لست من هواة السياسة ولا من محبي السياسيين حتى وإن كنت (دبلوماسيا ) في كتاباتي . لكن الأمر أهم من الصمت وإيضاح اشياء للناس جميعا حسب رؤية شخصية فإن وجدتم بها ما يفيد وصحيحا فهذا بتوفيق الله وإن وجدتم خطأ فمني ومن الشيطان . رؤيتي تتمحور حول الصراع الذي ندفع ثمنه دماء كل يوم على أرض الشام ، الكل يعلم أن هذا الصراع سياسي حول السلطة هدفه كرسي الحكم في دمشق . لم تكن بداية الصراع مبنية على أساس توجهات دينية أو طائفية لكن السياسة الإيرانية استطاعت وبدهاء أن تلبس الصراع (قميص عثمان ) وتحوله إلى طائفية دينية بحتة مستغلة ازدواج الأدوار التي يلعبها الحكام ومشايخ الدين في التأثير على المواطن في الدول الإسلامية وسحبه إلى مستنقع التطرف الطائفي ليدخل دائرة المعركة ويدفع حياته ثمنا لغايات وأهداف سياسية إيرانية بحتة, تلك الغايات الإيرانية تتمثل في تحويل ( الهلال الخصيب) الذي يبدأ من أقصى الشرق في العراق حتى أقصى الغرب في لبنان ليصبح (الهلال الفارسي) الذي تسترد من خلاله الدولة الفارسية . إن الأخطاء التي وقع فيها علماء المسلمين تتمثل في : 1)تهورهم وتسرعهم من خلال الاستجابة للمكر السياسي الإيراني فتحول الصراع إلى ديني طائفي فكأنهم وافقوا على إحياء فتنة (قميص عثمان) بعد اربعة عشر قرنا تلك التي تسببت في انقسام المسلمين . 2) تسرعهم ايضا في إعلان الجهاد على أرض سوريا مما جعل الإدارة الأمريكية تستغل هذا الإعلان بطريقة مكررة تماما من أيام الجهاد الأفغاني فجميع الناس تعلم وتدري السباق الأزلي المحموم في صناعة الأسلحة بين روسيا وأمريكا لكن الدولتان لا تريد حروبا على أرضها فتنقل المعركة خارجها ولا تريد أن تدفع بجنودها للمعركة فاستغلت إعلان الجهاد من علماء المسلمين وموافقة الإدارة الأمريكية على تزويد الشباب بالسلاح , وهذا سيعيد لنا نفس نموذج الحرب الأفغانية ونتائجها وستصبح (سوريا ستان) نموذجا مستنسخا جديدا . لا أريد أن أطيل الحديث وأتمنى أن تصل رسالتي هذه إلى شباب الأمة الإسلامية بطائفتيها الشيعية والسنية أو السنية والشيعية وأقول لهم ( لقد تهوّر علماء الطائفتين وإنهم ورب البيت العتيق يستغلون عاطفتكم الدينية فلا تدفعوا الثمن أرواحكم لتحقيق الغاية الفارسية و المصالح الأمريكية وإن كانوا صادقين هؤلاء العلماء في كلتا الطائفتين في أقوالهم فليتقدموا صفوف المعركة كما فعل النبي صلوات الله وسلامه عليه ) تنويه الختام : في المقال القادم بمشيئة الله انتظروا رؤيتي حول سبب الرد الأمريكي السريع بالموافقة على تزويد المعارضة السورية بالسلاح بعد اجتماع العلماء في القاهرة.1