شارك أكثر من 210 طبيب وأخصائي من الجنسين بمكة المكرمةوجدة في الحلقتان العلميتان اللتان نظمتها الجمعية الخيرية لرعاية المصابين بالأمراض المزمنة بالعاصمة المقدسة "شفاء" تحت عنوان "نحو صيام آمن لمرضى السكري" في كلٌ من مسرح مستشفى النور التخصصي بمكة المكرمة ومسرح مستشفى الملك فهد بجدة. وشارك في الحلقتان العلميتان كلٌ من.. الدكتور خالد عبدالله طيب مدير مركز السكري بمستشفى النور التخصصي بمكة المكرمة ورئيس مجلس إدارة جمعية شفاء، والأستاذ الدكتور محمد حسنين استشاري أمراض الباطنة والسكري بجامعة كارديف ببريطانيا حيث استعرضت الحلق الدراسات والأبحاث المتوفرة في هذا المجال. وأنتقد المحاضران قلة الدراسات العلمية التي تناقش الصيام ومرضى السكري، مشيران إلى أهمية الاهتمام بهذه الدراسات كون الإحصائيات العلمية تشير إلى ارتفاع نسبة المصابين بمرض السكري في الدول الإسلامية خاصة بين البالغين حيث تصل نسبة الإصابة في بعضها إلى حوالي 22% من السكان الأمر الذي يستجوب على أهل العلم والفقهاء والأطباء والمختصين الاهتمام بهذا النوع من الدراسات. وتطرق الباحثان إلى أهمية مراعاة العديد من الجوانب في صيام مصابي السكري منها عدم إغفال الشعور الديني والحالة النفسية للمصابين بالسكري حيث أن معظمهم يجد راحة نفسية وبدنية في الصيام ويصر على أداء هذه الفريضة بالرغم من نصحهم من الطبيب المختص بعدم الصيام تقديراً لحالتهم الصحية، مؤكدين أنه في مثل هذه الحالات يتعين اعتماد تحليل سكر الدم باستمرار لوضع حلول عملية لمثل هؤلاء المرضى لمساعدتهم على أداء الفريضة وتجنيبهم حدوث المضاعفات الحادة المحتملة. واستعرض المحاضران أهمية مراعاة مدة الصيام والتي قد تصل إلى أكثر من 18 ساعة في بعض البلاد مثل الدول الاسكندنافية والأوروبية الأمر الذي يزيد من صعوبة الصيام لكافة مرضى السكري، كما نبه الباحثان إلى أهمية الأخذ في الاعتبار مدة الإصابة بالسكري ومقارنة ذلك بمضاعفات السكري المزمنة لدى المصابين منذ نحو 5 أو 10 سنوات فأكثر. وأكد المحاضران على الحاجة لإجراء العديد من البحوث الطبية للوصول إلى نتائج أكثر دقة وبشكل خاص أبحاث للمقارنة بين الصائمين وغير الصائمين من جميع فئات المصابين بالسكري لرصد الآثار الإيجابية والسلبية للصيام. واستعرض الباحثان الدراسات الحديثة التي قاما بها ونشرت في المجلات الطبية المعتمدة والتي أثبتت وجود تفاوت كبير في نسبة حدوث انخفاض نسبة السكر بين المصابين بالسكري أثناء ساعات الصيام بحسب نوع الدواء المستخدم وأن بعض الأنواع الحديثة من الأقراص والأنسولين المستخدمة في علاج مرضى السكري تعتبر أكثر آمناً للمرضى أثناء شهر رمضان لان نسبة انخفاضا لسكر بين مستخدمي تلك الأنواع من العلاج أقل بنسبة كبيرة عن غيرها من الأنواع الأخرى. وأشار الدكتور خالد طيب بأن هناك أكثر من 40 إلى 50 مليون مسلم من المصابين بالسكري في العالم وحوالي 2.5 مليون مريض بالمملكة يقومون بصيام شهر رمضان. يُشار إلى أن الجمعية الخيرية لرعاية المصابين بالأمراض المزمنة بالعاصمة المقدسة "شفاء" تطمح لأن تكون نموذجاً رائداً للرعاية الطبية والاجتماعية للمصابين بالأمراض المزمنة بالعاصمة المقدسة فضلاً عن تحقيق الريادة في التدريب والتثقيف الصحي والبحث العلمي، وتهدف الجمعية لتقديم الرعاية للمصابين بالأمراض المزمنة ومن يحتاجها وتوعيتهم بجودة عالية واستخدام أمثل للموارد.