أوضاع الأئمة والمؤذنين ومخالفاتهم، المساجد وطرائق تشييدها ومحاسبة القائمين عليها، وضوابط المتبرعين وإلزامهم وسحب المساجد منهم، مساجد الطرق السريعة وتبعيتها.. كلها محاور واجهت بها «عكاظ» وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد للشؤون الإدارية والفنية عبدالله إبراهيم الهويمل الذي كشف عن دراسة متكاملة لتحسين أوضاع الأئمة والمؤذنين والارتقاء بأدائهم ومراقبة سلامة الفكر، مشيرا الى ان الائمة المخالفين لا يتم فصلهم بل يتم إبعادهم بغرض تقويمهم. وذكر الهويمل ان المساجد للصلاة والعبادة فقط. الحديث يطول حول إشكاليات تتعلق ببناء أكثر من جامع في نطاق واحد، ما يجعل بعض المساجد فارغة من المصلين وغالبا ما يضطر أهالي الحي لإغلاقها في بعض الصلوات ليجتمع الناس في جامع واحد.. هذا يحدث كثيرا وهناك شكاوى مثبتة في هذا الجانب، كيف يتم تجاوز الإشكالية وهل للوزارة دور في منع حدوث هذا الأمر؟ لا نسمح الآن ببناء أي مسجد إلا إن كان الجامع الموجود في ذات النطاق ممتلئا. لدينا اشتراطات ومواصفات محددة منها أن يبعد كل مسجد عن الآخر مسافة 500 متر أو يفصل بينهما شارع رئيس يمنع المصلين من الوصول إليه، نحن من نحدد الاحتياج أو نوجه أهل الخير إلى مكان آخر يكون الناس فيه أكثر حاجة إلى المساجد. الانسحاب بعد البدء ------------------------ بعض أهل الخير يريدون بناء المساجد وفق ما يرغبون كونهم من يتكفل بالبناء وبحجة ألا سبيل أو لوم على المحسنين في ما يقدمونه، هل تخضع الوزارة لرغبات المتبرعين؟ ليس كذلك مطلقا، فالوزارة حتى ولو كان الباني للمسجد من فاعلي الخير لدينا اشتراطات معينة كأن يتعاقد مع مكتب استشاري يشرف على الإنشاء، مع ضرورة تقديم مخططات واضحة تجاز من الوزارة، وأن يرصد المتبرع المبالغ اللازمة لإنشاء المسجد قبل البدء فيه حتى لا ينسحب أو يتعثر المشروع أثناء العمل، كما لا تسمح الوزارة للمتبرع باختيار المخطط الذي يرغب البناء فيه وإنما هي من توجه في ذلك، وهناك معايير أخرى متعلقة بارتفاع المنارة وهذا محدد لكل مسجد بحيث يكون بمقدار ارتفاع السقف، أي أن هناك نسبة وتناسبا بين ارتفاع المسجد والمنارة. الى جانب معايير أخرى تصدرها أيضا وزارة الشؤون البلدية والقروية، وهناك أفكار ستطبق قريبا في المساجد بأن يكون من ملحقاتها أماكن ومساحات معينة تخصص لأعمال الإغاثة وتعين الدفاع المدني والجهات المعنية في حال حدوث الكوارث والطوارئ مثل السيول وغيرها، بحكم أن مواقع المساجد معروفة للجميع ويسهل الوصول إليها. لكن بعض المحسنين يشيدون مساجد ويلحقون دورا للنساء، هل توافق الوزارة على ذلك؟ الوزارة لا تسمح بذلك مطلقا فالمساجد فقط للعبادة والصلاة ولا يسمح لدور نسائية أو خلافها بأن تلحق بالمساجد ولا يسمح أيضا لأي مكان للتجمع، لكننا نسمح بأن يلحق بالمساجد أوقاف كمحال أو عمائر لتدر على المسجد ويستفيد من ريعها وغلالها. إذا كان المسجد لا يتبع الوزارة وإنما لفاعل خير، ألا يكون هذا مدعاة لعدم تدخل الوزارة في شؤون المسجد؟ إطلاقا لن يكون ذلك، إذا سلم فاعل الخير المسجد إلى الوزارة فإنها تتكفل بكل احتياجاته، لكن إن لم يسلمه للوزارة فإن هناك مراقبا يتولى الإشراف عليه وعلى تكامل خدماته واحتياجاته وتوفير كل متطلباته وإن حدث تقصير فإن صاحب المسجد يحاسب على القصور فإما أن يهتم بالمسجد أو يسحب منه ويسلم للوزارة. سحب المساجد ------------------- كيف تتم هذه العملية، هل تستطيع الوزارة سحب مسجد من صاحبه بهذه السهولة؟ نحن لا نقدم على هذه الخطوة إلا بعد تنبيهات وتحذيرات، نحن لسنا جهة تنفيذية ويقتصر دورنا في ابلاغ الجهات المعنية لتقوم بهذه المهمة إذا لم تحل الإشكالية، وفي واقعنا شيء يثبت هذا الأمر، فقد سحبنا عددا كبيرا من المساجد من أصحابها بعد تقاعسهم في الاهتمام بمساجدهم، بلغ عددها على سبيل المثال في مكةالمكرمة نحو ألف مسجد وفي جدة 1200 مسجد. عفوا، حدد لي بشكل مباشر السبب الذي اضطركم لسحب هذه المساجد. أسباب كثيرة، أخي عبدالله، منها الاهمال من صاحب المسجد وكذا وجود أئمة ومؤذنين غير مؤهلين، ومنحنا لهم فرصة 15 يوما لتصحيح الاوضاع ولكنهم لم يستجيبوا فاضطررنا لهذا الإجراء. يتردد وجود شكاوى من أئمة ومؤذنين تتعلق بضعف مكافآتهم، ألا تتحرك الوزارة لحل هذه الإشكالية القديمة؟ هناك دراسات مرفوعة للجهات المختصة، وسيكون المجال متاحا للعمل للإمام والمؤذن في وظائف أخرى، كما ستكون الوظائف مخصصة لهم بعد أن كانوا يشغلون وظائف مستخدمين في السابق وفي هذا تحسين لأوضاعهم، كما سيتم رفع مكافأة الإمام والمؤذن ما يجعلها أفضل من وضعها الحالي وهذا التحرك من الوزارة جاء نتيجة لعوامل عديدة من النظر الى الشكاوى الواردة إلينا بعين الاعتبار ومسألة مرابطة الإمام والمؤذن في الغالب بالمسجد وهذا يتطلب تفرغ البعض، بالإضافة إلى تغير أوضاع المعيشة وغلائها. ما الذي يمنع ان يكون الأجرعلى شكل مرتب شهري يستلمه الأئمة والمؤذنون؟ بعض الأئمة يعملون في السلك القضائي أو التعليمي ويرفضون تقاضي مرتبات جزاء عملهم في الإمامة، ولذلك جاءت على شكل مكافأة مقطوعة. لجان استشارية للمتابعة ------------------------------- هل هناك شروط معينة للالتحاق بهذه الوظيفة ضمن خططكم الجديدة؟ نعم هناك عدد من الشروط منها، ضرورة اجتياز المقابلة الشخصية، وبالضرورة فإن الشروط بشكل عام طالها التغيير لأن الأوضاع في تغير دائم والشروط التي كانت قبل 20 عاما لم تعد تصلح لأن تطبق الآن لذا وجب التحديث، كما أن الآلية والاشتراطات تتطور وتزيد خصوصا مع وفرة المتقدمين للوظائف، و الهدف من الشروط زيادة الجودة في الاختيار. هذا قبل، لكن من يتابع الإمام بعد ذلك؟ هناك لجان استشارية لمتابعة الأئمة والمؤذنين في كل محافظة تلتقي الأئمة والمؤذنين والمسؤولين عن المساجد، وتتولى مناقشتهم في جميع الأمور الإدارية أو الفكرية وخلافها فالمنابر مسؤوليتها كبيرة وخطيرة جدا. ما الخطوة المتبعة من الوزارة حال حدوث أي إشكالية بعد ذلك؟ لا يمكن فصله حتى لو وجدت عليه ملاحظات، فقط يتم إبعاده حتى يستقيم ولكنه يبقى في وظيفته، وقد باشرت الوزارة خطة جديدة للعناية بالمساجد تشمل العناية بجميع أدوار المسجد والارتقاء بأداء الإمام والمؤذن ومعايير أخرى بحسب المناطق تختلف من منطقة إلى أخرى، إضافة إلى ذلك والأهم من ذلك مراقبة سلامة الفكر. أعلنتم من قبل بدء تنفيذ المرحلة الثانية من تنفيذ مقار دائمة لإدارات المساجد والأوقاف بالمحافظات، ما أثر الخطوة في خدمة المساجد والأوقاف والعناية بها؟ نتائج عديدة وثمار كثيرة نجنيها من وراء الخطوة، ولا شك أن من ضمنها توزيع الصلاحيات بحيث لا يكون العمل مركزيا في الوزارة، كما يجعل الوزارة قريبة من جميع المحافظات. وهذه المشاريع أيضا، تأتي ضمن خطة الوزارة لإقامة مبان دائمة للقطاعات التابعة في مختلف المدن والمحافظات ويبلغ عددها 41 مشروعاً في جميع المناطق انطلاقاً من حرص الوزارة على تخصيص مقرات ومبان دائمة لإدارات الأوقاف والمساجد والدعوة والإرشاد لتمكينها من القيام بأعمالها على الوجه الصحيح في خدمة أوقاف المسلمين ورعاية بيوت الله تعالى والقيام بواجب الدعوة إلى الله، والرقي بأعمالها وتطوير طرائق العمل فيها لأداء رسالتها السامية على الوجه الذي يرضي الله تعالى. وأود الإشارة هنا إلى أن الوزارة انتهت في السنوات القليلة الماضية من بناء مقرات رئيسة لفروع الوزارة في غالبية مناطق المملكة، وهذا من شأنه أن يحقق الاستقرار لمنسوبي الوزارة في مختلف المدن والمحافظات الأمر الذي سيسهم في تطوير الأداء، وزيادة الإنتاجية في خدمة جميع ما يتعلق بالعمل الإسلامي سواء في مجال بيوت الله (المساجد والجوامع) أو الدعوة والإرشاد، أو الأوقاف وتنمية استثماراتها. 300 مشروع صيانة ------------------------- صيانة المساجد وترميمها، ما الجديد في هذه النقطة؟ تم طرح نحو 300 مشروع لصيانة وترميم جميع المساجد في منافسة عامة، وسيرى الجميع خلال الشهرين المقبلين نتائج واقعية وعملية. احتياجات المساجد ---------------------- وفق نظرة الوزارة ماذا تحتاج المساجد وفق ما تم حصره؟ المساجد والجوامع بشكل عام ينقصها الإشراف والرعاية، والوزارة فعلت برنامج العناية بالمساجد الذي سيرى النور قريبا خلال الأشهر القريبة المقبلة، وقد وصلنا لنسبة إنجاز طيبة وقطعنا شوطا كبيرا في هذا الجانب، أي مايزيد على 50% في ما يتعلق بحصر احتياجات المساجد في جميع المناطق والمحافظات، فقد تم حصر نحو 40 ألف مسجد وبقي 30 ألفا أو أقل. نحن نقدم الخدمات إلى المساجد بحسب حاجتها إليها، وكل منطقة مرتبطة بعقد استشاري نخرج من خلاله بصورة واضحة لاحتياجات المسجد الضرورية لسنوات قادمة، لدينا الآن خدمة جديدة وهي على وشك الانطلاق وهي نظام المعلومات الجغرافية للمساجد وتشمل جميع المعلومات المتعلقة بالمساجد ابتداء من تاريخ إنشائه والعاملين فيه وجميع عمليات الترميم التي حدثت فيه ومن يتولى تنفيذ الصيانة وغير ذلك من المعلومات الضرورية الدقيقة عن كل مسجد. كيف تتم عمليات البناء واختيار المواقع للمساجد؟ البناء من الوزارة يتم فقط في المناطق البعيدة سواء المحافظات أو المراكز، أما المدن الكبيرة فقد كفانا ذلك أهل الخير ولم يقصروا مطلقا في هذا الجانب، أما صيانة المساجد فإنها تتم وفق استبانة تتم تعبئتها من إدارات المساجد في المحافظات وهي بدورها تحدد حاجة المسجد لذلك من عدمها. يشكو المسافرون والمارة على الطرق من سوء أوضاع المساجد، أين الوزارة من هذا؟ مساجد المحطات لا تدخل ضمن اهتماماتنا ومسؤولياتنا، هذه تتولاها إما وزارة البلدية أو النقل، وكانت هناك لجنة شكلت لمعالجة الوضع وكنا ضمنها، وسترى المساجد الاهتمام قريبا أن صدر نظام جديد خاص بها وتعديل الأوضاع قد يأخذ نحو عام وقد اجرت البداية مجموعة كبيرة من الاصلاحات. أوضاع المواقيت والوزارة -------------------------- هناك ايضا شكاوى من المواطنين في ما يتعلق بالمواقيت، لماذا لا تتولى الوزارة تنظيم ذلك؟ لا يخفى على الجميع أن هذه المواقيت تشهد مرور عشرات الآلاف من المعتمرين والحجاج بها، وهناك مشروع كبير بناء على دراسة كاملة لتطوير المواقيت ويشمل إعادة بناء وتشغيل لمواقيت بواسطة مستثمرين فضلا عن توسعتها، وعملت الوزارة على تنفيذ وتطوير المواقيت والمساجد والخدمات المساندة التي يمر عبرها الحجاج والمعتمرون في رحلاتهم لأداء المناسك. ومن أبرز أعمال التطوير مشروع ميقات ذات عرق وتضم المسجد ودور الميزانين، والقبو ومواقف للسيارات، ومبنى دورات المياه والمواضئ ومبنى المحلات التجارية وسكن العزاب ومبنى سكن الإمام والمؤذن، ومبنى سكن العائلات، والمبنى الإداري، ومبنى الخدم والخادمات، ومبنى خدمة السيارات ومبنى الحارس، إضافة لخزان المياه العلوي. وفي ما يخص ميقات يلملم تشمل أعمال المشروع إنشاء 350 دورة مياه، ترميم وتحسين دورات المياه القديمة، ترميم السور الخارجي بالكامل، ترميم استراحات كبار الزوار، عمل محطة معالجة لمياه المواضئ، عمل محطة معالجة لتحسين مياه الشرب، ترميم كامل للمسجد ودعم الميقات بمولدات احتياطية للكهرباء وإنشاء خزاني مياه أرضي وآخر علوي. أما ميقات السيل الكبير فيشمل المشروع ترميم وتحسين دورات المياه القديمة والبالغ عددها (200) دورة، ترميم استراحة كبار الزوار، معالجة وتحسين الساحات الخارجية، إنشاء 350 دورة مياه جديدة، تحسين/توفير طاقة كهربائية لأجهزة التسخين، سفلتة المواقف الخارجية وعمل مسطحات خضراء لها، إلى جانب عدد من الخدمات المماثلة لها في مسجد التنعيم وميقاتي وادي محرم والجحفة. أما ميقات ذي الحليفة فيتضمن المشروع عددا من المواقع الخدمية المتمثلة في إدارة المسجد، التوعية الإسلامية، الهلال الأحمر، الدفاع المدني، الشرطة، البلدية، الاتصالات، والبريد، المحلات التجارية، مبنى الإحرام والوضوء، مباني السكن، الفناء الداخلي، محطتي الكهرباء وخزانات المياه والصرف، إضافة لسوق الزوار الحجاج والمطاعم والمحال والخدمات. يتهم البعض الوزارة بأنها لا تتابع المشاريع ما يعرضها للتوقف أو التعثر، كيف تردون على ذلك؟ الملاحظ والمعروف والحقيقة أن الوزارة سحبت كثيرا من المشاريع من المقاولين نتيجة تعثرهم أو عدم إيفائهم بتسليم المشاريع في وقتها المحدد، وهذا الأمر كان بمثابة دق ناقوس الخطر لبقية المقاولين. يدور تساؤل يثيره الناس في الواقع وفي المجال الافتراضي في مواقع الإنترنت حول المساجد الأثرية والتاريخية خاصة في مكةالمكرمة والمدينة المنورة، ما دور الوزارة في الاهتمام بها وأين وصلت في ذلك؟ أعد الجميع بأنهم سيرون قريبا خدمات جديدة لهذه المساجد وخصوصا قباء والقبلتين والميقات وغيرها، بعد أن سلمناها لمقاولين جدد، و اطلعت على أوضاعها ميدانيا ووقفت على أبرز الإشكالات التي تعتريها والنقص الذي تعاني منه هذه المساجد من ناحية الخدمات، ووضعنا الحلول المناسبة لحلها، لكن الزيارة كانت قبل موسم الحج بقليل ولم يكن الوقت آنذاك مناسبا للبدء في الأعمال، وسيكون قريبا إن شاء الله وسيرى الجميع النتائج،خصوصا في قباء.