منذ أواخر شهر يوليو لعام 1999م، بدأ العمل بمؤشر نوعية الهواء والذي يرمز له (AQI) وذلك بغرض رصد وحساب معدلات المواد الملوثة للهواء في المدن من قِبل وكالة حماية البيئة بالولايات المتحدةالأمريكية (EPA) و سبقهم في ذلك منظمة الصحة العالمية منذ العام 1987م. أما في العام 2005م أصدرت المنظمة ملخص علمي لنتائج تقييم عوامل الخطورة وفق أحدث المعلومات العالمية تحت عنوان " دلائل منظمة الصحة العالمية لنوعية الهواء فيما يخص المواد الجسيمية والأوزون وثاني أكسيد النيتروجين وثاني أكسيد الكبريت" حيث تم من خلال هذا الدليل تحديد أهداف لقيم مؤشرات المواد الملوثة للهواء بالمدن وكذلك تحديد معايير مقبولة لسلامة التعرض للملوثات على المدى القصير و المدى البعيد والتي يتم حسابها بناءً على متوسط القراءات السنوية للمؤشر. (معذرة على الإطالة، ولكن وجدت أنه لابد من هذه المقدمة كي أكمل الحديث في هذا الموضوع...!!). لقد جرت العادة على قياس مؤشرات نوعية الهواء من قبل هيئات الرصد الجوي وحماية البيئة في غالبية مدن العالم. حيث يتم نشر نتائج تلك المؤشرات بدقة على مواقع الهيئات الالكترونية، مع مراعاة سهولة فهمها من قبل العامة بغرض تعريفهم بمدى الأخطار الصحية المتعلقة بالتعرض لتلوث الهواء بالمدن. وعلى الرغم مما يقوم به مشكوراً "المرصد الحضري لأمانة مدينة جدة" من رصد للمواد التي تشكل مصدرًا لتلوث الهواء، بحيث يتم تحديث ما تم رصده بشكل منتظم عند كل 30 دقيقة. إلا أنه لا يوجد هناك وعي كافي عن كيفية الاستفادة من نتائج ذلك الرصد لدى شريحة كبيرة في مجتمعاتنا بما في ذلك العاملين في القطاعات الصحية. ومن هنا فإنني أُوجه عدة دعوات؛ الدعوة الأولى: لزملائي الأطباء والعاملين بالقطاع الصحي لكي يستفيدوا من قراءات المرصد اليومية وكذلك قراءات المتوسط السنوي ، في تثقيف مرضاهم من مرضى الربو والأمراض الصدرية على وجه الخصوص وتوعية بعض الفئات الأكثر عرضة كالأطفال لمتابعة ما يرد فيه من تصنيف لدرجة التلوث والتي تتراوح ما بين (الصفر) وحتى ال(50) وهذا يدل على سلامة الهواء. أما عندما يشير إلى ما بين (51) وحتى (100) فإنه يدل على وجود تلوث من الدرجة المتوسطة. وتبدأ التحذيرات من الأضرار الصحية بالارتفاع المتدرج عندما تتراوح القراءات ما بين ( 101 ) إلى أن تصل إلى (500) فعندها يدل ذلك على ارتفاع حدة خطورة التلوث على صحة الإنسان. الدعوة الثانية: للمسؤولين عن مكافحة تلوث الهواء وسلامته من هيئة الأرصاد وحماية البيئة و الأمانات والأكاديميون والسلطات الصحية بالعمل بشكل متكامل في سن القوانين المتعلقة في هذا الشأن ومتابعة تطبيقها بشكل جدي. الدعوة الثالثة: لمسئوولي التعليم والإعلام بالعمل على نشر تلك الثقافة وذلك في سبيل خلق مجتمع يعلم بأهمية رصد معدلات التلوث ويعمل على التحكم فيها، وبالتالي سنستطيع أن نخفض نسب الأمراض الحادة والمزمنة والوفيات التي قد تنجم عن ملوثات الهواء. وقانا الله وإياكم شرالملوثات. ومتعنا وإياكم بهواء نقي.