تطلق اليوم جامعة حائل ممثلة في قسم السياحة والآثار برعاية الدكتور أحمد بن محمد السيف مدير الجامعة برنامجا متخصصا وحلقة نقاش ومحاضرات حول التراث العمراني في الدول الإسلامية بالتزامن مع فعاليات المؤتمر الدولي الأول للتراث العمراني في الدول الإسلامية الذي يقام برعاية مباشرة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وبتنظيم من الهيئة العامة للسياحة والآثار. وأوضح الدكتور احمد بن محمد السيف مدير جامعة حائل ل ''الاقتصادية'' أن مشاركة الجامعة في المؤتمر تأتي إنفاذا لتوجيهات القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين وولي العهد والنائب الثاني بضرورة الاهتمام بالتراث العمراني السعودي وقال: ''مشاركة الجامعة تتمثل في حلقة نقاش ومحاضرات عن التراث العمراني في الدول الإسلامية''. وعد أن مشاركة جامعة حائل في المؤتمر تأتي متناغمة مع توجيهات الأمير سعود بن عبد المحسن أمير حائل واهتمام الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار ودعم الدكتور خالد العنقري وزير التعليم العالي بضرورة تفاعل الجامعة مع جميع الأنشطة والفعاليات السياحية التي تقام في المنطقة وتسهم في تحقيق التنمية المستدامة للمجتمع المحلي. وقال ''مشاركة جامعة حائل في فعاليات المؤتمر الدولي الأول للتراث العمراني في الدول الإسلامية في حائل تأتي تفعيلا من الجامعة للشراكة الاستراتيجية مع الهيئة العامة للسياحة والآثار التي وقعت اتفاقيتها الجامعة قبل فترة وجيزة''.وقال الدكتور السيف: ''إن اهتمام القيادة بهذا المؤتمر يتجلى في الاهتمام الخاص بهذا المؤتمر والفعاليات المصاحبة له، حيث إنه يحظى برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وبمساهمة واسعة النطاق من جميع أجهزة الدولة والقطاع الخاص. وشدد على أهمية الفهم العميق للتراث الإسلامي لدوره المهم في صناعة المستقبل وقال أصبح من المهم لنا نحن المسلمين أن نسهم في صنع المستقبل، منطلقين من قاعدة صلبة، أهم عناصرها الفهم العميق لتراثنا الذي يمثل منظومة من القيم النبيلة والتراث المادي وغير المادي؛ الغني، وتأكيد دور البعد الحضاري في تطورنا المستقبلي، وما إحياء مواقع التراث العمراني وجعلها متاحة للمواطن والزائر، وتفعيل دورها في التنمية الاقتصادية، وتمكين المجتمعات المحلية من استثمارها والمحافظة عليها إلا مساهمة مهمة في ذلك'' . وأشار إلى أن المملكة تنظر بشكل خاص إلى تراثنا الوطني على أنه جزء لا يتجزأ من الاستعداد للمستقبل ودافع لحركة التحديث المتسارعة التي تمر بها البلاد، وقال : إن تطوير مواقع هذا التراث وإعادة الحياة لها في أواسط المدن والقرى التراثية وغيرها من المواقع المهمة، هو جزء من تحقيق المعادلة التي طالما التزمت بها قيادة وشعب هذه البلاد منذ تأسيسها على يد الملك الراحل عبد العزيز - طيب الله ثراه - وهي معادلة التحديث والتطوير المستمر مع التمسك بالقيم الإسلامية والتراث العربي الأصيل. فذلك هو مصدر تجدد هذه الدولة وتقدمها المستمر في كل المجالات بعد توفيق الله تعالى، جعلها تحتل مكانة مرموقة بين مصاف الأمم المتقدمة، فهي أمة تسابق الزمن نحو المستقبل وتحافظ على قيمها الغالية وأصالتها في الوقت نفسها. وأوضح الدكتور فهد بن صالح الحواس رئيس قسم السياحة والآثار في جامعة حائل أن التراث العمراني يعد من الآثار الثابتة التي تشكل أحد أهم جوانب التراث الحضاري الذي تعتز به كل أمه، لما يمثله من صورة صادقة وأصيلة عن حضاراتها، كما أنه يعكس قصة تطور الإنسان عبر العصور، ولأهمية التراث العمراني أصبحت المحافظة عليه مطلباً وواجباً وطنياً ولاسيما أنه يمثل ذاكرة الأمة، والمملكة كبقية الأقطار