أمر قاضي المحكمة الجزئية بمحافظة الطائف بسجن 6 من الشبان؛ اشتركوا في تنظيم حفلتين راقصتين في استراحتين، كانتا قد خصصتا لذلك التجمع الذي ضم فتيات. جاء ذلك بحسب تحقيق مفصل أجرته "سبق" ونصه: كان الاحتفال الأول في 19 جمادى الآخرة من العام الماضي 1434ه في استراحة بمخطط الوسام بالطائف. وعاد البعض منهم، ونظموا احتفالاً آخر يوم الخميس الماضي في استراحة بمنطقة الهدا السياحية، في حين تم ضبط بعضهم، وهرب الآخرون، الذين تم إحضارهم، وأُطلقوا بالكفالة في المرة الأولى، إلى أن تم إحضارهم بعد واقعة الاستراحة الثانية الأسبوع الماضي، ولا يزال البحث جارياً عن اثنين آخرين، وضُبط اثنان من المشتركين في الاحتفال الثاني، وجرى استيقافهما حتى تم عرضهما على قاضي المحكمة الجزئية، الذي أمر بسجنهما ثلاثة أشهر حتى استكمال الإجراءات وضبط البقية من الهاربين، ومن ثم المحاكمة النهائية. وكان من بين الذين مثلوا أمام القاضي، وعددهم ستة من الشبان، في قضيتي الاستراحتين "ابن المسؤول" الذي وقع في قبضة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الاستراحة الثانية التي كُشفت الأسبوع الماضي، وكان يمسك بجواله أثناء الجلسة، ويبدو مستهتراً، إلى أن سمع بالحكم المؤقت فأجهش بالبكاء. وعلمت "سبق" أنه تم تحديد جلسة بالمحكمة منتصف الشهر الجاري للنظر بمجريات القضيتين المتعلقتين باستراحتي "الوسام والهدا" وتجمع الشباب الراقص بها مع الفتيات. وكانت "سبق" قد انفردت بنشر القضيتين وتفاصيلهما، وكانت الأولى عندما ضبطت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمحافظة الطائف يوم الاثنين 19جمادى الآخرة من عام 1434ه، بمساندة من رجال الشرطة ودوريات الأمن، 15 فتاة "طالبات بالجامعة"، برفقة خمسة شباب، فيما تمكن عدد آخر من الهرب أثناء مداهمة استراحة داخل مخطط الوسام، بعد معلومات عن إقامة حفل مختلط بداخلها. وكانت الفتيات على موعد مسبق مع الشباب لإقامة حفلة راقصة باكراً بعد استئجار الاستراحة، التي تشير المعلومات إلى أنهم كانوا دائماً ما يلتقون بها. وعثرت جهات الضبط على بوفيه متكامل من الحلويات والفطائر والمعجنات والعصائر المتنوعة بداخل الاستراحة، كان الشباب قد طلبوها من محل حلويات شهير بالمحافظة. وحرز مشروب العرق المسكر الذي كان الشباب والفتيات يتعاطونه داخل الاستراحة، التي عثر فيها أيضاً على "معسلات" وعلب سجائر، بخلاف أجهزة الجوال الخاصة بهم، التي ربما التقطت بعض الصور لحالة الاختلاء وما احتواها، فيما تم إيقاف المقبوض عليهم لدى مركز شرطة السلامة بالطائف في حينه، ومن ثم إطلاقهم بالكفالة بعد استجوابهم، ولا يزال اثنان من المجموعة هاربين، ولم يتم إحضارهما حتى الآن. وفي القضية الثانية التي وقعت نهاية الأسبوع الماضي، كشف تورُّط بعض المطلق سراحهم بالاستراحة الأولى، بعد أن كشفت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمحافظة الطائف استراحة كبرى بمنطقة الهدا السياحية، اتخذت موقعاً