لا تكاد تخلو أمة من ثقافة تُعبّر عن مكنونها الحضاري وموروثها التقليدي، ولكن ثمة فرق بين أن تنكفئ هذه الثقافة على ذاتها وتتقوقع بين أهلها وبين أن تُستغل وتتحول إلى منتجات حضارية عالمية فيكون لها موطئ قدم بين مصاف ثقافات دول العالم العريقة والمتقدمة، (...)
أسهم تنامي المعرفة وتطوّر المفاهيم الإنسانية في سد شيءٍ من فجوة تفسير المعنى التي طالما أحدثت لغطًا وفوضى في تفسير الظواهر اللغوية؛ حيث إنَّ كونية المعنى التي تقاصر حلُّها أمام هيمنة النظريات الشكلية أصبح لها فضاء أرحب في تفاعل الدراسات اللسانية (...)
يُعرّف تحليل الخطاب غالبًا على أنّه تحليل اللغة خارج نطاق الجملة. وهذا تعريف مفرطٌ في البساطة، غير أنَّ له ميزة في توضيح اختلافه عن اللسانيات التقليدية التي تدور حول البنية؛ حيث يُبدي هذا التعريف الجملة على أنّها النطاق الأقصى الذي تعمل به البنى (...)
على قدر ما بذله أوزفالد ديكرو 1973م من محاولات من أجل التأسيس لمقاربة تدمج التداولية داخل اللغة (الدلالة) على قدر ما بدا عليه من خيبة أملٍ في نهاية المطاف بعد شعوره بفشل مشروعه الذي لم يتسق وأسس نظريته في بعض حيثياتها.
حاول ديكرو إثبات أنّ التوصيفات (...)
إذا كانت الكلمة تأخذ معنىً معجميًّا فإنَّ المصطلح يأخذ مفهومًا، وإذا كانت الكلمة قابلة لتعدد المعنى وفق تعدد السياق فإنّ الأصل في المصطلح عدم القابلية للتغيّر المفهومي عند تبدّل السياق، وإذا كان تصوّر الكلمة فضفاضًا بطبيعته في الأذهان فإنّ تصوّر (...)
من المفارقات أن يُعنى القانون الذي قدّمه ستيفن تولمن 1958م بتحليل اللغة، وكأنّه قد جمع بين النقيضين عندما انطلق من العقل بقصد التأسيس لمقاربة حجاجية! فمن المعلوم أنّ العقل مرهونٌ بالمنطق في أمثل تصوّراته، وأعني هنا بالمنطق ذلك المنطق الصوري المفضية (...)
برزت بعد (البنيوية) في الدراسات اللغوية مرحلة (ما بعد البنيوية) التي وطَّأت لمقاربات أخرى، والتي اتخذت من البنيوية ذاتها نقطة انطلاق لها، غير أنها أجرت تعديلات عليها في جزئيات مهمة. فهي تأخذ منها فكرة أنَّ العلامات تستمد معانيها من العلاقات الداخلية (...)
يمثل الخطاب الإعلامي مفهومًا أوسع من مجرد كونه حزمة من المعلومات التي تنقلها وسائل الإعلام إلى الجماهير؛ فالعلاقات القائمة داخل النظام التواصلي للخطاب الإعلامي تمنحه أسلوبًا خاصًا لتنظيم المعرفة. كما تمنحه طابعًا ديناميكيا يتمثل في اكتسابه لمفهوم (...)
مرت دراسة تحليل الخطاب بمنعطفات عدة ابتداء من الشكل ووصولاً إلى المضمون أو ما عُرف بالتحليل الأيديولوجي الذي أوجد الأدوات والعلاقات المنهجية الاجتماعية بين بنية اللغة ومعناها، فأصبح يدرس طبيعة اللغة بإضافة المكون الخارجي إليها دون الاقتصار على (...)
تمر علينا المقاطع و الصور والرسائل بشكل شبه لحظي، منها المحزن والمضحك والوعظي والاستهزائي ونتنقل بينها بسرعة البرق، ونتتبعها وكأننا مجبرين على تصفيتها ورصدها، كي يهنأ بالنا، ولا شك أن لذلك ضريبة على أذهاننا وأبصارنا ومشاعرنا، فالتأثر اللحظي والتنقل (...)
هل المجتمعات التي ترعرعت على مقولة «القرد في عين أمه غزال»، مجتمعات يغلب عليها في المجمل ضعف الثقة بالنفس، القرد قرد سواء في عين أمه أو في عين غيره، وأمه تعلم جيداً أنه قرد وإلاّ لما أرضعته ورضيت بِهِ في عالم القرود، ولا أعتقد أن مخلوقا يقبل بأن (...)
في الوقت الذي تحتضن دول الخليج وفي طليعتها المملكة العربية السعودية، اللبنانيين العاملين لديها، وجلهم من رجال الأعمال والمهنيين والخبراء، وفي الوقت الذي تثمن هذه الدول عالياً كفاءة اللبنانيين المهنية ودورهم في نهضتها الاقتصادية والعمرانية، وكذلك (...)
