساعدات عسكرية. ويدرس الجيش المصري الخيارات المتاحة. وقالت مصادر عسكرية لرويترز الأسبوع الماضي إن الجيش يعتزم تنويع مصادر أسلحته ويشمل هذا احتمال اللجوء لروسيا. وأكدت الحكومة ان مصر لن ترضخ للضغوط الأمريكية قائلة إنها ترى قرار واشنطن غريبا في وقت تواجه فيه ما تصفه بأنه حرب ضد الإرهاب. وتحصل مصر على مساعدات عسكرية من الولاياتالمتحدة قيمتها 1.3 مليار دولار سنويا منذ وقعت معاهدة السلام مع اسرائيل عام 1979. وأوضحت وزارة الخارجية الامريكية أنها لن تعلق كافة المساعدات وستواصل تقديم الدعم العسكري لمكافحة الإرهاب وتوفير الأمن في سيناء حيث كثف متشددون يتبنون فكر تنظيم القاعدة هجماتهم على أفراد الجيش والشرطة منذ عزل مرسي.