نقلا عن إسلام أون لاين : أثارت فتوى لعضو بهيئة كبار العلماء (المؤسسة الدينية الرسمية) في السعودية تجيز تأخير إقامة صلاة العشاء في المملكة جدلا واسعا في أوساط العلماء والجماهير. وكان د.قيس بن محمد آل شيخ مبارك قد أجاز تأخير إقامة صلاة العشاء في معرض رده على سؤال لصحيفة "اليوم" السعودية يتضمن هذا المقترح، أسوة بقرار وزارة الشئون الإسلامية بتحديد ساعتين فاصلتين بين صلاتي المغرب والعشاء في شهر رمضان، بحسب الصحيفة ذاتها 31-10-2009. وفي تعليقه على هذا المقترح، قال الدكتور محمد النجيمي عضو مجمع الفقه الإسلامي في تصريح لصحيفة "المدينة" اليوم الأربعاء 11-11- 2009: إن "اتفاق الإمام وجماعة المسجد على تأخير صلاة العشاء لا يجوز، ويعتبر مخالفة لولي الأمر، ولابد أن يتم ذلك عبر أجهزة الدولة وعلى رأسها ولي الأمر وهيئة كبار العلماء، والجهة التي تنفذه بعد ذلك هي وزارة الشئون الإسلامية". وبرغم قوله: إن "الأصل هو الصلاة في وقتها"، أكد النجيمي أن "الأفضل لصلاة العشاء هو تأخيرها"، موضحا أن وقت تأخيرها هو أن يمضي الثلث الأول من الليل، أي ساعة أو ساعتان. ونقلت "المدينة" عن الشيخ سعيد بن غرم الله القرشي إمام مسجد الخيمة قوله: "لا نؤيد تأخير صلاة العشاء، وهناك تعميم من وزارة الشئون يحدد الفترة بين صلاة المغرب وصلاة العشاء حسب توقيت كل منطقة من مناطق المملكة"، مردفا: "نطالب بالوسطية في هذا الموضوع، وهيئة كبار العلماء هي من تقرر التأخير من عدمه". بدوره، رفض الشيخ عازب آل مسبل رئيس لجنة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمجلس الشورى الخوض في هذا الموضوع، مؤكدا أنه "بأكمله من اختصاصات هيئة كبار العلماء، وهذا خلاف فقهي". ونفى ما تردد عن نية مجلس الشورى مناقشة موضوع تأخير العشاء بقوله: "ليس لدينا نية في مجلس الشورى لمناقشة هذا الموضوع؛ لأن هذا ليس من اختصاصات المجلس". وفي وقت سابق نقلت صحيفة "اليوم" دعوة الشيخ عبد الله اللحيدان مدير عام فرع الوزارة بالمنطقة الشرقية إلى رفع المقترح إلى جهة الاختصاص لتتدارسه، ثم ترفع توصيتها لولي الأمر لتقرير ما يراه بشأنه. جدل شعبي الجدل لم يقتصر على العلماء والأئمة فقط، بل امتد أيضا للمواطنين، الذين تباينت مواقفهم من المسألة، فالمواطن عبد الله الخالدي قال: "لا أؤيد تأخير وقت صلاة العشاء، وهذا موضوع يحتاج رأي هيئة كبار العلماء"، بحسب صحيفة "المدينة". أما سعد العنزي فقال: "لا جدوى للحديث عن تأخير صلاة العشاء"، مشيرا إلى أن "هذا الموضوع يحتاج إلى مشايخ وفقهاء ليقرروه، ولكن في الوقت نفسه يجب أن يراعى في ذلك ظروف المسلمين عامة". ونقلت صحيفة "اليوم" تعليقات لعدد من القراء تحت أسماء مستعارة، من بينهم "أبو الدانة" الذي رحب بالاقتراح قائلا: إن "ذلك شيء طيب؛ لأن صلاة العشاء الساعة 10 ليلا أمر جائز شرعًا"، في حين اعتبر القارئ الذي رمز لاسمه ب"طير شلوي" تأخير صلاة العشاء "أمرا إيجابيا من وجهة نظر التجار والمحلات التجارية، إلا أن وقتها حاليا مناسب". أما القارئ أبو خالد فقال: "نحن مع ولاة الأمر إذا كان الهدف هو التخفيف على المصلين، أما إذا كان الهدف هو التعاطف مع أصحاب المحلات التجارية فلا داعي لتأخير صلاة العشاء". ورأى القارئ "أبو نجاش" أن "ساعتين بين صلاة المغرب والعشاء أمر معقول والدين فيه سعة؛ حيث إن وقت صلاة العشاء طويل"، فيما استغرب القارئ "مبتعث 77" الاقتراح وقال: "عجيب.. أتريدون تأخير الصلاة من أجل التسوق فقط؟!".