مكة أون لاين - السعودية بث الفزع من المسميات يأتي كنوع من التوجيه الإيحائي للمزيد من التبعية وتمييع الحقائق في التجمعات النسائية التي تأتي الجامعات أهم مراكزها، كما حدث في جامعة الإمام وهنا فكرت بسؤال إحداهن: ماذا تعرفين عن السيداو؟ توقفت طويلاً ثم أجابت غزو غربي لإخراجنا من الإسلام. أعيد عليها السؤال وهل اطلعت على اتفاقيه السيداو أو اكتفيت بالفزع من كلمة «سيداو»؟ ردت بثقة: هذه مخططات صهيونية لتجريد المرأة المسلمة من كرامتها. ويستمر الحوار، إذاً كل ما تعرفينه هو هذه المعطيات، نعم. هذه الطالبة ومثلها مئات الطالبات والنساء سواء في جامعة الإمام أو في جامعة الحياة يأخذن التوجيه والمعرفة عن طريق السماع والنقل الحرفي من شخص إلى آخر. ولهذا حقيقة هناك كثيرات لا يعرفن ما هو السيداو. إن البقية من الذين لا يعرفون الاتفاقية ولم يكلفوا أنفسهم عناء الاطلاع على بنودها من مصدرها الأساسي لن يستطيعوا أن يفهموا أن سيداو هي اتفاقيه عالمية وليست محلية ومخصوصة لشعب مخصوص وليس هناك فئة مستهدفة في الفكرة أو المضمون لأسباب عدة أنها تخاطب وتتوافق مع النمط الحياتي والمعيشي لبقية العالم، نحن لسنا العالم، لسنا إلا جزءا من العالم الكبير الذي يختلف عنا في حياته، ولسنا نشبه أحدا لأننا نحيا في عالم شديد الخصوصية، ولهذا المملكة تحفظت على بعض البنود التي لا تناسب مجتمعنا وديننا. لماذا إذا بث الفزع والتهويل تجاه السيداو؟ سيقول المعارضون لأن الاتفاقية في إجمالها ستجبر الدول على تنفيذ بقية البنود. وهذا غير صحيح فالدول التي تحفظت على بنود معينة لها حق الاستمرار في تحفظها. وعلى كل فتاة أن تبحث وتقرأ وتفهم حقيقة الأمر وألا تكتفي بأخذ أفكارها من نورة السعد، أو محمد الشنار إلا لمن اكتفى بهما كمصادر وحسب. أخافوكِ بكلمة «سيداو» بينما الاسم الحقيقي للاتفاقية هو «اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة».