اسبانيا وايطاليا وفرنسا وهولندا يستدعون سفرائهم بدمشق "للتشاور" .. والاتحاد الأوربي يقول "ليس بالوقت الحاضر قررت دول الخليج استدعاء سفرائها من سوريا، والطلب من جميع سفراء النظام السوري مغادرة أراضيها "بشكل فوري،" ودعت الدول العربية التي ستجتمع خلال أيام لبحث الملف السوري إلى "اتخاذ كافة الإجراءات الحاسمة أمام هذا التصعيد الخطير ضد الشعب، في خطوة مماثلة لما سبق أن فعلته واشنطن ولندن وباريس وتونس. بحسب (CNN) وجاء في بيان صادر عن رئاسة مجلس التعاون لدول الخليج العربية أن تلك الدول: "تتابع ببالغ الأسى والغضب تزايد وتيرة القتل والعنف في سوريا الذي لم يرحم طفلاً أو شيخاً أو امرأة في أعمال شنيعة أقل ما يمكن وصفها به بالمجزرة الجماعية ضد الشعب السوري الأعزل دون أي رحمة أو شفقة أو حتى مراعاة لأية حقوق أو مشاعر إنسانية أو أخلاقية." وأضاف البيان أن السعودية التي ترأس دورة المجلس الحالية: "تعلن بأن دول المجلس قررت سحب جميع سفرائها من سوريا والطلب في الوقت ذاته من جميع سفراء النظام السوري مغادرة أراضيها وبشكل فوري وذلك بعد أن انتفت الحاجة لبقائهم بعد رفض النظام السوري كل المحاولات وإجهاضه كافة الجهود العربية المخلصة لحل هذه الأزمة وحقن دماء الشعب السوري الشقيق." ورأت دول المجلس أن على الدول العربية المقرر أن تجتمع في مجلس الجامعة الأسبوع القادم "أن تتخذ كافة الإجراءات الحاسمة أمام هذا التصعيد الخطير ضد الشعب السوري بعد أن قاربت الأزمة من السنة دونما أي بارقة أمل للحل." وأعربت دول الخليج عن شعورها ب"الأسى البالغ والحزن الشديد على هدر هذه الأرواح البريئة وتكبد هذه التضحيات الجسيمة لا لشرف الدفاع عن الوطن ضد معتد أجنبي ولكن لتحقيق مآرب شخصية تهدف إلى الصراع على السلطة دونما أي اعتبار لكرامة المواطن السوري وحريته." من جهة أخرى أعلنت كل من اسبانيا وايطاليا وفرنسا وهولندا، يوم الثلاثاء، استدعاء سفرائهم في دمشق "للتشاور" في ضوء الأحداث التي تشهدها سوريا حاليا، فيما كشف الاتحاد الأوروبي أنه لا ينوي سحب ممثليه من دمشق "في الوقت الحاضر". بحسب (سيريا نيوز) وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية الاسبانية إنها "استدعت سفيرها في دمشق خوليو البي"، مدينة في الوقت ذاته "تصاعد أعمال العنف وقمع المواطنين السوريين خلال الأيام القليلة الماضية". كما دعت الخارجية الاسبانية المجتمع الدولي إلى "حماية المواطنين العزل والمتظاهرين السلميين في سوريا"، مضيفة أن "الوزير خوسيه مانويل مارغايو سيستدعي السفير السوري في مدريد بشكل عاجل لتوصيل رسالة إدانة". من جهتها، قالت وزارة الخارجية الايطالية في بيان صادر عنها إن "ايطاليا استدعت سفيرها في سوريا للتشاور اثر استمرار أعمال العنف غير المقبولة في سورية". وأوضحت الخارجية الايطالية أن "سفارتها في دمشق ستبقى مفتوحة وتواصل العمل لضمان المساعدة للمواطنين الموجودين في هذا البلد ومتابعة تطورات الأزمة بالغة الخطورة الجارية في سوريا بأكبر قدر من الانتباه". إلى ذلك، استدعت فرنسا أيضا سفيرها في دمشق "للتشاور" على اثر الأحداث التي تشهدها سوريا حاليا، حيث أشار المتحدث باسم الخارجية الفرنسية برنارد فاليرو في مؤتمر صحافي أن بلاده قررت استدعاء سفيرها من سوريا وسط ما أسماها "حملة القمع الدموية". كما أعلنت وزارة الخارجية الهولندية هي أيضا اليوم استدعاء سفير البلاد من دمشق "للتشاور". وكان وزير الخارجية البلجيكي ديديه راندرس، أعلن اليوم ، أن الدول الأوروبية بدأت مشاورات للبت في احتمال سحب السفراء الأوروبيين المعتمدين في سوريا بسبب منحى المستجدات الحالية، مبينا أن بلاده سحبت سفيرها من دمشق. وأعلن وزير الخارجية النروجي جوناس غاهر ستوير نهاية الأسبوع الماضي، أن بلاده قلصت عدد موظفي سفارتها في سوريا "لأسباب أمنية" على خلفية أعمال العنف التي تشهدها البلاد حاليا. ويأتي سحب سفراء كل من اسبانيا وايطاليا وفرنساوبلجيكا وهولندا بعد إعلان الخارجية الأمريكية عن إغلاق سفارتها في دمشق بسبب "تدهور الوضع الأمني"، وأيضا سحب بريطانيا سفيرها من سوريا للتشاور احتجاجا على ما اسمته "العنف". وفي سياق متصل، قال المتحدث باسم المسؤولة عن السياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي، كاثرين اشتون، مايكل مان قوله، خلال مؤتمر صحافي، إنه "ليس لدينا خطط لسحب رئيس ممثلي الاتحاد الأوروبي من دمشق ونعتقد انه من الضروري وجود أشخاص في الساحة لمعرفة ما يجري لا سيما وسط انعدام حرية الإعلام في سوريا". وأوضح المسؤول الأوروبي أنه فيما يتعلق بقيام بلجيكا وايطاليا وبريطانيا باستدعاء سفرائها من دمشق "للتشاور" انه "شأن داخلي لدول الاتحاد ال27 لتقرير ما إذا رغبوا بسحب سفرائهم أو ابقائهم". إلى ذلك، أكد المتحدث باسم اشتون على العمل مع جامعة الدول العربية لحل الأزمة السورية، وأشار ان "جهودنا الدبلوماسية مستمرة لبذل كافة الجهود مع شركائنا الدوليين لمحاولة إنهاء الوضع غير المقبول"، مضيفا "نحن نعمل بجهد لاسيما لدعم مبادرة جامعة الدول العربية ونعتقد انه من الضروري وجود حل بقيادة عربية لذلك ندعم بقوة الجامعة العربية ونطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته والتوصل إلى حل دولي لهذه الأزمة". 5