أبدى الدكتور سعد عبد القادر القويعي الأكاديمي والكاتب المعروف تعجبه مما قاله الشيخ أحمد قاسم الغامدي مدير عام هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة مكةالمكرمة في لقاء الجمعة " , الذي يبث على قناتي " روتانا خليجية والرسالة " , الذي حل ضيفاً فيها , حيث قال : " أشعر باصطفاء الله لي ؛ للقول بجواز الاختلاط , ولم أندم على ذلك يوماً " , وذلك عندما عرض لمسألة فقهية . وقال القويعي ل"أنباؤكم" أيقظت عيناً نائمةً , ونزعت من قلبي شائبةً وأن استمع لما قاله الشيخ إذ إن تزكية النفس بهكذا عبارة , تُوحي للسامع : أنه يخفي - ذاته - بفضيلة , ليست لأحد - سواه - . وحين يقول الواحد منا مثل هذه العبارة , فكأنه يزكي نفسه , ويمدحها . وهذا - بلا شك - من الباب المحرم , الذي قال الله فيه : " فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى " . فعدم مدحها , أو الثناء عليها , هو أبعد من الرياء , وأقرب إلى الخشوع , كما قال - الإمام - القرطبي - رحمه الله - في تفسير هذا الجزء من الآية . مضيفا أن تزكية النفس نوع من الخطأ , ولون من الضعف . وعند البحث في سيرة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , سنرى كيف كان يقتصّ من نفسه , ولا يبرئها , وهو المعصوم المسدد بالوحي . بل - دائما - ما كان يحول بين نفسه , وبين الاغترار بالعمل , والإدلال به على الله . وقد يكون الأمر كذلك ؛ ليقول قائل : بأن الله - جلّ في علاه - أقسم على فلاح من زكّى نفسه , إلا أن ذلك لا يكون إلا بفهم مقصود الآية , ومراد الله منها , وذلك بتخليتها من الأخلاق الرذيلة , وتحليتها بالأخلاق الفاضلة ، وعندما يزكي الإنسان نفسه , ويمدحها , ويثني عليها , ويدّعي صلاح نيته , ومقصده , وقلبه , فإن في ذلك اتهاما للآخرين , وكأنه هو الذي على الحق , وما سواه على الباطل . وتلك ممارسة تُنبئ عن سوء ظن بالنفس , تستدعي تنقية العمل من حظوظها , - وبالتالي محاسبتها - . مشيرا إلى إن اتهام النفس , وعدم تزكيتها , والعمل على تطهيرها من أخلاقها الرذيلة , ومنعها من كمال التفتيش , مطلب شرعي . وضد ذلك , سيقود الإنسان إلى الغواية , والسير به نحو موارد التهلكة . كما أن إرسال النفس على سجيتها , سيصيبها داء العجب , والتعاظم . - ومثله - النظر إليها بعين الكمال , سيعمي القلب عن رؤية عيوبها , وأمراضها التي يجب معالجتها بعد محاسبتها . واختتم القويعي حديثه بقوله: فضيلة الشيخ لم أقل ما قلت إلا من باب النصح الواجب في عنقي , وإرادة الخير لك على مراميه , ورغبة في حيازة أوفى نصيب من الهداية , والتي ستكون خير عدة لك في حياتك الدنيا , وسبيل سعادة , وفلاح في الآخرة .