حذرت الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين "نقاء" من عرض مشاهد عن التدخين في البرامج والمسلسلات الرمضانية، مؤكدة أنها سترفع شكاوى للجهات المختصة في كل تجاوز لنظام مكافحة التدخين ولائحته التنفيذية، مشيرة إلى أن عرض هذه المشاهد وخصوصاً خلال رمضان فيه تجاوز لمشاعر الصائمين، خصوصاً أن الكثير من المدخنين يحرصون على الإقلاع خلال هذا الشهر المبارك لأن فترة الصيام تمتد لأكثر من عشر ساعات، فهذا دليل على أن الإنسان يستطيع -بإذن الله- وداع هذه الآفة، وأن يزف لأعضائه وخاصة رئتيه ولأهله خبر توقفه عن التدخين لتزداد الفرحة مع أفراح رمضان، ودعت "نقاء" المدخنين أن يقلعوا فوراً عن التدخين مع دخول هذا الشهر الفضيل ابتغاء مرضاة الله، وحباً لأولادهم وذويهم، وحرصاً على صحتهم. من جهته قال رئيس مجلس إدارة "نقاء" المستشار سليمان بن عبدالرحمن الصبي أن الدخان سبب لفساد صحة الإنسان، وإصابته بالعديد من الأمراض والمضاعفات الصحية، ويحتوي دخان السيجارة الواحدة على 4000 نوع من المواد الكيميائية الضارة. ومن الأهمية بمكان أن يحرص المدخن على التخلص منه، ومن الأزمنة المناسبة لذلك فترة الصيام خلال شهر رمضان المبارك، والذي ينقطع فيه المدخن عن الدخان بسبب الصيام لأكثر من 12 ساعة تقريباً، وهو أمر يعزز بقوة الإقبال على الإقلاع، ودعا الصبي وسائل الإعلام المختلفة على نشر التوعية بمضار التدخين الصحية وتكثيفها خصوصاً في رمضان، محذراً في نفس الوقت من استعراض مشاهد عن التدخين في البرامج والمسلسلات الرمضانية. وأضاف الصبي: تسعى شركات التبغ جاهدة من أجل إغراء المجتمع بمختلف فئاته العمرية بالتدخين، وحتى الأطفال لم يسلموا من دعاياتها الترويجية التي تمارسها تجاههم بشكل غير مباشر، حتى أنها تلبس أحياناً ثوب الناصح فتقوم من باب ذر الرماد على العيون بإعداد برامج للأطفال لحثهم على عدم التدخين وبأسلوب ماكر، وتارة تقوم هذه الشركات بدور الشركات الدعائية من خلال نجوم السينما والرياضة والممثلين الذين يظهرون وهم يتعاطون السجائر بكل جاذبية وإغراء وقد أكدت دراسة أميركية أن انتشار مشاهد التدخين في السينما بلغ 80 % من أفضل الأفلام الأميركية، فأشهر نجوم السينما كانوا يظهرون بالسيجارة في أفلامهم. وأكد الصبي أن نظام مكافحة التدخين حذر تحذيراً شديد اللهجة من الترويج بأي شكل من الأشكال للتبغ بمختلف مكوناته حيث نصت المادة "10" من النظام على منع الإعلان والترويج للتبغ ومشتقاته بأي وسيلة من وسائل الإعلان أو الإعلام السعودية، وحذف مشاهد تعاطي التبغ ومشتقاته من الأفلام والمسلسلات والبرامج والمطبوعات التي تعرض في المملكة، وكل ما يشجع على التدخين. من جهته قال مدير العلاقات العامة لجمعية "نقاء" محمد الغوينم: للأسف الشديد غالبية الناس لا يعرفون عقلية أصحاب شركات التبغ التي تهدف في المقام الأول للانتشار وامتلاك غالبية الأسواق، كما أنها دعائياً تستخدم أساليب مؤثرة وجذابة لإيقاع غير المدخنين في براثن التدخين وخاصة الشباب والمراهقين، فتوهمهم بأن الدخان هو الشيء الوحيد الذي يسرق الإنسان من الملل والضجر ويعيد إليه الهدوء والارتياح النفسي وهذه أكذوبة، لذلك تقوم الجمعية وتحرص على فضح ممارسات شركات التبغ ودعاياتها الترويجية، وذلك خلال الندوات والمحاضرات والدورات والبيانات الإعلامية. ودعا الغوينم الفضائيات إلى تقديم برامج تتواءم مع موسم رمضان، تراعي روحانية الشهر، وحاجة الصائم إلى مادة إعلامية مفيدة، كما دعا المدخنين إلى استغلال هذا الشهر والسعي للتخلص من هذه العادة الضارة، فالصيام يعزز فرص الإقلاع. مبيناً أن عيادات الجمعية تستقبل المدخنين خلال أيام رمضان، والذي يعد فرصة جيدة للإقلاع عن التدخين، مشدداً على جميع المدخنين الحرص على جلسات العلاج والاستفادة من فضيلة وخصوصية شهر رمضان المبارك في الإقلاع عن التدخين، وتنمية الإرادة والرغبة في التخلص من إدمان النيكوتين.