قررت الزوجة بعد انشغالها عن زوجها عشرين عاما (فقط) بسبب ضغوط الحياة ! أن تنفخ الهوى على جمر الحب الذي تحول إلى رماد في صدر الزوج دون أن تراعي خطورة ذلك الرماد الذي ربما يتطاير في الهواء (فيكربن) الأنفاس. المهم أنها قررت وخلاص ويجب أن تبدأ فورا التنفيذ لعل وعسى أن تنقذ ما يمكن إنقاذه. لكن الزوج على ما يبدوا أصبح كمريض نوم في مستشفيات وزارة الصحة فأهملته حتى ساءت حالته ليقرر ذويه إثر ذلك نقله و على مسؤوليتهم إلى المستشفيات التجارية فكان وكانوا كالمستجير من الرمضاء بالنار. كانت أول خطوة في خطة الزوجة هي إجراء حوار هادئ وحميمي مع الزوج وذلك لتشبعها بثقافة الرأي والرأي الآخر عبر تجربة كبيرة مع الصديقات في الأعراس والاجتماعات وفواتير الجوال. أعدت لهذا الزوج متكأ وأشعلت الشموع ثم أحضرت العصيرالكرزي في ليلة هادئة كان فيها الزوج المسكين كالأطرش في الزفة, ومع هذا جلس يحتسي العصير ويرقب الشموع في صمت وقلق. وبخفة ودلع وبرشاقة غسل قدر الضغط مدت الزوجة أناملها تداعب شعيرات بقيت في صلعت زوجها وهو مشدوها لما يجري وهائما في دوامة سحيقة. ثم بادرته بهذا السؤال : والآن ياعمري وبعد كل هذه السنين أتعرف مكانتك عندي وعند أطفالي ؟ أجاب الزوج أجل بكل تأكيد . ردت هلا تصفها, بدون أن يفكر الزوج بعواقب ما يقول أجاب بعفوية: أعتقد أنني عندكم أصبحت مثل أي صرافة بنك آلية ( ترفس) إن كان فيها سيولة و(ترفس) إن لم يكن فيها سيولة. هنا غضبت تلك الوديعة وكشرت أنيابها ثم ردت عن سبق إصرار وترصد:ماذا؟ ماذا؟ لا ياعمري بل أنت أكبر فيروس دخل إلى برامجي الراقية ودمرها!!. انتبه الرجل لما قال ثم اعتذر ليعود السكون للجلسة الرومانسية من جديد, وبعد برهة صامته تبادل الاثنان ضحكات النفاق الأسري ثم سأل الزوج زوجته عن دفتر أشعاره وخواطره القديمة ليقرأ بعضا منها , فردت عليه بكل برود لقد أحرقته!!! ولماذا فعلت ذلك ؟ قالت الزوجة :لأنني وجدته في قمة السخافة ولا يليق بك! لكنه قاطعها قائلاً: لقد كنت في ما مضى من زمن في قمة الإعجاب بذلك الدفتر؟لكنها لم تجب وسكتت ليعم الهدوء وترقص أضواء الشموع, بعدها ردت بحزم أحرقته وخلاص!!. فأطلق صاحبنا زفرة أطفئت نصف شموع المكان ثم قال: وأين ألبوم صور رحلاتي وشبابي وذكرياتي هلا أحضرته, شهقت الزوجة قائلة لالالا (بمط الألف واللام) استحي يا رجل لقد أحرقته أيضا فأنا لا أريد أن يراها أبنائي فتكون قدوة سيئة لهم هنا تنهد صاحبنا مرة أخرى ثم أطلق زفرة أطفئت ما بقي من شموع وراح يغط في شخير عميق ليفيق باكرا للدوام !!فهناك حوار مديري أكثر سخونة وديمقراطية من هذا الحوار ؛؛؛ [email protected]