«نصرك م هو نصرك ولا نصر ماجد .. ولا هو فريق يبرد الكبد يا دبيس». انتهى النص الشعري غير الملتزم بقواعد النحو والصرف، فيما دبيس المنهمك في لعبة ورقة الهند كان على وشك إنهاء الجولة السابعة والأخيرة لمصلحته، لو لم يباغته الخصم ب «أجكري» تمددت اللعبة بموجبه إلى تسع جولات بدلا من سبع. دبيس مشجع نصراوي ولا مآخذ عليه غير أنه سريع الانفعال، وهي الخصلة التي استثمرها الخصم في الجولة الثامنة عندما سدد ضربة أخرى لفريق دبيس الذي أهدر وقته في تجميع اللون مع الجوكر رغبة منه في رد الصاع صاعين. وفي الجولة التاسعة والأخيرة حدث ما لم يكن في حسابات فريق دبيس الذي يضم أيضا زميله حواس، عندما أعلن فريق الخصم المكون من منيف ومطيران القاضية بال «أنكري». وانتهت اللعبة. دبيس صب جام غضبه على الورقة ومزقها، مقسما بأنه لن يلعب الهند مجددا، لتبدأ محاولات التهدئة بالدعوة لنسيان الهند والبلوت، والتحول لمناقشة بيت الشعر الشعبي. وبدا واضحا أن هوى الجميع فتح موضوع أحوال الرياضة المحلية، وتشخيص واقع «العالمي». وفيما كانت عقارب الساعة تشير إلى العاشرة مساء، ساد الهدوء ولم يتمكن أي من الأربعة قياس المسافة بين الثريا في السماء، والثرى في نفود المندسة شمال حائل حيث يوجد دبيس ورفاقه، لكن لحظات الهدوء لم تستمر طويلا بسبب مطيران الذي حرك السكون باستعارة المقولة الشهيرة «اتركوا التعصب وشجعوا الهلال». وهنا فاجأ دبيس الذي أقسم قبل دقائق بأنه لن يلعب الهند إلى الأبد، بإعلان براءته من تشجيع النصر، واعتزامه مقاضاة لاعب دولي سابق ومشجع نصراوي عتيق، بداعي تسببهما في نصراويته، عندما كان طالبا في ابتدائية الآمدي في حي الرابية الذي كان يعرف باسم «حارة اللابدية» شرقي بريدة. يعترف دبيس أنه لم يكن ليشجع النصر لو لم يقع تحت تأثير مشجع نصراوي اسمه قطيم بن براك، قبل أن يستدرك بأن النجم السعودي الأبرز في ثمانينيات القرن الماضي «ماجد عبدالله هو السبب (...) فما كان للعم أبو راضي (يقصد قطيم بن براك) أن يؤثر علي لو لم يكن السهم الملتهب في أوج توهجه». ويقر بأن «الأرقام ترجح كفة الهلال منذ أكثر من 30 عاما .. الزعيم لم يبتعد عن البطولات عامين متتاليين، فهذا الفريق إن لم يتوج محليا، فاز دوليا، ولو تبصرت قليلا لأدركت حقيقة أن الهلال حقق كل البطولات المحلية، الخليجية، والقارية، وسيتمكن يوما من اللعب على كأس العالم». وقبل أن ينتهي الحديث المشحون بذكريات مريرة، التقط حواس أطراف الحديث لتشخيص مشكلة الأصفر البراق بأن «إدارة النصر لم تكن يوما في مستوى إدارة الهلال، منذ تأسيس الفريقين، وحتى هذه اللحظة التي يقود فيها الأميران عبدالرحمن بن مساعد وفيصل بن تركي دفة قيادة الجارين في عريجاء الرياض».