أشاد الزعيم الليبي معمر القذافي بموقع "ويكيليكس" الإليكتروني لكشفه المناورات والأكاذيب وما يجري خلف الكواليس ضد الشعوب لكنه حذر من استغلال الموقع من أجل أهداف مغرضة. ونقل مراسل وكالة "ليبيا برس" في لندن عن القذافي قوله: "أنا مع الحرية، وضد حجب الأفكار والموقع "ويكيليكس" مفيد في كشف المناورات والأكاذيب وما يجري خلف الكواليس ضد الشعوب، وفضح النفاق العالمي والضحك فوق الطاولة بينما الأيادي تلدغ وتلسع تحتها". وأصبح "ويكيليكس" حديث الساعة وأثار عاصفة من ردود الأفعال، بعد تسريبه للآلف الوثائق التي تخص السفارات الأمريكية ودبلوماسيتها في أنحاء مختلفة من العالم. وحذر القذافي من استغلال الموقع من أجل أهداف مغرضة قائلا "ولكن بشرط أن يكون ما ينشر من كلام فيه حقيقي، أما إذا كان الموقع يريد نشر أي كلام مغرض أو ملفق فإن الموقع يفقد قيمته ويصير منبرا للتزوير وقد يستغل من قبل آخرين وبذلك يفقد مصداقيته ويصير هدفا للدعاوي القضائية". وأضاف القذافي: "لقد كشف الموقع كل ما كتبته السفارات الأمريكية سرا لواشنطن ووجهة نظر السفارات في الحكام العرب والسياسات وكشفت الوثائق النفاق في علاقة أمريكا بحلفائها وأن ما تقوله لأصدقائها يخالف السياسة الأمريكية المعلنة". وعبر القذافي في ختام تعليقه عن أمنيته "أن يستمر الموقع في الكشف عن الوثائق"، مستدركا: "لكن إذا بدأ الاصطياد في الماء العكر فإنه سيشوه مصداقيته". كما أبدى القذافي استعداده للرد على أي وثائق نشرها "ويكيليكس" على ليبيا، وقال: "لا علم لي إن كان الموقع نشر أي وثائق عن ليبيا، ولكن إن سمعتم أو قرأتم حول ليبيا في الوثائق فأنا مستعد للحديث معكم حولها". وكان القذافي تحدث الخميس مع أعضاء هيئة التدريس وطلبة كلية لندن للاقتصاد والعلوم الاقتصادية عبر الدائرة المغلقة والمباشرة، في حلقة نقاش تناولت جملة من القضايا حول دور ليبيا في المنطقة، ومفهومه حول الاتحاد الأفريقي ومستقبل منطقة الشرق الأوسط ورؤيته للتعاون الأوروبي والأفريقي. وقال إن إدارة الرئيس الأمريكي الحالي باراك أوباما "تختلف عن الإدارة الأمريكية السابقة والتي كانت امبريالية"، وحاولت احتلال ما سماه ب"الخط الأخضر الإسلامي" المتمثل في "الصومال واليمن والعراق وأفغانستان وباكستان"، مشيدا بدور أوباما وقال "إنه ليس امبرياليا وانه يسعى إلى السلام في المنطقة".