واصل المؤتمر الطبي الثالث لطب الأسنان الذي تستضيفه كلية طب الأسنان بجامعة الملك عبدالعزيز أعمال جلساته العلمية اليوم بحضور 1700 مشارك و27 متحدثاً من مختلف دول العالم وذلك بفندق جدة هيلتون. ورحب عميد كلية طب الأسنان الدكتورعبدالغني ميرا بالمتحدثين في بداية أعمال الجلسات العلمية للمؤتمر مبرزاً أهمية أوراق العمل والبحوث التي ستطرح خلال الجلسة من قبل أطباء ومتخصصين لهم مكانة علمية مرموقة. وقال " إن المناقشات العلمية وطرح البحوث من شأنه أن يسهم في أثراء البحث العلمي والوصول إلى نتائج ايجابية في معالجة الأسنان". بعدها ألقى أستاذ مساعد ورئيس قسم الأنسجة المحيطة بالأسنان المتقدم في جامعة جنوب كاليفورنيا بأمريكا البروفيسور حسام نوزاري محاضرة أعرب فيها عن سعادته بزيارة المملكة العربية السعودية لأول مرة والتقائه بهذه النخبة من الأطباء والطبيبات مبيناً أنه سمع كثيراً عن التطور الذي شهدته المملكة في المجال الطبي وخاصة في مجال طب الأسنان مشيراً إلى أن ما شاهده في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة هو محل مثار إعجابه وتقديره. وتناول في محاضرته الابتسامة اللثوية وأهمية التشخيص الدقيق لها ووضع الخطط العلاجية وكيف يمكن للإنسان أن يحسن الابتسامة من خلال تحسين اللثة مفيداً أن الابتسامة تظل مظهراً مهماً وضرورياً في التعامل مع الناس ومبيناً أن ذلك يحتاج حشوات تقويم الأسنان والجراحات اللثوية المناسبة لكل حالة. وأفاد البروفيسور نوزاري أن مجتمع اليوم يعد المظهر مهم جداً في حين أن الحكم يستند فقط على المظهر وقد يكون سطحياً وليس تعبيراً، لافتاً إلى أنه يتعين على الجميع الذين يرغبون في الحصول على ابتسامة مثالية، الحد من عادات مثل التدخين أو شرب القهوة التي تؤدي حتماً إلى البقع، أو المظهر العام غير المقبول. وقال إنه لم يكن هناك الكثير الذي يمكن القيام به لتحسين مظهر الأسنان بعد تنظيفها لكن مع تطور طب الأسنان أدخلت تحسينات في مواد طب الأسنان وتقنيات تصالحية من الممكن أن تجعل الشخص يقترب من نموذج الأسنان المثالية التي تقاوم تغير اللون وتكاد تكون قوية مثل النسخ الأصلية. وشدد البروفيسور حسام على أن الحفاظ على الأسنان أهم من زراعتها مقابل الحفاظ على السن الطبيعي فمهما حصل من تطور أو تقنية فإن السن الطبيعي له حق البقاء بوصفه الأفضل والأقوى، ناصحاً الأطباء بالعمل على حفاظ السن مهما كان السبب ومحاولة علاجه وترميمه، ومبيناً أن الكثير من الأطباء يلجئون إلى خلع السن لمجرد الشعور بالألم أو إصابته بالتسوس أو تلف جزء منه. ثم قدم الدكتور ادوارد مكلارين من جامعة كاليفورينا بأمريكا محاضرتين الأولى بعنوان "حروب السيراميك" تحدث فيها عن استخدامات الخزف في طب الأسنان والحشوات التجميلية والدور الفعال للخزاف في ظهور تلك الحشوات بالشكل التفصيلي الذي لم تتقنه الأجهزة الحديثة بعد. كما تحدث فيها عن "التقنيات المستخدمة في العيادة والمعمل وعن تقليل الطبقات المستخدمة لعمل القشرة التجميلية للأسنان الأمامية". وقال "إن طب الأسنان التجميلي يكتسب أهمية خاصة في