رعى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة اليوم حفل تخريج الدفعة 61 من طلاب جامعة أم القرى بمكةالمكرمة ومحافظات الجموم والليث والقنفذة للعام الدراسي الجامعي 1432 / 1433 ه ، والفصل الدراسي الأول والمتوقع تخرجهم في الفصل الدراسي الثاني من العام الدراسي الجامعي الحالي 1433 / 1434ه البالغ عددهم 5096 طالباً، بحضور عدد من مسؤولي المنطقة، وأولياء أمور الخريجين، وذلك بقاعة الملك سعود التاريخية في المدينة الجامعية بالعابدية بمكةالمكرمة. وكان في استقبال سموه لدى وصوله مقر الحفل معالي مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس، ووكلاء الجامعة، وعميد القبول والتسجيل الدكتور محمد بن واصل الحازمي . وفور وصول سمو أمير منطقة مكةالمكرمة عزف السلام الملكي . وبعد أن أخذ سموه مكانه في المنصة الرئيسة للحفل بدأت مسيرة الخريجين من حملة الدكتوراه والماجستير والدبلوم والبكالوريوس من كليات الجامعة العلمية والنظرية والطبية مصحوبة بنشيد الجامعة . ثم بدئ الحفل الخطابي المعد بالمناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم . عقب ذلك ألقى معالي مدير جامعة أم القرى كلمة أبان خلالها أن الآية الكريمة (اقرأ باسم ربك الذي خلق، خلقَ الإنسانَ من علق) حملتْ منذُ مطلعِ الإسلامِ رسالةَ المعرفةِ الشرعيّةِ المضمَّنةِ في قولِهِ تعالى: (باسمِ ربّك)، والمعرفةِ الُّدنيويةِ التي يُوحي بها قولُ الخالقِ العليمِ: (خَلَقَ الإنسانَ من علقٍ)، في إشارةٍ خفيةٍ للعنايةِ بدقائقِ الخلقِ، وعجائبِ الصَنْعةِ الإلهية فيه مبينا أنه ما بين علمِي الدين والدنيا نبتتْ حضارةُ هذا الدينِ العظيمِ وكانتْ مكةُ بكعبتِها ومسجدِها وحِرائِها مثابةً لها وأمناً فحراءُ المنطلقُ والكعبةُ الوِجهةُ والمسجدُ فضاءُ العلمِ الفسيح ومن ثمَّ كانَ هذا المثلثُ المكيُّ رمزَ العلمِ والمعرفةِ وعنوانَ الوَهَجِ الحضاريِّ الإسلاميّ. وقال معاليه : ليس غريباً بعدَ هذا كُلِّه أن ننظرَ إلى شعارِ جامعةِ أمِّ القرى فنراهُ مؤلفاً من هذه الأركانِ الثلاثة : الكعبةِ والمسجدِ الحرامِ وحراء، إنَّ هذه المدلولاتِ العميقةَ التي يتضمُّنُها شعارُ الجامعةِ قد انعكسَ عليها أداءً وبناءً ووسَمَها بِمِيْسَمٍ فريدٌ لا يشاركُها فيه غيرُها ولا ينازعُها فيه سواها وهذا هو ما أتمنّى أن يدركَهُ أبنائي الخريجونَ اليوم لأنَّ تخرُّجاً من جامعةِ أمِّ القرى ليس كتخرُّجٍ من غيرها فخرِّيجُ هذه الجامعةِ يحملُ في قلبِهِ أقباساً من أصداءِ حراء وأنفاساً من عَبَقِ المسجدِ الحرامِ وأطياباً من نفحاتِ الكعبةِ المشرَّفةِ . وأضاف قائلا : يكفيكَ يا خرِّيجَ أمِّ القرى المكيَّ أنَّك تخرجتَ من الأرضِ المباركةِ التي تخرَّجَ منها وفيها أبو بكر الصديق وعمرُ بنُ الخطابِ وحمزةُ بنْ عبدالمطلب وعبدالرحمن بنُ عوف وطلحةُ بنُ عبيدِ الله وبلالُ بن رباح والأرقمُ بنُ أبي الأرقمِ وأسامةُ بنُ زيد والزبيرُ بنُ العوام وغيرُهُم من جِلَّةِ الصحابةِ وكُبرائِهم فأيُّ شرفٍ أعلى وأسنى وأسمى من أن تنتظمَ في سلكٍ واحدٍ مع هؤلاءِ العظماءِ. وأفاد معاليه أن هذه البلاد المباركة تستلمُ اليومَ ريادةَ العالمِ الإسلاميّ وتقودُ عبر جامِعاتِها كُلِّها مسيرةَ المعرفةِ الشرعيةِ المعاصرة وتُسهم بجدٍ في سائرِ المعارفِ والعلوم لافتا النظر إلى أن الجامعة وهي تحتفلُ بتخريجِ الّدفعةِ الحاديةِ والستين نمرُّ بالذاكرة على ستينَ عاماً مضتْ خرّجتْ ستين كوكبةً