كنت أشاهد قناة تلفزيونية تنقل على الهواء مباشرة واقع الحال من المشاعر المقدسة إلى أعين المتلقين في كل المعمورة فدمعت عيناي . صدقوني دمعت عيناي وأنا أرى تلك المشاهد لشباب الوطن من رجال أمننا البواسل وأخوانهم في قطاعات الدولة المختلفة وهم يقفون جنباً إلى جنب بين أمواج الحجيج المتلاطمة يعملون على تفويج تلك الجموع البشرية الهائلة ويخدمونها , يسهلون حركتها وتنقلاتها ,يطببون مريضها ويرشدون تائها, ويحملون عاجزها ويطعمون جائعها , بجهد دائب لا ينقطع وابتسامة عريضة تنبع من سعادة غامرة وقلوب حنونة مرهفة . دمعت عيناي فرحاً لهم وفخراً بهم , دمعت عيناي حباً فيهم وإجلالاً لما يقومون به من صنيع . فلله دركم يا شباب وطني ولله درك ياوطن, أي فخر باذخ نلته وأي عز وسؤدد حققته, ليخر المجد بين يديك راكعاً لربك العظيم. وأيمن الله إن لم يكن لك فخراً إلا هؤلاء الرجال وحداتهم وهذا الصنيع من قاداتهم لكفاك فخراً, تحتل به قنن المعالي عنوة, وتبز به هامات السمو والرفعة, لكنك يا سويداء القلب حزت المجد من أطرافه . فسبحان من آلف بين قلوبنا نحن أبناء المملكة العربية السعودية فوحد صفنا, وجمع شملنا, ولم شعنا , ورأب فرقتنا خلف قيادة عزت بكتاب الله وسنة نبيه , وسادت بخدمة شرعه المطهر وسدانة بيته العتيق , وارتضت من ألقاب الفخامة (بخادم الحرمين الشريفين) أسرة من أسرنا أسمهم آل سعود كبيرهم والد لنا وصغيرهم أخ عزيز عاتبني بعض الأصدقاء أن خاطبت صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن محمد بن ناصر يوماً بأخي هكذا مجردة من الألقاب فأثر ذلك في نفسي لأن الناس مقامات ومن آداب ديننا إنزال الناس منازلهم ومخاطبة أخيك المسلم بأحب الأسماء إليه فجاءتني رسالته حفظه الله تحمل تحيات عذبه وكلمات إخاء أعذب ولا غرابة فالسيف سيف لا يحتاج لتعريف فسبحان من جعلنا نحن أهل هذه البلاد آية ممتدة لقبيلة قريش الأم يقول تعالى في وصف قريش: {لإِيلافِ قُرَيْشٍ* إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَآءِ وَالصَّيْفِ* فَلْيَعْبُدُواْ رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ* الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خوْفٍ}. حقاً وصدقا واعترافاً وشكرا, ألف ربنا بين قلوبنا وأطعمنا وسقانا , وآمننا من الخوف ونحن له شاكرون عابدون حامدون موحدون, ومما أطعمنا نُطعم , ومما سقانا نُسقي , وبما أمّننا فقد نذرنا أنفسنا وأموالنا وأبنائنا مجاهدين ساهرين على حماية شرعه المطهر وأمن وخدمة وراحة ضيوفه الكرام بلى منّ ولا أذى, ولا مباهاة لرياء, رضي من رضي وسخط من سخط سيان عندنا, فلا قصد لنا إلا رضاه ومنه سبحانه نستمد قوتنا وتأيدنا.وطني لله درك ولله صنيعك (والله والله ما مثلك في هالدنيا بلد) . أما حسادك والناعقين عليك وعلى قادتك وأهلك بسوء, فليس لهم عندنا إلا الرصاص شلت أيديهم وخرست ألسنتهم. وبقيت ياوطني دوحة الإسلام وملاذه, و قبلة للسلام وعنوانه. ودمت سيفاً للحق وينبوعاً للنورومصنعاً لقادة الدنيا وساداتها [email protected]