تحسين الشكل واللون للأسنان المصابة، وما لذلك من أثر كبير ينعكس على شخصية الإنسان والتغلب على عقدة الخجل التي قد تسببها الأسنان المكسورة أو المشوهة، فالأسنان الجميلة تعطي للإنسان ابتسامة مشرقة وتمنحه الثقة بنفسه". وأوضح أن إحدى أسرار الابتسامة الناصعة والبراقة التي غالباً ما نلاحظها لدى الكثير من وجوه الممثلين والسينمائيين أو ما تسمى ب"ابتسامة هوليود "، هي القشرة التجميلية السنية وهي عبارة عن طبقة رقيقة جداً مصنوعة من البورسلين الخاص للأسنان أو من حشوة بلون السن وهي الكومبوزايت تلصق بالجزء الأمامي للسن وذلك لتحسين مظهر الأسنان وتسهم في تصحيح لونها، شكلها، حجمها و طولها. وأفاد أن القشرة التجميلية تغطي سطحاً واحداً أو سطحين من السن مختلفة بذلك عن التيجان الخزفية التي تغطي كامل السن فهي بذلك غير صالحة للاستخدام مع الأسنان المتهالكة التي بها كمية كبيرة من التسوس ومن الممكن إستخدامها لتغطية وعلاج سن واحد أو مجموعة من الأسنان العلوية والسفلية ومن الشائع استخدامها مع الأسنان الأمامية. وأكد الدكتور ادوارد مكلارين أن هناك الكثير من الحالات التي تستدعي العلاج بالقشرة التجميلية ومن أهمها حالات تلون الأسنان التي قد تكون بسبب علاج الجذور أو التبقيع الفلوري الناجم عن التعرض لجرعات عالية من مادة الفلوريد في الصغر. وقال " قد يكون اللون أيضاً بسبب استخدام بعض Bنواع المضادات الحيوية (تتراسيكلين) أو نتيجة تناول الأطعمة والمشروبات الملونة والتدخين أو نتيجة لتغير لون حشوة قديمة في السن" لافتاً إلى أن من أبرز التقنات الحديثة هو استخدام الخزف والسرميك في علاج الأسنان لتحضير القشور الخزفية. وأفاد أن هناك نوع جديد من قشرة البورسيلين يسمى لومنيرز أو عدسات الأسنان اللاصقة وهي طبقة رقيقة جداً تبلغ سماكتها 0.2 ملم أي بسماكة عدسات العيون اللاصقة هي عبارة عن طبقة تغطي الأسنان من غير الحاجة لبرد أو تحضير أسطح الأسنان، كما أنها تستخدم في تغطية التيجان والحشوات التي تغير لونها مع مرور الزمن دون الحاجة لإعادتها. واستعرض العديد من الحقائق في استخدام الخزف أو السرميك في علاج الأسنان مفيداً أن التغطية بقشرة البورسيلين لا تمنع التسوس الناتج عن الإهمال في تنظيف الأسنان، حيث أنها تغطي السن بشكل جزئي وبذلك تكون الفرصة للتسوس في الأجزاء التي لاتشملها التغطية. وأكد أنه يجب أن يؤخذ في عين الاعتبار أن القشور الخزفية أضعف من تركيبة السن الطبيعي لذلك يجب أخذ الحيطة بعدم العض على الأشياء الصلبة أو استخدام الأسنان في فتح العلب مشدداً على أهمية أن تعامل الأسنان المغطاة بقشرة البورسلين مثل الأسنان الطبيعية، حيث يجب استخدام الفرشاة والمعجون والخيط السني. بعد ذلك عرض البروفيسور كريستر دالين أستاذ قسم المواد الحيوية بجامعة جوتنبرغ بالسويد محاضرة بعنوان "التوجهات الحالية في عملية إعادة بناء العظام الموجه" التي ركز فيها على أحدث النتائج المتعلقة بالآلية البيولوجية في تجديد العظم الموجه والتطبيق السريري لها. مما يذكر أن المؤتمر سيواصل أعمال جلساته اليوم لبحث عدد من الموضوعات.