من رجالاتِ العلمِ والعملِ ونتاجها أُمراءَ ووزراءَ وعلماءَ وباحثين ومسؤولين ورجالَ أعمالٍ ومخترعين ومبدعين كما أنها ستونَ عاماً كانتْ بمثابةِ ستين شاهداً على حُسْنِ بصيرةِ موحِّدِ هذه البلادِ الملكِ عبدِالعزيز - رحمه الله - حين اختارَ في سنةِ ألفٍ وثلاثِمئةٍ وتسعةٍ وستين من الهجرة النبوية أن يَغرِسَ أولَ بِذرةٍ للتعليمِ العالي في مكةَالمكرمةِ فأنشأ كليةَ الشريعةِ في هذه الأرضِ المباركةِ. وأوضح معالي مدير الجامعة أنه مع هذه الدفعةِ الكريمةِ تُسجِّلُ جامعةُ أم القرى عدةَ أولياتٍ منها تخريجُ أولِ دفعةٍ من كليةِ العلوم الاقتصاديةِ والماليةِ الإسلاميةِ وتخريجُ أولِ دفعةٍ من كليةِ إدارة الأعمالِ وكذلك تخريجُ أولِ دفعةٍ من طلابِ الانتساب في مختلف التخصصاتِ الشرعيةِ واللغويةِ مشيدا في ذات الوقت بالوقوف الدائم والمستمر من سمو أمير منطقة مكةالمكرمة للجامعة ودعمها المتواصل لها لتكونَ هيَ ومكةُالمكرمة كلُّها إنساناً ومكاناً في صدارةِ العالمِ الأولِ. وأعرب معاليه عن شكره وامتنانه لخادمِ الحرمين الشريفينِ الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - رعاه الله - رُبّانِ المسيرةِ الحفيِّ بالتعليم العالي وصاحبِ الرياداتِ فيه كما أجزل شكره وتقديره لسمو وليِّ عهدِهِ الأمينِ صاحبِ السموِّ الملكيّ الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود والنائبِ الثاني صاحبِ السموّ الملكيّ الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود على دعمهم الكامل للمسيرة التعليمية في هذه الأرض الطاهرة مثمنا جهود وإخلاص القائمين على عمادةِ القبول والتسجيلِ وجميع َمْن عاونهم في إنجاحِ حفل التخرج . إثر ذلك شاهد سموه والحضور عرضًا مرئيًا يحمل مشاعر الخريجين تجاه الوطن وراعي الحفل والجامعة وأولياء أمورهم . بعد ذلك استمع سمو أمير منطقة مكةالمكرمة إلى كلمة الخريجين التي صيغت في أبيات شعرية وأديت من قبل مجموعة من الخريجين في أوبريت إنشادي نال استحسان الجميع . ثم ألقى عميد القبول والتسجيل الدكتور محمد بن واصل الحازمي كلمة رحب فيها بسمو أمير منطقة مكةالمكرمة وشكره على رعايته للحفل الذي تحتفي فيه الجامعة بتخريج كوكبة جديدة من أبناء الوطن المتسلحين بالعلم النافع من جميع التخصصات العلمية والنظرية معلنا النتيجةِ العامةِ للخريجين والمتوقع تخرجِهم للعام الدراسيِ 1433/1434ه والمتمثلة في تخريج 50 طالبا من حملة الدكتوراه و182 طالبا من حملة الماجستير و521 طالبا من حملة الدبلوم العالي و3 آلاف و708 طلاب من حملة البكالوريوس و542 طالبا من حملة الدبلوم و93 طالبا من برنامج الانتساب سائلا الله العلي القدير أن يوفق الخريجين في حياتهم المستقبلية وأن يسدد على درب الخير خطاهم لخدمة الدين ثم المليك والوطن . بعد ذلك أدى طلاب الكليات الطبية قسم التخرج . إثر ذلك تفضل صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة بتكريم الطلاب المتفوقين من جميع التخصصات والدرجات العلمية، كما كرم سموه الرعاة الداعمين لحفل التخرج . ثم غادر سموه مقر الحفل مودعا بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم . حضر الحفل معالي نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام الشيخ الدكتور محمد بن ناصر الخزيم، ومعالي أمين العاصمة المقدسة الدكتور أسامة بن فضل البار، ومدير شرطة العاصمة المقدسة اللواء إبراهيم الحمزي، وعدد من المسئولين بمكةالمكرمة .