قال لي يا أبي .. سيحتفل غدا اﻷطفال وسيغنون ويرقصون ، يا أبي إني أريد .. واﻷب المحب : قبل أن يكمل الطفل كلامه ، سنذهب معا ما رأيك ؟ يفرح الطفل ويبتهج بكلام أبيه ، ويذهب إلى أقرانه : سأذهب إلى الحفلة ، ثم إنه ببراءته يدعو أصحابه حتى من دون أذن أبيه .. ويقول لهم لنذهب معا ! اﻷب المحب : يعلم بالدعوة فيسعد ﻷن يذهب طفله الوحيد يتيم اﻷم هو وأقرانه إلى تلك الحفلة .. الحفلة بقي عليها أسبوع .. الطفل : يا أبي نروح اليوم ؟ اﻷب بابتسامة : يا حبيبي لسه ما بدأ الحفل ، نروح نتمشى وش رايك .. الأب لا يستغني عن طفله الوحيد ، فهو يبني آمالا أن يسعده ويربيه تربية صالحة .. وأن يكون عونا له في باقي عمره .. يذهب الطفل ﻷقرانه : يقول باقي أسبوع لنكن جاهزين .. الأب : ينطلق لحجز مقعد لذلك الطفل وﻷقرانه الذين دعاهم .. يأتي اﻷب : يا حبيبي هذي تذاكر الحفلة لك وﻷصحابك . يفرح الطفل الصغير ويعانق والده في مشهد تعجز لغة الحب أن تعبر عنه ويقف حائرا على كتفي طفل صغير يضم بها عنق أب حنون .. واﻷب تتساقط دموع فرحه أن يرى طفله المحبوب سعيدا .. كل يوم يأتي الطفل لوالده : بابا متى نروح ، وهو يغني من أغاني فرقة المسرح التي ستأتي الحفلة .. يضحك اﻷب ويضم طفله ويقول له : غدا يا حبيب قلبي .. الطفل يغرق في ضمة أبيه وقبلته الخالدة ويقول خلاص أنا جاهز .. الطفل المحبوب يصاب بنزلة برد .. ويبقى اﻷب ساهرا من مشفى ﻵخر لكي يرى فلذة كبده صحيحا .. غدا موعد الحفلة التي طالما انتظرها ، غدا المسرح الذي دعا إليه أقرانه .. لسان أبيه : يوعك الطفل الصغير وداخلي @ نار تشب ودمعة تتساقط يقول الطبيب : طفلك بخير وأزمته بسيطة لكن يجب التنويم . اﻷب في حيرة وذهول : ماذا أقول ﻷقرانه الذي وعدهم ؟! لا أريد أن أكون كاذبا أمام من أربيه على الصدق .. ويسلم اﻷب اﻷمر لصاحب القدر ، لعل الغد أن يجد فيه مخرجا .. يؤمن بالقدر : ويقول إنه ربي سيهدين .. ينام متكأ على سرير طفله منهكا من يوم غريب مر على غير طبيعته .. يصحو على حركة مفاجئة ، وصوت يقول له : يا بابا متى نروح الحفلة ؟!! ينتبه فجأة يمسك بيدي طفله : اليوم يا أغلى ما عندي .. يخرج الطفل من المشفى نزل من سيارة والده إلى بيوت أقرانه مباشرة ويقول لهم : هيا نروح الحفلة .. يركبون السيارة ... يقولون أجمل اﻷهازيج ... زينو الحرم والحرم لينا .. وبأرض الحرم طفنا وصلينا . يقطعون مسافة طويلة إلى مقر الحفلة ، واﻷطفال لا يزالون يرتلون أهازيج الفرح .. ويصلون .. يعرض الوالد التذاكر ، ليفاجأ بالحارس يقول له المكان ممتلئ! ! الوالد : أنا حاجز تذاكر .. الحارس : لن تدخل لقد امتلأ المسرح .. ويلتفت اﻷب التفاتة العاجز اليائس ليجد طفله على الحائط يريد أن يذهب إلى الداخل ! ويقول ﻷقرانه شوفوا إحنا وصلنا والحين بندخل !! واﻷب : يزداد ذهولا من الموقف .. يعود إلى الحارس : سأدفع لك كل ما عندي بس طفلي وأصحابه يدخلون .. يتصل لعل قرابة تشفع أو كلمة تسمع .. يصيح اﻷب : وين اﻷمانة وين حقنا وش أقول ﻷطفالي .. ويأتي الرد [صمتا!] اﻷب الحنون : انخرط باكيا ويلمح الطفل المشهد وهو على الحائط .. يأتي مسرعا [بابا وش فيك]قالها غصبا عنه ودموعه تجري .. ويبقى ذلك جرحا أليما : إذا قال لك طفلك الصغير : بابا أنت كذبت علي !! إنه لو رسخت بعقله كذبة واحدة لن تنفع أمام طفل آلاف البراهين .. في حين أن الخيانة في مكان ما ، هي التي جعلته كاذبا أمام طفل على الحائط !!