ارتأى الكاتب السعودي محمد العصيمي أن السعوديين يشتهرون ب “اللقافة” إن لم تكن بينهم جميعاً ففي الغالبية العظمى منهم، متمثلاً بمقولة عن لقافتهم “أنها تولد معهم بالفطرة كما يولد الفساد مع الرؤساء العرب وكما تولد الحرية مع الأمريكي والعملياتية مع الياباني وحب الفلفل الحار مع الهندي”. وضرب أمثلة عدة لتجاوز السعوديين حدودهم لحدود الآخر الشخصية وغير الشخصية، ابتداء من بعض “ما يرتكبه الكبار من أقوال وأفعال، وانتهاء بأصغر طفل في الحارة يمكن أن يستوقف ابنك ويسأله: لماذا لا تصلي في المسجد!”. وأضاف العصيمي في مقال له بصحيفة “اليوم”: “ تنشره اليوم إن أكثر ما يستفزني في لقافة ربعي اهتمامهم بشؤون الآخرين غير السعوديين”، مؤكدا أن أحد زملائه فتش مرةً في مواقع التواصل الاجتماعي العربية عن السعوديين فلم يجدهم، بينما وجد العرب وشؤونهم محتشدين في كل مواقع التواصل الاجتماعي السعودية. وقال إن هذا يدل – فضلا عن اللقافة – على أن غالبية السعوديين يعتبرون أنفسهم أهل الحل والعقد على مستوى الشعوب العربية والإسلامية، بل وعلى مستوى العالم ككل، وفقا له، حيث يُسرفون في تقدير أنفسهم ومكانتهم فيظنون أن الكون البشري تُسيره حكمتهم ونظرياتهم الرشيدة ولو نظروا حولهم لاكتشفوا كم هم بعيدون عن مظان الحكمة والرشد. وأشار إلى أن هذه الفوقية أضاعت العديد من فرص بناء الحياة والتقدم التي انشغلوا عنها بالتوافه ومراقبة تصرفات وشؤون الآخرين داخل وخارج الحدود، مطالبا إياهم بتذكر مبادئ أهمها “ابدأ بنفسك. ابدأ بمن تعول. كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون”، قائلاً: “في هذه الحالة فقط يعودون إلى حياتهم وينشغلون بها، ليغيروها من حال إلى حال جديدة صحيحة. 1