توقع عدد من الإعلاميين والمحللين العرب أن تنجح قمم الرياض الثلاثة، في رسم مرحلة جديدة مبينين أن اختيار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، للسعودية لتكون محطته الأولى لم يأتي من فراغ ولكن لما للسعودية من دور ومكانة في العالم. وأوضح الإعلامي القطري جابر الحرمي، أن الزيارة الخارجية الأولى للرئيس الأميركي ترمب، والتي قرر أن تكون للمملكة تحمل العديد من الرسائل أبرزها العلاقة التاريخية التي تجمع بين المملكة وأميركا، وهي علاقة إستراتيجية منذ عقود، إضافة إلى المكانة الكبيرة التي تتمتع بها المملكة عالمياً، ودورها المحوري في مختلف القضايا إقليميًا وقاريًا ودوليًا، وحضورها الفاعل والإيجابي في المشهد الدولي على مختلف الأصعدة، فهي حليف قوي وصادق أيضًا الموقع الإستراتيجي وثقلها الاقتصادي والتنموي، فرغم كل الظروف الاقتصادية التي يمر بها العالم إلا أن المملكة الأقل تأثرًا، فوضعها الاقتصادي يمثل ثقلاً عالميًا لا يمكن لأي دولة أن تمر دون التوقف عند السعودية، وبالتالي الولاياتالمتحدة الأميركية من صالحها العمل سويًا مع القيادة في الشقيقة السعودية، أن كان ذلك سياسيًا أو اقتصاديًا أو في مواجهة الإرهاب أو ملفات المنطقة الأخرى. وبين أن السعودية هي صانعة القرار العربي والإسلامي عمليًا، ورأينا ذلك عبر قيادتها لمبادرات سواء إنشاء التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، أو قيادتها تحالفًا عربيًا لإعادة الشرعية في اليمن، وغيرها من المبادرات التي تحسب للقيادة في المملكة. وأفاد أن إدارة ترمب تسعى جاهدة لتصحيح الخطأ الذي ارتكبته الإدارة الأميركية السابقة بقيادة أوباما, تجاه ملفات المنطقة، والتي لم تتخذ أي خطوة لردع التمادي الإيراني والتوسع الذي قامت به والعمليات الإرهابية التي قامت بها أو رعتها أو نفذتها الأذرع التابعة لها من ميليشيات وأحزاب في مناطق مختلفة، وتوقع أن تكون زيارة الرئيس ترمب للسعودية وعقد قمة خليجية أميركية مرحلة جديدة تدخلها العلاقات الخليجية الأميركية بمزيد من التعاون في مختلف المجالات، وأن هناك عنصرًا جديدًا سوف يدخل بهذا التعاون بصورة متعاظمة وهو الاستثمار بالسوق الأميركي، بحيث يتم ضخ استثمارات خليجية جديدة في قطاعات متعددة بالسوق الأميركي، مما يعزز التعاون على الصعيد الاقتصادي، وهو أمر بحاجة إليه الرئيس الأميركي ترمب، خاصةً أن أحد برامجه الانتخابية كان عن البطالة وتوفير وظائف، وفي حال أن أقدمت دول الخليج على استثمارات في السوق الأميركي فان مردود ذلك سيكون على الطرفين. وأكد انه آن الأوان أن يتم وضع حد للتوسع الإيراني الفارسي بالمنطقة، وآن الآوان أن يتم وضع حد للتدخلات الإيرانية بشؤون الدول العربية والخليجية اليوم نحن لا نتحدث عن تأثيرات إيرانية، بل نتحدث عن حضور إيراني عسكري في عواصم عربية، نتحدث عن الجيش الإيراني والحرس الثوري والميليشيات المدعومة إيرانيًا تقاتل في سورياوالعراق وتدعم الميليشيات الحوثية الانقلابية في اليمن، وتزرع الخلايا الإرهابية في دول الخليج، وتزعزع الأمن والاستقرار في المياه الإقليمية الدولية، هذه الأعمال مطلوب وضع حد لها، ولجم هذا