كتب الإعلامي والكاتب الأستاذ خالد المشوح مقالة بعث بها لأحد الصحف السعودية تحدث فيها عن دور وزارة الصحة المفقود في ازمة " انفلوزنزا الخنازير " والأرقام التي تشير لتنامي الخطر وتهديد المجتمع وحيث أنها منعت من النشر خص الكاتب بها صحيفة " انبائكم " التي تقدم لقرائها عدد من المقالات والاخبار والتحقيقات النادرة والمهمة . نص المقالة : الوضع مقلق ياوزارة الصحة خالد عبدالله المشوح عشرين دولة في اقليم شرق المتوسط بحسب تقسيم منظمة الصحة العالمية مصابة بعدد 2532 حالة H1N1 نصيب المملكة العربية السعودية منها 595 حالة _ قبل الاعلان الاخير لتقفز الى اكثر من 2000 اصابة _ اي بنسبة تتجاوز 35% من اصابات المنطقة ! اما الوفيات في المملكة فهي في صدارة دول الشرق الاوسط بدون منازع بعدد 14 وفاة والعدد في تزايد مستمر الى كتابة هذا المقال . ومع كل هذه الارقام المؤلمة وعدد السياح القادمين من الخارج والذين لايتعرضون لاي فحص في المطارات كما العمالة الوافدة لاتزال وزارة الصحة تصر على ان الوضع مسيطر عليه وانه لايوجد اي قصور في التعامل مع الحالات ؟! وبالعودة الى الموقع الرسمي الى منظمة الصحة العالمية مرة اخرى نجد ان متوسط الوفيات في الدول المتقدمة لايتجاوز 0,25% بينما في الوفيات في المملكة تجاوز 0,75% اي ضعفي المعدل العادي للوفيات ! وهي احصائات موجودة على موقع المنظمة لايوجد فيها اي تحامل او تهويش اعلامي ! ومع قرب موسم رمضان (موسم العمرة الاكبر في السنة ) لايزال هناك تعالي في التعامل مع المرض من قبل وزارة الصحة سواء في الاحتياطات البسيطة التي تبعتها دول فقيرة ومتواضعه في المطارات عن طريق وضع مجسات حرارية تقيس حرارة الجسم عن بعد وقد شاهدتها في مطارات القاهرة ولم اجدها في مطار الملك خالد الدولي ؟! بالاضافة الى المعلومات الاساسية لماهية المرض وطرق الوقاية منه , اذ لايزال مستوى الوعي المحلي بالمرض متدني جدا ولا يوازي حجم الوفيات التي احدثها بالمملكة ، ربما وزارة الصحة تنتظر الرقم مائة لتتعامل مع المرض بمسئولية اكبر ؟ مبادرة خادم الحرمين الشريفين بعلاج اصابات H1N1 جاءات بعد تقاعس واخطاء كبيرة حدثة في الايام الماضية اودة بوفاة مواطنين كان بأمكانهم العيش لفترة اطول - بعد مشيئة الله التي لا اعتراض عليها - لو وجدوا العناية الكاملة من قبل المستشفيات الاهلية والحكومية التي لاتزال الى هذه اللحظة لاتبدي اي تجاوب سريع مع هذه الحالات . كما ان المملكة العربية السعودية مقبلة على تحدي عالمي خطير يوازي ما تعرضت لها بريطانيا خلال فترة الصيف فهناك اكثر من ثلاثة ملايين شخص سيكونون على مشارف مكةالمكرمة ابتداء من الاسبوع المقبل يحتاجون الى الكثير من الوقاية قبل العلاج وقديما ثمة مثل صحي يقول ( الوقاية خير من العلاج )، فالمطلوب هو كما ذكر احد الزملاء انشاء مركز وطني للتعامل مع الوباء يتجاوز وزارة الصحة ليشمل كافة الاجهزة الحكومية لكي تتمكن وزارة الصحة ان تقوم بعملها على الوجه المطلوب آخر تصاريح وزارة الصحة يؤكد ويطمئن ان الوفيات لاتزال على المستوى العالمي والحقيقة انه بعد الرجوع الى الاحصائات العالمية كما ذكرت سابقا وجدت ان المملكة تفوق كل دول المنطقة وافريقيا واوروبا ؟! اذ لم يبقى الا الامريكتين التي هي مركز الوباء وهو الامر الذي لم تصل اليه المملكة في عدد الوفيات ونسأل الله الا نصل اليه لانه يتجاوز 1,25% التطمينات العالية التي تبثها وزارة الصحة يبدوا انها انتقلت الى الطواقم الطبية حيث باتت تعامل مع المطرض بشكل عفوي يتيح انتقاله بين المرضى المنومين الذين يفتقدون الى اي مناعه وهو ما حصل في الوفيات الاخيرة ؟! ليس من حقنا ان نرمي بالتبعة كاملة على وزارة الصحة لكن من حقنا ان نسأل الجهة لمعنية وننتظر اجابات تتجاوزة التطمينات التي زادت من عدد الوفيات مع كل تصريح ومن عدد المصابين مع كل تطمين ؟