للحفلات المختلطة بين النساء والشباب، وخصوصاً الطالبات الجامعيات، في ظل تزويدها بكامل التجهيزات الخاصة بذلك، وأيضاً يقيم بها المتغيبات عن ذويهن لفترات طويلة، ويتردد عليهن الشباب بشكل مستمر لممارسة الرذيلة. وتم وقتها ضبط أحد المتزعمين لتجميع الفتيات قبل هروبهن مع مجموعة من الشباب قبل دهمها، وهو ابن لأحد المسؤولين بالمحافظة، بعد أن أحدث فوضى بالقرب من الاستراحة، وارتطم بسيارته في سيارة مواطن، وأحدث بها تلفيات كبيرة، في ظل محاولاته الفاشلة للهروب، وجرى تسليمه للشرطة، ويخضع للتوقيف لديهم بعد الكشف عن أنه من ضمن المقبوض عليهم في حفلة استراحة الوسام، التي تم دهمها قبل سبعة أشهر. وكانت إحدى الطالبات الجامعيات قبل ركوبها مع شاب لا يمت لها بصلة قد تمت ملاحظتها من قبل أعضاء هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالطائف، وهرب قبل أن يتم تدوين معلومات سيارته، فيما كانت تلك الطالبة قد أفادت بأن زميلاتها يخرجن مع الشباب إلى الاستراحات للاجتماع على المفاسد وتعاطي الخمور. وأضافت بأنه يوجد في هذه الاستراحات فتيات متغيبات عن ذويهن، وأنهن - تقصد زميلاتها - يخرجن من الساعة الحادية عشرة صباحاً، ويعدن للجامعة بعد العصر، فيما تستفيد هؤلاء الطالبات من تلك العلاقات المحرمة في شفاعة الشباب لهن في تسهيل إجراءاتهن الجامعية من حذف وإضافة بعض المقررات، وتوظيفهن، واستخراج التقارير الطبية المرضية للطالبات المتغيبات. وكان لتلك الطالبة دور في الإبلاغ عن خروج ثلاث من الطالبات من إحدى كليات الجامعة، وأشارت لأوصافهن؛ ما دعا أعضاء الهيئة للوجود عند مقر الكلية، وشاهدوا خروج الطالبات المعنيات وركوبهن في سيارة من نوع كامري أجرة؛ فتمت متابعتها حتى وصولها لإحدى الاستراحات الواقعة بمنطقة الهدا السياحية، التي كانت مجهولة، وبدون اسم، إلا أن قائد سيارة الأجرة شاهد أعضاء الهيئة؛ ما دفعه للهرب ومعه الطالبات، وسط محاولات من الأعضاء لاستيقافه، ولكن لم يتمكنوا، وبناء عليه تم تركه وفقاً للتعليمات. أعضاء الهيئة كانوا قد اشتبهوا في الاستراحة ووقوف ثلاث سيارات بالقرب منها، حينها لاحظوا شاباً يخرج من الاستراحة ويتجه نحو إحدى السيارات الثلاث من نوع كابريس، وقام بفتحها، إلا أنه شاهد أعضاء الهيئة؛ ما أصابه بالهلع والخوف والارتباك، حينها لاذ بالهرب من الموقع على أقدامه مترجلاً تاركاً سيارته مفتوحة، كما أنه أبلغ بقية رفاقه بالاستراحة بحضور الهيئة. وقد خرج آخر مسرعاً وهو في حالة غير طبيعية، وركب سيارته من نوع كيا محاولاً الفرار، وكان يقودها بتهور إلى أن ارتطم بسيارة أحد المواطنين القريبة من الموقع؛ وأحدث بها تلفيات كبيرة، حينها تمت السيطرة عليه من قبل الأعضاء واستيقافه، ومن ثم القبض عليه؛ ليتم الكشف أنه من أحد الهاربين في حفل مختلط تم دهمه في استراحة بمخطط الوسام بالطائف قبل سبعة أشهر مع بعض رفاقه بعد تركه سيارته في الموقع ذاته، الذي استلمته الشرطة آنذاك مع بعض المقبوض