هاهي إرهاصات الإحتفاء باليوم الوطني لبلادنا في عامه الحادي والثمانين تطل بقسمات أفراحها وتشمر عن سواعدها في موكب لحمة مباركة فالمنازل ضجت بحبور صغارها تتغنى بالوطن ولعمري هذه الثمرة اليانعة التي تأصل مفهوم الوطنية الصادق . حين يشب هذا الغرس عن الطوق فيكون بجذوره نافعا . وهاهي المكتبات تغص بالمشترين للأعلام والدعايات ،والأهم تزيين سيارات الشباب بلون رمزنا الوطني علما وملكا . ويسير الركب إن شاء الله ميمونا مباركا . وإلى هنا يبدو لنا الوضع جميلا ومفرحا . ولكن ما الهدف من إحياء هذه الذكرى .؟ أهازيج وسهر وخرق للنظام وتجاوزات محظورة ؟ من أهم الركائز المهمة التي ينبغي أن يدركها الشباب الحفاظ على النظام ، فاليوم الوطني لايعني استباحة النظام بمفهومه الشامل . ولايعني أن نفرض على رجال الأمن حالة طواري لمواجهات التجاوزات . ولاينبغي أن ننتظر منهم أن يتخلوا عن تطبيق حفظ النظام بحجة نعبر عن فرحتنا باليوم الوطني . وبمنتهي الشفافية نحن نحتفي بهذا اليوم لنجسد مدى ما وصلنا إليه من رقي وتطور نحتفي به لنقف على منجزات وطننا الحبيب . نحتفي به لنعيد على المسامع سجايا الموحد يرحمه الله جلالة الملك عبد العزيز . نرصد من خلاله مكتسبات هذا الوطن وجهود ولاة الأمر في الحفاظ عليها ونحارب كل السلبيات التي تسعى لزعزعة أمننا وتهدد تماسك وحدتنا التي بذل في سبيلها الملك عبدالعزيز ثلاثة عقود كان ثمرتها هذا الكيان الشامخ . لابد أن يعرف الشباب جوانب من مآثر الملك عبدالعزيز . فهل يعرف شبابنا اليوم أنه عالم من علماء القرآن وله كتاب في علوم القرآن . وهل يعلمون أنه أول من وحد الحرمين الشريفين على إمام واحد وهل يعلمون أن هيبة الأمن التي ننعم بها اليوم من فتوحات الملك عبد العزيز . ولعلي أسوقهذه القصة التي حدثنيها أحد الثقات حين أحتفائنا بالتأسيس سنة 1419ه حيث ذكر أن شخصا من المنطقة اعترض تجارا للبن وعبث به حيث خرق الكيس بأصبعه ووصل الخبر للملك عبد العزيز فأمر بقطع أصبع الجاني .فهاب الناس أن يقطعوا الطريق وأمنوا . فياليت احتفالاتنا تنبثق من هذه المنابع بعيدا عن التفحيط والضجيج والمخالفات .وكل ووطننا بألف خير في ظل دوحة الملك عبد العزيز وأبنائه وأحفاده .وأن لا يروعنا الله في شبابنا ووحدتنا. 8