كشفت دراسة اميركية علمية حديثة عن طريقة سهلة وآمنة للتخلص من رهبة طبيب الأسنان تتمثل في اعتماده عند علاج المريض على تقنية التنويم المغناطيسي. وأعلن الباحثون أن التنويم المغناطيسي يساعد ليس فقط في الحد من الخوف، لكن يخفض ضغط الدم ويقلل النزيف، ويسرع فرص الشفاء. واعتمد أطباء وباحثون متخصصون التنويم المغناطيسي في علاج القلق قبل بدء علاج الأسنان، واستخدموه مخدراً، فبعد تنويم المريض مغناطيسياً، يحفر الطبيب السن ثم يعبئ التجويف ويظل المريض مسترخياً ومرتاحاً طوال هذه العملية. وتبرز استخدامات عدة للتنويم المغناطيسي في مجال الطب، أهمها في العمليات الجراحية والولادة، إضافة إلى العلاج النفسي وتخفيض الوزن، عدا عن استخدامه في التخلص من العادات السيئة التي يعتبر التدخين أكثرها شيوعاً. والتنويم المغناطيسي أصبح علاجا متزايد الاستخدام في مجال الطب والطب النفسي لتخفيف الالم وخاصة مع المرضى الذين يخافون الحقن. وافادت دراسة اميركية قديمة أن التنويم المغناطيسي يمكن أن يساعد في التخفيف من الهبات الساخنة التي تعاني منها النساء بعد بلوغ سن اليأس، بنسبة تصل إلى 74 بالمئة. واجريت الدراسة على عينة تتكون من 187 امرأة تعاني من 7 نوبات من الهبات الساخنة على الأقل يومياً، وقد خضعن ل 5 جلسات أسبوعية من التنويم المغناطيسي العيادي أو علاجاً يعرف ب"الإنتباه المنظم". وقال طبيب ألماني يدعى أتشيم ستنزل "إن هذه الطريقة استخدمت لاول مرة على حد علمي في عام 1750". وقال المرضى إنهم يشعرون باسترخاء تام كما لو كانوا في أحلام اليقظة، وسميت هذه الطريقة على اسم إله النوم لدى الاغريقيين القدماء وهو "هيبنوس" لان حالة الوقوع تحت تأثير التنويم المغناطيسي تشبه النوم. إلا أن هذه الطريقة لا تعمل مع كل المرضى، وقال جواتشيم لويديكي وهو رئيس رابطة لعلاج الاسنان بولاية ساكسوني الالمانية "ما يقرب من 10 في المئة من الاشخاص لا يستطيعون الوقوع تحت سيطرة الطبيب". ويعتقد أن "أن هؤلاء من بينهم أشخاص ببساطة ليست لديهم الرغبة في الوقوع تحت سيطرة الطبيب أو لديهم قدرات ضعيفة على التخيل". ويؤكد إنه يستحيل استخدام هذه الطريقة بوجه عام في علاج شخص ما ضد إرادته. إلا أن بعض الخبراء في مجال الطب شككوا في فوائد هذه الطريقة. وكان من بينهم برنارد إدغار الذي يعمل في واحدة من أكبر مستشفيات التأمين الصحي في ألمانيا. وقال إدغار "إن الممارس العام يفتقد غالبا التدريب اللازم للعلاج بهذه الطريقة دون مخاطرة. وأن العلماء والاطباء النفسيين فقط هم المؤهلون تماما للعلاج بهذه الطريقة".