الإسلامية غنية بتراثها المعماري المنتشر على رقعة واسعة من أرضها، ويعكس جوانب حضارية مضيئة من تاريخ بلادنا الحبيبة، ومع مسيرة النماء والعطاء التي شملت جميع جوانب الحياة، جاء الاهتمام بالتراث العمراني من جانب ولاة الأمر بحمايته والمحافظة عليه وتنميته وتفعيله ثقافياً وسياحياً، فقد كانت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عدداً من المؤتمرات والندوات والبرامج التي تركز على الاهتمام بالتراث العمراني بمثابة رؤية ثاقبة تنم عن فهم كبير بأهمية هذا الإرث الحضاري المهم.وأضاف الدكتور الحواس ''بناء على تلك الرؤية، كان لا بد من إقامة المؤتمرات والندوات وورش العمل والبرامج التي تهتم بالتراث العمراني، فكانت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز المؤتمر الدولي للتراث العمراني في الدول الإسلامية، إحدى أهم المناسبات الوطنية التي تهدف إلى التعريف بأهمية التراث العمراني الوطني والإسلامي، فدعا له العلماء والمفكرين والمتخصصين من كل أقطار العالم الإسلامي، كما أن دور الهيئة العامة للسياحة والآثار ممثلة في رئيسها النشط الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز أصبح دوراً رائداً في إقامة وتنظيم مثل تلك المؤتمرات الدولية التي عادة ما يكون مخرجها إيجابياً على المستويين الوطني والدولي، وإدراكا بأهمية التراث العمراني في كل منطقة من مناطق المملكة، وجه الأمير سعود بن عبد المحسن أمير منطقة حائل، بالمشاركة الفاعلة لعدد من الفعاليات المصاحبة لهذا المؤتمر.وأضاف: ''أصبح دور الجامعات مهماً في التعريف بأهمية التراث والمحافظة عليه، فقد كانت المبادرة سريعة من الدكتور أحمد بن محمد السيف مدير جامعة حائل الذي يعشق التراث، بإقامة حلقة نقاش ومحاضرات عامة شارك فيها نخبة من العلماء والمتخصصين والمتخصصات في مجال الآثار والتراث العمراني في رحاب جامعة حائل، ومن المؤكد أن لها الأثر الكبير في تحقيق أهداف المؤتمر. وأشار الدكتور ضيف الله الطلحي أستاذ مساعد في قسم السياحة والآثار، في جامعة حائل، إلى أن المؤتمر الدولي الأول للتراث العمراني في الدول الإسلامية الذي تقيمه الهيئة العامة للسياحة والآثار في الرياض، وبرعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وبمشاركه مكثفة من جميع الدول الإسلامية يكتسب أهمية كبرى لكونه التفاتة في غاية الأهمية إلى هذا التراث العظيم الذي هو ملك للأجيال، ومن الواجب الحفاظ عليه والاهتمام به وإبقاؤه للأجيال القادمة. وأضاف: ''من هنا تأتي أهمية المؤتمر باستعراض مشكلات التراث العمراني والجهود المبذولة لتعزيزه والتجارب الناجحة في المحافظة عليه والاستفادة منه موردا اقتصاديا للمجتمع. ومشاركة هذه النخبة من العلماء سوف تثري بتجربتها الكبيرة أعمال المؤتمر وما يؤمل أن تنتج عنه من توصيات''. وقال: ''يأتي هذه المؤتمر إدراكا من الهيئة العامة للسياحة بأهمية التراث والمحافظة عليه وهذا ليس بمستغرب فرئيس الهيئة الأمير سلطان بن سلمان هو من المحبين للتراث العمراني ومن المبادرين في المحافظة عليه حتى قبل أن يتسلم رئاسة هذا الجهاز، وجهوده معروفة في هذا المجال.كما أن فكرة إقامة فعاليات وندوات مصاحبة للمؤتمر في مختلف مناطق المملكة تتبناها الجامعات السعودية لهي فكرة صائبة وقد بادرت جامعة حائل إلى إقامة ورشة عمل ومحاضرات يشارك فيها نخبة من المختصين من داخل المملكة وخارجها إيمانا من الجامعة وعلى رأسها الدكتور أحمد بن محمد السيف الذي هو في حقيقة الأمر من المحبين للتراث والعارفين بشؤونه. وكل ذلك يأتي ضمن هدف نبيل هو المحافظة على التراث والاستفادة منه موردا ثقافيا وسياحيا واقتصاديا يسهم في خدمة التنمية.