رؤية لتعميق الشراكة بين الدفاع المدني والجهات الطبية نجد أنه كلما تطورت الحياة المدنية كلما ازدادت تعقيدات الحياة وأزدادت التحديات أمام الجهات الخدمية داخل الوطن وأحد وأبرز هذه الجهات الخدمية هي المديرية العامة للدفاع المدني التي دائما ماتسعى الدولة لتطويرها ورفع مستواها وبالفعل فقد نجحت الدولة للوصول بالدفاع المدني لمستوى ينافس عدد كبير من الدول لكن طموحنا لم يقف عند هذا الحد بل دائما نطمح لزيادة وتحسين أداء هذه الجهة أكثر واكثر ولعلي أتناول أحد المقترحات التي قد تزيد من جودة خدمات الدفاع المدني. ماشدني مؤخرا هو إختيار الدفاع المدني لموضوع الدفاع المدني وطب الكوارث كعنوان لليوم العالمي للدفاع المدني وكأنهم يطالبون بشراكة مع الجهات التي تقدم خدمات طبية لينتج عن هذه الشراكة تحسين الخدمة المقدمة للمدنيين ومن قناعاتي أنه كلما ازدادت الشراكة بين الجهات الوطنية كلما تحسن الأداء فالتعاون في أي عمل دائما مايكون مثمر. دائما وأبدا يحاول جهاز الدفاع المدني بتطوير خدماته من إطفاء، وإنقاذ، وحماية، ووقاية لكني اتسائل هل يحاول الدفاع المدني من تطوير طواقمه في المجال الطبي ؟ الإجابة هي نعم ،في حقيقة الأمر لم يجهل الدفاع المدني نقطة تدريب أفراده على أساسيات الإسعافات الأولية لكن الحاجة الأن اصبحت ملحة إلى رفع مستوى التدريب للوصول لحد احترافي في تقديم خدمات الاسعافات الأولية للمصابين وأن لايقتصر التدريب فقط على الإلمام بالأمور الأساسية دون التعمق أكثر وأكثر في الأمور الدقيقة لأنه وبكل بساطة في حالة حدوث كارثة أو مكروه نجد أن الدفاع المدني هو أول من يباشر هذا الحادث وبالتالي هوأول من يواجه المصاب فهذا يوضح مدى الحاجة إلى تطوير الخلفية الطبية والمهارات لدى رجال الدفاع المدني في التعامل مع الإصابات. أذكر موقف من المواقف التي مررت أنا شخصيا بها عندما دخلت لأحد المخابز داخل المدنية كانت مدة بقائي لاتزيد عن العشر دقائق لأتفاجأ بعد خروجي بوقوع حادث مروري عنيف لكن ماأعجبني وأدهشني أن المدة البسيطة التي بقيتها داخل المخبز وهي تعتبر فترة قياسية كانت كافية لوصول فرق الدفاع المدني لمباشرة الحادث وتخليص السيارة من الجسر التي اصطدمت به بل أن الدفاع المدني أكمل المهمة وصولا إلى إسعاف المصابين بسيارة اسعاف الدفاع المدني التي كم اتمنى أن تقارب تجهيزاتها تجهيزات سيارات اسعاف الهلال الأحمر كل هذا يحدث في غياب فرق إسعاف الهلال الأحمر ليبقى دور البطولة بالكامل لرجال الدفاع المدني.. في نظري هذا الموقف كان كاف لترسيخ مبدأ الحاجة لشراكة قوية بين الجهات الطبية والدفاع المدني لتحسين أداء رجال الدفاع المدني في الجانب الموازي لعملهم الأصلي وهو المهارات الطبية في مواجهة الكوارث والحوادث. ولعلي أتفائل في تحقيق ما أتمناها وذلك بالإعلان عن دراسة لإنشاء هيئة مستقلة تعنى بطب الكوارث تشترك فيها عدة جهات حكومية أتوقع أن أبرز هذه الجهات هي المديرية العامة للدفاع المدني التي قد تكون صاحبة الدور الأهم كونها أول من يواجه الكوارث في الميدان . كم اتمنى أن تنتهي الدراسة بإقرار هذه الهيئة لأن الحاجة لهذه الهيئة أصبحت ضرورة ملحة تأكدت بمرور المملكة في هذا العام بعدة كوارث أبرزها زلال العيص وكارثة جدة التي كانت إبداعات رجال الدفاع المدني واضحة جلية فيها رغم كثرة اللوم الذي وجه على رجال الدفاع المدني لكن الذي ينظر بنظرة ثاقبة يجد أن رجال الدفاع المدني دائما مايتحملون أخطاء غيرهم وكعادتهم فهم يستقبلون الإساءة بكل حلم ويعملون بإخلاص وتفاني لخدمة الوطن. هنيئا لرجال الدفاع المدني بيومهم العالمي وهنيئا لنا بوجودهم بيننا وحرصهم على أرواحنا وسلامة ممتلكاتنا. * بكالريوس طب وجراحة جامعة القاهرة