يصادف الثلاثاء 4 مايو (ايار) 2010، اليوم العالمي للتوعية بمرض الربو (Bronchial Asthma) والذي احتفل به العالم لأول مرة في عام 1998... وكان لمبادرة المنظمة العالمية للتوعية بمرض الربو (GINA) الأثر الأكبر في نشر المعرفة والثقافة الصحية المتعلقة بهذا المرض الشائع، وإرشاد العاملين في المجال الصحي إلى أفضل وأحدث وسائل علاجه تأسيساً على التجارب والبراهين العلمية. وقد دعت (GINA) إلى تبني شعار "يمكنكم التحكم في الربو" للتأكيد على ضرورة التشخيص السليم، واستخدام الأدوية المناسبة للتحكم بالربو الذي يصيب قريباً من 5% من الأفراد في المجتمع الأمريكي، ونسبة تصل إلى 15% من الأفراد في عدد من مناطق المملكة العربية السعودية. وتنتهز منظمة (GINA) مناسبة هذه السنة لإطلاق مبادرة عالمية جديدة، تهدف إلى خفض نسبة تنويم مرضى الربو إلى 50% مما هي عليه الآن خلال الخمس سنوات القادمة، عن طريق تعليم سبل الوقاية والعلاج المبكر من النوبات الحادة، وتلافي المضاعفات، ومتابعة استجابة المرضى وتطويع العلاجات الحديثة لتناسب حالاتهم. وبهذه المناسبة السنوية، ينضم عدد من القطاعات الصحية في مختلف دول العالم تجمعات علمية، تتضمن محاضرات وورش عمل بطريقة تفاعلية بين المشاركين، تهدف لزيادة الوعي لدى أفراد المجتمع والممارسين الصحيين بأهم العوامل المساعدة على تدهور التحكم بالمرض، وسبل الوقاية وإرشادات العلاج، خاصة تلك التي دعت إلى تطبيقها المنظمة العالمية للربو. وخلافاً لما يظنه بعض الناس، فإن الربو الشُّعبي من الأمراض المزمنة التي يمكن التحكم بها، كما يستطيع المصابون به ممارسة حياتهم العملية والاجتماعية بشكل طبيعي، والنوم بصورة جيدة أثناء الليل. ويعاني المصابون من هذا المرض من حساسية مفرطة والتهابات مزمنة تصيب الشعب الهوائية، تسبب صعوبة انسياب الهواء من خلالها، وبالتالي أعراض ضيق التنفس والسعال وصفير الصدر. وتسبب بعض العوامل المهيجة في نوبات الربو الحادة ومن ضمنها: التعرض للأتربة ودخان السجائر والبخور والعطور القوية، وغبار الطلع، إضافة إلى الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي الفيروسية والبكتيرية. ومن مضاعفات الربو: تفاقم تكاليف العلاج الطبي، وتعسر التحصيل الدراسي وزيادة نسبة التغيب عن العمل، فضلاً عن رداءة النوم والأرق المزمن، نتيجة نوبات السعال وضيق التنفس الليلية. وتشير بعض الدراسات الطبية إلى زيادة نسبة الوفيات ضمن الأفراد المصابين بمرض الربو إلى 29% مقارنة ب 5% من غيرهم من الأفراد في المجتمع. وتتوافر حالياً علاجات فعالة طويلة المدى تتحكم في الأعراض بشكل سريع وعلى مدى 24 ساعة كمستنشقات الكورتيزول وموسعات الشعب الهوائية. ومن الضروي أن يهتم مريض الربو بوسائل الوقاية وأخذ العلاجات المناسبة لدرجة المرض، ويحرص على زيارة الطبيب المختص بصورة دورية، حتى يمكن تحقيق شعار هذا اليوم العالمي "يمكنكم السيطرة على الربو"