دعا 22 عالمًا سعوديًا حكام وشعوب الدول العربية والإسلامية إلى القيام بدورهم لنصرة المسجد الأقصى المبارك، محْذرين الشعوب من الصمت حيال الاعتداء على المقدسات والحكام من التطبيع مع عدو الأمة. وطالب العلماء في البيان الذي حمل اسم "بيان مكة"، وزارات الأوقاف وعلماء الأمة بالتعريف بقضية فلسطين، وحث المسلمين على دعم القدس وأهلها. وأكد البيان أنَّ "الذي أغرى اليهود في عدوانهم على القدس هو الصمت الرهيب من الأمة بكل فئاتها"، محذرين من أن هذا الصمت "قد أدى لتسلط الإدارة الصهيونية وتفرغها لتهويد القدس عن طريق هدم المسجد الأقصى وإنشاء الهيكل المزعوم مكانه". وقال العلماء "إنَّ ما يجري اليوم يُحمِّل جميع المسلمين وفي مقدمتهم علماء الأمة مسؤولية شرعية وتاريخية تستوجب الصدع بالحق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونبذ جميع أشكال العلاقات أو التطبيع مع ذلك العدو المجرم، لقول الله تعالى: {أَوَ كُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ}، وبيان الحكم الشرعي القاطع بتحريم كل أنواع العلاقات الآثمة مع عدوٍ مجرم استمرأ القتل والعدوان في غزة والضفة، ودرة المدن الفلسطينية مدينة القدس". وعبر العلماء السعوديون عن إدانتهم لجميع أشكال التهويد في المسجد الأقصى المبارك والإجراءات التعسفية ضد أبناء أمتنا في بيت المقدس، مستنكرين جميع أنواع الاقتحامات اليهودية اليومية للمسجد الأقصى بكافة أشكالها، ودخول السياح غير المسلمين من الأجانب الذين يدنسون المسجد الأقصى صباحاً ومساءً، ويعيقون المصلين ويمنعون وصولهم للأقصى. ودعا العلماء الأمة بكل أطيافها لدعم القدس والمسجد الأقصى ومشاريعها بجميع أشكال الدعم المؤدي إلى تثبيت وجود أهلها فيها، كما دعوا الحكام لاتخاذ مواقف صريحة في المحافظة على المسجد الأقصى، وعدم الدخول في أي مفاوضات أو اتفاقيات يتم فيها التنازل عن القدس أو أي جزء من فلسطين. ووصف العلماء أي تنازل أو اعتراف للعدو بأي جزء من فلسطين بأنه خيانة للأمة والملة، لأن كل أراضيها حق مشترك للأمة جمعيا، محذرين من الاستسلام للضغوط الغربية من أجل التطبيع مع العدو اليهودي، لأن هذا له عواقبه الوخيمة في العاجل والآجل. وأهاب البيان بعلماء العالم الإسلامي التجاوب مع هذه الأرض المقدسة التي بارك الله فيها وحولها، وبيان الحق والصدع به، والتحرك الذي أُمروا به وحُمِّلوا أمانته. داعيًا الأمة الإسلامية لوجوب الوقوف بجانب المؤسسات والمنظمات والهيئات والروابط العاملة للقدس في جميع أنحاء العالم الإسلامي، والشدِّ من أزرها بالدعم والمساندة للشعب الفلسطيني. كما دعا العلماء وزارات الأوقاف في الدول العربية والإسلامية توجيه العلماء والخطباء والدعاة وأئمة المساجد لحث المسلمين على الخطب والدروس والمواعظ التي تعرِّف بهذه القضية والوقوف بجانب إخواننا في القدس، وبيان مكانتها الشرعية، وخطورة الإجراءات التهويدية. وأوصى البيان "إخواننا في فلسطينوالقدس، بالصبر والثبات والصمود ضد هذا المحتل كما عودتمونا، فإن النصر قريب، وإن الفرج لآت، وإن مع العسر يسرًا، قال تعالى: {يا أَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}، وقال تعالى: {إنَّا لنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالذِينَ آمَنُوا}". ومن بين الموقعين على البيان الدكتور سليمان بن وائل التويجري عميد كلية الشريعة بجامعة أم القرى سابقاً، والدكتور ناصر بن سليمان العمر المشرف العام على موقع المسلم، والدكتور محمد بن صامل السلمي عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى، والدكتور عبد الله بن عمر الدميجي عميد كلية الدعوة وأصول الدين سابقًا بجامعة أم القرى.