التوسع الإيراني، وإعادتها إلى جغرافيتها، وبالمناسبة اليوم إيران لا تهدد دول المنطقة فحسب، بل تهدد دول العالم عبر أعمال إرهابية تقوم بها ميليشياتها المدعومة رسميًا منها. في اليمن قام التحالف العربي بقيادة الشقيقة السعودية لإعادة الشرعية ووقف الانقلاب الذي قامت به الميليشيا الحوثية ضد الشرعية اليمنية، ومن يغذي هذه الميليشيات في مواصلة أعمالها الإجرامية هي إيران، وفي سوريا من يقف مع النظام المجرم ويقتل الشعب السوري جنبًا إلى جنب مع النظام هي إيران وروسيا وحزب الله وأكثر من 40 ميليشيا مدعومة من إيران في سوريا، وانحازت السعودية إلى الشعب السوري الذي يُقتل على يد نظامه بصورة لم يشهد التاريخ له مثيلاً، قتلاً ودمارًا، فلم تقبل المملكة هذا الظلم الواقع على الشعب السوري، وانتصرت له ووقفت بجانبه في المحافل الدولية وفي تقديم الدعم لهذا الشعب المظلوم. وأيادي الخير السعودية تجوب العالم أجمع وليس فقط العالم العربي والإسلامي، فالسعودية وقيادتها تنحاز إلى إنسانية الإنسان أينما كان، وبالتالي تجدها تتواجد إلى جنب هذا الإنسان في قارات العالم المختلفة. وأبان أن زيارة الرئيس الأميركي ترمب جددت أن الرياض هي عاصمة القرار العربي والإسلامي، فلأول مرة تحدث قمة تجمع قادة من العالم العربي والإسلامي مع الولاياتالمتحدة الأميركية. هناك ملفات متعددة سوف تناقشها القمم التي سوف تعقد، أبرزها الإرهاب الذي تشكله إيران عبر تدخلاتها في دول الجوار، وحضورها العسكري المباشر أو عبر أذرعها ومحاولاتها لزعزعة الأمن والاستقرار بدول المنطقة والإقليم والعالم، أيضًا هناك تنظيم داعش الإرهابي وما يشكله من خطر وضرورة العمل لاجتثاثه، والملف اليمني سيكون حاضرًا وبقوة في هذه المباحثات وهناك الملف السوري والقتل الهمجي الذي يقوم به النظام السوري وشركاءه، والوضع في العراق وليبيا، أما الملف الفلسطيني فمن المؤكد أنه سيتصدر القضايا التي ستبحثها القمم التي ستشهدها الرياض. من جهته قال المحلل السياسي الكويتي د. فهد الشليمي، أن الرئيس الأمريكي اختار السعودية كأول محطة لزياراته الخارجية، كون السعودية تعتبر من الدول التي تمتلك مقومات القوة للدول الكبيرة وأدوات القوة للدول هي كالتالي: القوة السياسية والدبلوماسية، حيث تتمتع السعودية بالقبول السياسي والدبلوماسي لأغلب دول العالم، فالسياسة السعودية المتوازنة والحكيمة والرزينة جعلها من أعمدة القرار السياسي العالمي والإقليمي، كما أن المشاركات السعودية في المنظمات الدولية والأممية فعال جدًا ومساهماتها السياسية والاقتصادية جعلها مؤثرة في إيجاد الحلول للقضايا السياسية والإنسانية ومرجعاً سياسيًا لكل نزاع وشريك ايجابي في دعم السلام والحوار، فالدور السعودي واضحًا في تنسيق جهود المعارضة السورية وتوحيد خطابها السياسي وهيكلها السياسي وقبل هذا كان للسعودية دورًا إيجابيًا في جمع فصائل الثورة الفلسطينية في مكة ومحاولة توحيد ورتق الشق الفلسطيني، وفي مؤتمر الطائف تم جمع الفرقاء اللبنانيين والتوصل إلى اتفاق لحل الحرب الأهلية اللبنانية، وقد برزت السعودية في معالجة نتائج الربيع العربي المزعوم والذي أدى إلى تدمير وعجز عدة دول عربية، كما ظهر الدور السعودي بارزًا في القدرة على تشكيل التحالفات العالمية والإقليمية والعربية كالتحالف الإسلامي لمكافحة الإرهاب والتحالف العربي لتحرير اليمن. والسعودية شريك استراتيجي للولايات المتحدة منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن سعود يرحمه الله، ولديها قوة التأثير السياسي والتعاون مع دول مجلس الأمن الدولي الكبرى بشكل كبير. وأكد أن السعودية تعتبر القوة الكبرى في إنتاج النفط ومشتقاته وإمداد العالم بالصادرات النفطية، وهي المؤثر في سوق النفط بحكم حصتها النفطية والتي تصل إلى 10 ملابين برميل يوميًا، بالإضافة إلى خطتها الطموحة 2030 في تقديم السعودية كقوة اقتصادية عالمية واعدة متعددة مصادر الدخل متسلحة بالكوادر السعودية المؤهلة لإدارة هذه المصادر. وكذلك القوة الروحانية والدينية، فالسعودية حامية وحارسة الحرمين الشريفين وما تقدمه من تسهيلات ودعم تعجز عنه العديد من الدول الكبرى جعل لها مكانة روحانية مميزة في العالم الإسلامي الذي يحوي 1.5 مليار مسلم. وكذلك القوة العسكرية والأمنية، حيث برزت السعودية خلال العشر سنوات الفائتة كقوة إقليمية كبيرة مؤثرة في المنطقة، فالتمارين العسكرية العالمية والإقليمية واستخدام الدبلوماسية العسكرية، جعل لها تأثيرًا واضحًا في ميزان القوى العسكري العالمي والإقليمي، كما أن وارداتها العسكرية في التسلح وتأمين المنطقة واستيراد السلاح الأمريكي جعلها من أكبر مشترين السلاح من الولاياتالمتحدة، وبرز الدور السعودي الأمني في النجاحات المتلاحقة في ضرب الإرهاب الداخلي والخارجي وتأمين الحماية لملايين الحجيج والمعتمرين. أما بالنسبة للشراكة الإستراتيجية مع الولاياتالمتحدة فهي شريك صادق ومؤثر بما يخدم مصلحة البلدين، وبين أن نتائج الزيارة المتوقعة، سوف يتم الاتفاق على برتوكول مكافحة الإرهاب وزيادة التعاون العسكري والأمني لمكافحته، وزيادة وتفعيل التعاون والشراكة الاقتصادية، والضغط على إيران في تحجيم نفوذها وتدخلاتها في المنطقة العربية، والنظر في حلول مجدية وجادة للنزاع السوري وأثاره على اللاجئين ومصير الأسد ونظامه، وسوف بتم تفعيل حلول فعاله لدعم الدولة الفلسطينية وإيجاد مقترحات صيغة مشتركة وقاعدة للحل بين الفلسطينيين وإسرائيل، وسوف يكون الملف اليمني مطروحًا والتأكيد على تطبيق قرارات الأممالمتحدة الخاصة بهذا الملف ومرجعياته الثلاثة. من جانبه بين الإعلامي المصري صفوت عبدالعظيم وهبة نائب رئيس تحرير الأهرام، أن زيارة الرئيس ترمب للمملكة تأتي باعتبار أن المملكة لها خصوصية موقعها ولما من أهمية كبرى لدى الدول الخليجية بشكل خاص والعربية بشكل عام، فالسعودية مقصد مهم وهناك نقاط التقاء بين المملكة العربية السعودية والولاياتالمتحدة فيما يخص الحرب على الإرهاب والملفات المتعلقة بالمنطقة، خاصة بما يحدث في اليمن والسعودية لها علاقات طيبة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، ولذلك تأتي الزيارة لما للسعودية من أهمية كبرى وتهدف لتعزيز التعاون المشترك بين الدولتين ومناقشة أهم الملفات، وذكر أن الإدارة الأمريكية تدرك تماماً الدور الريادي للسعودية في الحفاظ على استقرار المنطقة، وترمب رفع في حملته الانتخابية شعار الحرب على الإرهاب، والسعودية تقوم بدور كبير في الحرب على الإرهاب، وأبان أن الإدارة الأمريكية السابقة أخطأت في حق المنطقة العربية وأشعلت الحروب والثورات العربية بدعوى تفتيت المفتت، وتقسيم المقسم، وتوقع أن يتم مناقشة الملف الإيراني، وقال: "العلاقات السعودية الإيرانية في توتر مستمر وإيران تحاول أن تفرض هيمنتها وسيطرتها وحالة الزعزعة التي تقوم بها إيران بين الحين والآخر لمحاولة الهيمنة على المنطقة ومحاولتها التدخل في الشأن السعودي، فضلاً عن الدور الذي تحاول أن تقوم بها إيران للهيمنة على مقدرات الأمور داخل مجلس التعاون الخليجي، كما أنه من الممكن مناقشة ما تقوم به إيران من محاولة لزعزعة الحج والأفعال التي تحاول أن تنغص بها في الحج أو تظهر السعودية وكأنها الدولة التي لا تستطيع السيطرة الأمنية، كما ستناقش القمة عدة ملفات منها ما يحدث في اليمن والملف السوري وبين أن القمم الثلاثة التي ستعقد في الرياض بين الرئيس الأمريكي والملك سلمان، وبين ترمب وقادة دول الخليج، وبين ترمب وبعض القادة العرب والمسلمين، تأتي لكون السعودية رمز إسلامي وعربي كبير، وكون السعودية تعقد ثلاثة قمم في وقت واحد يدل على أن المملكة العربية السعودية هي رائدة، وأن حاكمها هو أب وأخ لجميع الأشقاء العرب وجميع الأشقاء المسلمين، ودائماً وأبدأ المملكة العربية السعودية هي رمز الإسلام، وتمنى أن يتم الوصول من خلال هذه القمم إلى نتائج توضح أن الإسلام ينبذ العنف والخروج بروية مشتركة لمحاربة الإرهاب تبين أن من يقوم بسفك الدماء هو عمل آثم رفضه القرآن وأحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام، وتوقع أن تخرج هذه القمم الثلاثة بنتائج للقضاء على الكيانات والتنظيمات الإرهابية التي سفكت الدماء وأباحت المال والعرض والأرض. وقال صفوت، ترمب سيستمع لرؤية الملك سلمان وسيتم مناقشة الملفات المهمة في اليمن والعراقسوريا وهذه الرؤية ستسفر عن وجود رؤية لدى ترمب تجاه بعض الملفات عند لقائه القادة الآخرين. بدوره بين الكاتب الكويتي عبد العزيز التميمي، أن المملكة العربية السعودية تشكل بمفردها كفة ميزان من الناحية الإستراتيجية والعسكرية والاقتصادية والدينية، وأفاد أن الإدارة الأمريكية الجديدة عرفت ذلك بعدما تسلمت مهام مسؤولياتها وباشرت عملها رأت أن خطواتهم ستتعثر إن أرادت التعامل مع دول المنطقة وتصحيح ما أفسدته الإدارة الأمريكية السابقة، بعيدًا عن الدور السعودي. فزيارة الرئيس الأمريكي الحالي سوف تتكلل بالنجاح لإيقاف المد الفارسي الإيراني، وتعديها على الدول العربية والتدخل في شؤونها الداخلية كما حصل في اليمن ولبنان وسوريا، والتعاون مع السعودية هو أسلم قرار اتخذته الإدارة الأمريكية نحو تحجيم الفساد الإيراني في المنطقة. وقال يجب أن لا نتجاهل أو نقلل من دور المملكة الهام والحاسم والضروري في التصدي للإرهاب في كل بقاع الأرض وهزيمتها، وإرساء السلام والعدل في العالم خاصة في اليمن وسوريا, فالسعودية مفصل مهم للعالمين العربي والإسلامي والأمم. جابر الحرمي فهد الشميلي صفوت عبدالعظيم عبدالعزيز التميمي