عليهم دون أن يتخذ إجراء بحقهم حتى الآن. وكشفت معلومات عن أن هذا الشاب الذي وقع في قبضة الهيئة كان قد ترك سيارته من نوع فورد سوداء بمواقف مول "قلب الطائف" في وقت سابق بعد تورطه في معاكسة النساء وهروبه من أعضاء الهيئة، وبرفع معلومات السيارة كشف عن أنها "رسمية"، تعود إلى ملكية وعهدة إحدى الإدارات الحكومية بالمحافظة. الشاب أثناء القبض عليه كان خائفاً، وطلب من أعضاء الهيئة الستر، ووعد بالتوبة، فيما كان ثلاثة من الشبان وقتها قد تمكنوا من الهرب من بوابة أخرى فارين بسيارة من نوع كامري أجرة، وتبعهم شاب في سيارة من نوع فورد سوداء، كما خرج من بوابة الاستراحة الرئيسية أربع من النساء، كن مرتبكات ومتبرجات، وهربن على أقدامهن، واختفين من الموقع دون أن يتم القبض عليهن. المقبوض عليه كان يحاول الهرب باستعطاف أعضاء الهيئة؛ إذ أخبرهم بأنه مريض بالسكر، ومضطرب حالياً، وأنه يحتاج لحقن الأنسولين الموجودة داخل ثلاجة "الخدر" بيت الشعر بداخل الاستراحة؛ فتمت مرافقته لداخلها، وهناك اتضح أن كل من كان بداخل الاستراحة قد تمكنوا من الهرب، وتركوا سياراتهم بالقرب منها، وكانت مجهزة لممارسة الرذيلة، وعثر على مجموعة من الملابس النسائية المتنوعة، من بينها "أقمصة وملابس السهرات الحمراء"، وبعضها بداخل حقيبة نسائية، وأحذية نسائية؛ ما يدل على أن هناك نساء يقمن في هذه الاستراحة بصفة دائمة، كما عثر على كمية من الأدوات والمنشطات الجنسية، كذلك وجد جاكيت، وبتفتيشه عثر على قصاصات ورقية صغيرة مكتوب عليها أرقام جوالات تستخدم لمعاكسة النساء، كما عثر على مجموعة من المعسلات والفحم والجراك وجهاز "دي جي". وانتقل الأعضاء لتفتيش السيارات الواقفة عند الاستراحة، وعثر بداخل إحداها من نوع كابريس بيضاء على ورقة تعريف من الحرس الوطني وبطاقات صراف تعود لأحد الأشخاص المعروفين لدى الهيئة؛ لضبطه في الحفلة المختلطة باستراحة الوسام قبل سبعة أشهر، وسُلّم وقتها للشرطة. كما وُجد غطاء نقاب وطرحة نسائية بالمقعدة الخلفية، وملف كامل لفتاة يحمل شهاداتها، وربما أوهمها صاحب السيارة بأنه قادر على توظيفها، فيما تم تفتيش السيارة الثانية من نوع جيمس شفروليه، وعثر بداخلها على أرواق رسمية وقصاصات ورقية تحمل أرقاماً لاستخدامها في المعاكسة، إضافة لتقارير إجازات مرضية وإشعارات دخول مرضى لمستشفى الهدا مختومة دون كتابة الأسماء، وربما تكون مزورة. وحضرت الشرطة ممثلة في مخفر شرطة الهدا لموقع الاستراحة، واستلموا المقبوض عليه "ابن المسؤول" مع المضبوطات كافة، والموقع بكامله، كما باشرت دورية المرور، ورفعت تقريراً عن السيارة التي تعرضت للصدم من قبل المقبوض عليه، في الوقت الذي حضر فيه فريق من الأدلة الجنائية. وبدأت الشرطة ممثلة في مخفر الهدا مجريات متابعة الأشخاص المطلوبين في القضية لاستدعائهم؛ إذ تم ضبط آخر من ضمن الهاربين، في الوقت الذي كشف فيه عن ارتباطهم بالاستراحة التي شهدت الحفل المختلط بمخطط الوسام قبل سبعة أشهر.