ربما تقودك الذاكرة لقريب أو زميل فيه هذه الطباع البغيضة وهي مهارة البحث عما يغضبك واستخراج أسوأ ما عندك (الاستفزاز)، إن من يملك هذه المهارة لا يعلم أنه أفشل من أن يملك مهارة أخرى، لذا هو يعيش على وهم الانتصار عندما يخرجك من إطار الهدوء أو راحة (...)
يفترض تراجع علاقات لبنان مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى، إجراء قراءة موضوعية وعميقة لخلفيات وتداعيات الأزمات التي اعترت هذه العلاقات في الأعوام الأخيرة، وذلك بهدف إعادة وضع لبنان على المسار الذي يخدم مصالحه العليا ويلبي طموحات شعبه. (...)
إن وزارة الداخلية، ممثلة بالمشروع الوطني للوقاية من المخدرات «نبراس»، وكعادتها تتحفنا بالبرامج المتميزة والمشاريع التوعوية الرائدة، ومؤخراً أطلقت برنامج شاهدته عن طريق الصدفة، اسمه «ضوء»، وهو عبار عن سلسلة حلقات لا تتجاوز مدة الحلقة الواحدة عشر (...)
تستغل بعض الجهات غير الربحية والربحية كذلك، مفهوم التطوع بأنه «عمل مجاني»، أو بالأصح مقابل ورقة «شهادة تطوعية»، وأرقام متزايدة «تسجيل ساعات» للمتطوع، وذلك لأن بعض الجهات، إن لم يكن أغلبها، تستغل جهود أولئك الشباب والشابات الراغبين في خدمة المجتمع، (...)
أعتقد أن القهوة العربية لا تضاهيها قهوة، على الرغم من أني من محبي «القهوة السوداء» كذلك، أو كما يطلق عليها «أمريكانو»، وعاشق القهوة بشتى أنواعها لا يُلام، فهي ترتبط بالذكريات وإشراقة الصباح والحيوية والنشاط.
وكم تغنى بها الأدباء والشعراء من سالف (...)
يصف «كاسكي ستينيت» الدبلوماسي الناجح بأنه «شخص يمكنه أن يقول لك عبارة «اذهب للجحيم» بأسلوب يجعلك تتطلع تلقائيا إلى تلك الرحلة»، وهذه حكمة مجازية لها دلالات تفسر لنا دور هذه المهنة الرفيعة، إذ أن الرجل الدبلوماسي يعرف متى وأين يتحدث، لما لكلماته من (...)
إن تقدم طلبة المملكة في اختبارات التيمز العام 2019 مقارنة بنتائج العام 2015 في التحصيل الدراسي للرياضيات والعلوم TIMSS يعتبر إنجازا مميزا يحسب ضمن إنجازات منظومة التعليم في المملكة العربية السعودية تحت قيادة وزارة التعليم وبالتنسيق والتعاون المثمر (...)
أعني أنها الرؤية التي تسيء الظن بالبشر إلى أبعد حد، وتتصورهم مجموعة من الوحوش في غابة. هي الحياة الدنيا التي نحياها، والتي هي صراع وحشي بين البشر، خصوصاً هؤلاء الذين يفتقدون بشريتهم أو إنسانيتهم، فيتحولون إلى كائنات متوحشة كالحيوانات المفترسة، يفترس (...)
إن تعزيز الحس الأمني في نفوس الأطفال سبب معين على غرس القيم والمبادئ السليمة والقويمة لإعداد جيل واعٍ بما يحيط به من جرائم ومشكلات، ولا شك أن دور المربي لم يعد كما كان عليه في السابق، فالطفل الآن يستطيع أن يسافر ويحلق في الفضاء السيبراني وهو محاط (...)
صالح عبدالله كامل ظاهرة قد لا تتكرر في العالم العربي. عرفنا هذا الرجل المبادر والمبدع والمقدام في العام 1981 ورافقناه في كل مراحل حياته، لاسيما في مرحلة الشباب التي اتسمت بسرعة الحركة وبكثرة المبادرات الاستثمارية في البلدان العربية والإسلامية. رجل (...)
أخي وصديقي الدكتور راكان الحارثي، لا أعرف من دخل بيننا وأحدث الفجوة التي نعيشها حالياً، لكن أؤكد لك مهما طال الزمن أو قصر سنعود يداً بيدٍ من أجل أخوّتنا وصداقتنا القائمة على الخير والصدق، ومن تسبب في الفراق بيننا لن يفلح في استمراره طويلاً. أبا (...)
تسلّلت أشعة الشمس الذهبية من النافذة لتسقط على وجنتيه؛ ففتح عينيه متبسمًا. نهض بتؤدة وهو يشعر بسعادة غامرة؛ فلقد اتخذ قرارًا مهمًّا هذا الأسبوع. قرر أن يثور ضد زوجته المتسلطة. لكم عانى منها الألم، وأذاقته الأمرَّيْن! مضى خمسة وعشرون عامًا منذ (...)
رحمة الله على عاشق جدة.. وبحرها المهندس الدكتور محمد سعيد فارسي.. والذي كان يجوب أحياء وشوارع جدة بشكل مستمر ويرافقه بعض رؤساء البلديات الفرعية التي أقرها في الأحياء.. وكان يختار رئيس البلدية الفرعية عشوائيًا ويذهب برفقته للأحياء التي تتبع لهذا (...)