أكد استشاري طب وجراحة العيون الدكتور عصام بن مهدي الحارثي ضرورة الفحص المبكر لمرضى السكري لاكتشاف حالات اعتلال الشبكية السكري ، مبيناً أن كشفه مبكرا يعنى إعطاء العلاج السليم الذي يجعل حالات كثيرة تحتفظ بمستوى النظر 6/6 وعدم تأثر النظر ، بينما يكون عمل الطبيب بعد كشفه متأخرا هو المحافظة على ما يتبقى من النظر. جاء ذلك خلال محاضرته التي قدمها في احتفال اللجنة الوطنية لمكافحة العمى والجمعية السعودية لطب العيون بمشاركة جمعية السكري السعودية الخيرية ، أمس ، بمناسبة اليوم العالمي للبصر في مركز الأمير سلمان الاجتماعي. وقال :" إنه ينبغي فورا مراجعة طبيب العيون في حالات ثلاثة طارئة هي: عند رؤية خيوط مستقيمة أو غشاوة على النظر، أو فقد كلي أو جزئي للنظر، مؤكداً حاجة مرضى السكري إلى ثلاثة أشياء هامة هي علاج السكري لدى طبيب متخصص ، وممارسة الرياضة ، والحمية ، مضيفا إليها أهمية معالجة (مرض ارتفاع ضغط الدم) لشدة ارتباطه بالإصابة بالسكري وبالتالي متاعب الشبكية . وعن نسب الإصابة بالسكري أبان الدكتور الحارثي أن النسبة الشائعة بالمنطقة هي 30% من السكان، وفي المملكة هناك دراسة أشارت إلى أن نسبة الإصابة بالسكري تتراوح بين 18 - 28 % من السكان ، مشيراً إلى أن أعلى المناطق بالمملكة إصابة بالسكري هي المنطقة الشمالية (28%)، بينما تأتي المنطقة الجنوبية في أقل نسب الإصابة بالسكري (18%) ، ولا تختلف نسب الإصابة بين الرجال أو النساء. وحذر من تأثير إصابة عيون الأطفال بالألعاب النارية التي كثيرا ما تسبب العمى، منوهاً بما تقوم به الجهات المختصة من سحب تلك الألعاب النارية من الأسواق ، وهو أفضل ما يقدم لوقاية عيون الأطفال من العمى بسبب تلك الألعاب. وناشد الدكتور الحارثي كل أم مراقبة عيون أطفالهن من حيث الشكل ونمو العين أو تغير لونها أو حجمها أو وجود حول أو غير ذلك مما قد يحمل مدلولات خطيرة بالعين ، مفيداً أن من أمراض عيون الأطفال حالات سرطان أو ورم بشبكية العين، التي تبدو بلون أبيض يظن معه أهل الطفل أنه ماء أبيض بينما قد يتطور المرض بشكل خطير لو أهمل فيضطر معه الطبيب لاستئصال العين بالكامل. من جهتها شددت استشارية طب وجراحة العيون والجلوكوما بمستشفى الملك خالد التخصصي للعيون الدكتورة عهود بنت عبد العزيز عويضة ، على مخاطر سوء استخدام مساحيق تجميل العين بالنسبة للسيدات، وأهمية التأكد من أنها من مصدر مضمون ، وعدم مشاركة الكحل مع شخص آخر وبخاصة في صالونات التجميل، والحرص على إبقاء قلم الكحل مغلقا بغطاء حتى لا يكون عرضة للتلوث. كما تناولت الدكتورة عهود في حديثها بالقسم النسائي بمركز الأمير سلمان الاجتماعي بإسهاب عن داء السكري، مبينةً تأثيراته على أجزاء العين بشكل عام وعلى الشبكية بشكل خاص ، بالإضافة إلى كل من مرض الماء الأزرق و المياه البيضاء ،ناصحةً الجميع بفحص العيون مبكرا ، وبخاصة لمن هم فوق سن الأربعين. وأوضحت أن الفحص المبكر فيه اكتشاف لأي مشكلة بصرية قد تكون موجودة ولا يشعر بها المريض، كمرض المياه الزرقاء (الجلوكوما) وعند اكتشافه يكون قد سرق جزءا من البصر ويكون العلاج مركزا على المحافظة على البصر المتبقي، عادةً مرض (الجلوكوما)، الذي يسمى سارق البصر أو السويرق، ثاني أسباب الإصابة بالعمى في العالم. وذكرت شروط استخدام العدسات اللاصقة بشكل سليم وأهمها العناية بالنظافة اليومية، وحفظ العدسات في المحلول وبشكل سليم. وأجاب استشاريو العيون عن تساؤلات الحضور، بينما شارك فريق من جمعية السكري السعودية الخيرية بتقديم فحص للسكري للحضور بالقسمين الرجالي والنسائي، ووزعت مطبوعات وأجهزة فحص السكري على الحضور. وتم تقديم درع تذكاري إلى مركز الأمير سلمان الاجتماعي تسلمه أحمد الشهري، كما قدم درع لجمعية السكري الخيرية تقديراً لمشاركتهم الفعالة بإشراف رئيس جمعية السكري السعودية الخيرية عبد العزيز الحميدي ، تسلمه مشعل الدليلان . واشتمل الاحتفال على معرض ملصقات ولوحات ووزعت مطبوعات ومطويات موضحة لكل من أمراض العين ومضاعفات مرض السكري وتأثيره على النظر والشبكية.